نيران الطائفية تحرق جسد الأمة


حينما نطالع الاخبار اليومية لا تكاد تخلو نشرات الانباء من جريمة بحق فئة او ملة او طائفة بدوافع مذهبية وبتحريض من دعاة الفتنة وائمة الطوائف التكفيريين , من اصحاب التأثير على اتباع طوائفهم والمندفعين من شباب الامة الذين تقودهم عواطفهم نحو العنف الطائفي لقلة خبرتهم وجهلهم وبسبب الفتاوى التحريضية التي تكافيء قاتل غيره بالجنة وتذهب بالمقتول الى النار بحجة الجهاد وكفر الآخر في معادلة لا دينية ولا اخلاقية ولا انسانية .

شيوخ التحريض والفتن الطائفية اصبحوا يطالعونا باستمرار بفتاوى الافساد التي تنم عن انحطاط واسفاف اخلاقي لتحقيق اجندات شخصية واخرى صهيو-غربية تجود بالغالي والنفيس في سبيل دمار الامة وتشتتها وتنازع اطرافها , لان التجارب تثبت بان افضل وسيلة للخلاص من امة هي تفريق اطيافها وزرع بذور الصراع فيما بينهم ليستنزف بعضهم الاخر وتتداعى تلك الامة وتنهار وحدها دون الحاجة الى الحروب الخارجية التي ان حصلت ستجمع الامة وتوحدها ضد عدوها الخارجي !! ..
المرتزقة من دعاة الفتنة في عالمنا العربي والاسلامي اشتدت هجمتهم المسعورة بالتحريض على الاخر بدعم واضح من قنوات بث الفتنة من الفضائيات وغيرها من وسائل الاعلام المدسوسة في صدر الامة واللتي اخذت على عاتقها تطبيق الاجندة الصهيونية عبر بث الفتن والتحريض بين " الملل الاسلامية " ودق الاسافين وتفتيح الجروح وتعميق الشروخ المزروعة بين طوائف الدين الواحد منذ عشرات القرون ومنذ واقعة " الجمل " والتي ما زالت احداثها تجري حتى اللحظة بدعم المحرضين ومن ورائهم والسبب الاعظم هو جهل الكثيرين من ابناء امتنا وانجرارهم خلف دعاة الفتن .

بالامس القريب شهدنا تصفيات بحق عسكريين وضباطا في الجيش اللبناني على ايدي عصابات " الشيخ احمد الاسير " الذي يحيط به مجموعة ارهابية من المسلحين , الاسير الذي دعا الجيش اللبناني للخروج من اجزاء من الاراضي اللبنانية بحجة ان الجيش يرضخ بقيادته لاوامر " حزب الله – الشيعي " , قرية عرسال الان تضم مجموعات من فلول الارهابيين السوريين المهزومين , تلك المجموعات تمارس ايضا نوعا من التحريض ضد حزب الله اللبناني وتدفع بقرية عرسال للانخراط في مواجهات مع الجيش اللبناني والانسلاخ عن محيطها , الاحداث الجارية حاليا في لبنان في البقاعين الشمالي والاسط تنذر بحرب طائفية ضد الطائفة الشيعية وعلى رأسها حزب الله – الذي يضم اعدادا تفوق النصف من ابناء الطائفة السنية في صفوف مقاتليه - وتصفيته , ذاك الحزب الذي يمثل المقاومة اللبنانية التي استرجعت الجنوب اللبناني من براثن الاحتلال الصهيوني والتي وقفت بكل ثبات امام الترسانة العسكرية الصهيونية لا بل وهزمتها شر هزيمة في حرب تموز 2006 . منذ تلك اللحظة بدأت بعض التيارات في لبنان تنادي بنزع سلاح المقاومة وتصفية حزب الله كحركة مقاومة عسكرية , تلك التيارات بدأت بحملة تحريضية على حزب الله بدعاوى طائفية ومذهبية لقلب الطاولة على المقاومة اللبنانية وتصفية كيانها ونزع سلاحها , والعاقل وحده يفهم من هو المستفيد الوحيد من نزع سلاح المقاومة اللبناني , ولأجندة من يجري هذا التحريض على قدم وساق ..

سوريا ايضا تشهد اليوم انفلاتا شديدا وانحرافا نحو هاوية الصراع الطائفي , اصبحت الحرب اليوم حربا على الطائفة العلوية والشيعة من انصار الرئيس السوري – بشار الاسد – بدعوى طائفية ايضا , الاجندة الصهيونية تسعى لاسقاط نظام الاسد الذي يعد المصدر والمعبر لامدادت المقاومة اللبنانية بالعدة والعتاد في موجهة الاحتلال الصهيوني الغاشم .

اما مصر – ام الدنيا – وحاضنة العرب , باتت في حكم الاخوان تنحرف بوصلتها نحو حشد الصفوف ضد المسلمين الشيعة بتحريض من رأس الهرم المصري – محمد مرسي – والذي استضاف في مصر مؤخرا مؤتمرا لما يسمى – علماء المسلمين – جرى فيه التحريض على النظام السوري وطلبا للتدخل الاجنبي واعلانا وقحا للحرب على الشيعة ووجوب قتالهم والجهاد ضدهم , هذه الافكار والرؤى الدسيسة تبناها على الفور رئيس الجمهورية المضيف بتصرف أرعن غير مسؤول حيث يتبنى رئيس دولة فكرا تحريضيا وتكفيريا ضد طائفة وملة مسلمة متناسيا او متجاهلا ان هنالك بعض العائلات الشيعية تقطن مصر وتحيا فيها منذ قرون , فكان باعلانه تبني الفكر التحريضي والطائفي كمن اصدر حكما بالقتل على ابناء الطائفة الشيعية من المصريين لا لجرم سوى لانتمائهم لطائفة يجري التحريض عليها في كل الاطر , احد ائمة المساجد في " زاوية ابو مسلم – محافظة الجيزة " تبنى هو ايضا هذا الفكر الظلامي ليحرض الناس على قتل الشيعة وجهادهم , لتخرج بعد خطبته مجموعات من " السلفيين " لمحاصرة منزل عائلة شيعية ويقتلو افراد العائلة جميعا وقامو بجر جثثهم في الشوارع بعد ان مثلوا بجثث القتلى لا لجرم سوى انهم من اتباع الطائفة الشيعية .

المشهد قد زاد بشاعة , والابشع هو انجرار حاكم دولة مسلمة وعلماء وشخصيات تمثل تيارات لها ثقلها خلف المشروع الصهيوني التحريض الداعي لتشتيت شمل الامة واقتتالها وانهاء وجودها , والتحريض من اجل وأد مشروع المقاومة اللبنانية وقطع كافة وسائل الامداد لها عبر هدم اركان الدولة السورية ونظامها , والحرب التحريضية على ايران التي في طور التطور وتحقيق الطموح النووي لتشكل ثقلا موازيا ومنازعا للكيان الصهيوني وتهديد وجوده ومصالح الغرب في المنطقة .
الدعوة للعقلاء كافة لتحيل مجريات الامور وحساب المصالح , الاقتتال السني – الشيعي ليس في مصلحة احد سوى اعداء الامة , والقتلى من الطرفين هم ضحايا المحرضين الذين يحملون اوزارهم واوزارا مع اوزارهم , يجب علينا جميعا ان نقف في وجه هذا المشروع المفضوح ومحاكمة كل المحرضين , وذلك أولى من محاكمة انسان على علاقته بربه او على انتمائه الديني .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات