اختطاف الثورة المصرية مرة اخرى


يجابه الاخوان " المتأسلمون " ؛ البديل الامبريالي ؛ ( في العالم العربي , و مصر) , الذي أُعد بعناية عبرسنوات طويلة من حكم السادات , ومبارك , - لتولي الامور- في اللحضة التي تنتهي بها صلاحية النظام القائم عند أستنفاذه الأغراض , والوضائف في خدمة ( مصالح الولايات المتحدة الاميركية , وادواتها في المنطقة , العدو الصهيوني , والانظمة العربية الرجعية العميلة ) .تحديات اجتماعية, واقتصادية , وسياسية , وتعليمية , وثقافية, الخ بالغة العمق , والحدة , وعصية على الحل .
وبحكم بنية النظام ودوره الوظيفي التابع واداءه الدور نفسه الذي انيط بمن سبقه لم يتمكن الاخوان من وضع الحلول , ومجابهة التحديات , وعلى العكس تماماً فالازمات تعمقت , وتفاقمت , وحدة النقمة , وجذوة الثورة , وبركانها تعمقت , وهي على وشك الانفجار.
لقد تولى الاخوان الحكم بمصر بترتيب " أميركي , عسكري مصري" , لعبت فيه القوات المسلحة دورالعراب , ومهدت لهذا الانتقال للسلطة , وعند أستنفاذها لمهامها , جرى تبديل الوجوه التي لعبت الدور , وانتهت مدة صلاحيتها , كالمشير طنطاوي وعنان المستشار العسكري الحالي المستقيل , وهو النهج نفسه الذي بموجبه جرى استبدال مبارك , وبن علي , وعلى عبدالله صالح , و (حمدي ) قطرالذين أُقصيا لازالة ما يعترض السعودية التي اوكل اليها الملف الطائفي سيناريو المؤامرة على سورية الحالي بعد الهزائم التي حاقت بالسيناريوهات السابقة لاستخدامه في اشعال فتيل الفتنة الطائفية والمذهبية في المنطقة , نظرا لانها الطرف الاكثر ملائمة من تركيا , ومصر اللتان تمران بضروف غير مستقرة .
ضروف الثورة الموضوعية المصرية ناضجة تماماً , لكن ضرف القوى السياسية لازال في طور التشكل , وهي لازالت - اي القوى السياسية - تنضج مشروعها لملء الفراغ السياسي , بالتالي فالضروف مواتية لتلعب القوات المصرية المسلحة ؛ بترتيب اميركي ؛ الدورالسابق نفسه , الذي قد يكون أعد لأعادة انتاج نفس الادوات , ونفس النظام التابع , المرتهن للمشروع الامبريالي , (بحلة جديدة ) .
كانت حلة نظام مبارك السابقة بربطات عنق فاخرة , ثم اصبحت بذقون , والان قد تكون بثوب ليبرالي مبتكر , ( لخدمة ذات المشروع الامبريالي , الصهيوني , الرجعي العربي ) .
ان غياب اليسار, والحزب الثوري القائد , والجبهة الوطنية العريضة , والمشروع القادر على تعبئة الجماهير , هو الذي يحول دون انجاز مهام التحرر الوطني , واسترداد الارادة السياسية , وبناء دولة الانتاج المتمحورة على الذات , والتنمية الشاملة التي تستهدف الكتلة الاجتماعية الاكبر صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة , واستثمار الثروات الوطنية . وانهاء الدور الوظيفي , والتبعية لصندوق النقد , والبنك الدوليين " أدوات المركز الامبريالي الاميركي ,وهو الذي يمهد ويهدد باختطاف الثورة المصرية , واستنساخ تجربة مرسي , والاخوان .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات