وسقطنا في مستنقع سوريا


خلال الايام القليلة الماضية وخلال فترة مناورة الأسد المتأهب تضاربت التصريحات الحكومية حول وضع الجنود الامريكان في البلد ومعداتهم ، وفي نفس الوقت تخرج تصريحات لوسائل الاعلام الغربية من قبل متحدثين مجهولين من قادة الجيش الأردني يؤكدون على أن الأردن الأن أصبح ضمن أعضاء أصدقاء سوريا ، وأن الأرض الأردنية أصبحت مستباحة لكل من أراد أن يجير الوضع في سوريا لصالحه سواء من دول غربية أو خليجية ، وكل يوم يزيد عدد هذه التقارير لدرجة أن الحكومة وجهاز الدولة العسكري أصبح يمارس دور النافي أو المؤكد لجزء من المعلومات التي تتسرب من هنا أو هناك .
والشارع الأردني يعرف أكثر من الحكومة حجم التواجد السوري فيه من خلال ما يشاهده يوميا أمام عينيه من سوريين يتنقلون بمركباتهم في شوراع الأردن ويستقرون في بيوت أردنية ويعملون في مصانع ومحال أردنية ، ويأتيك متحدث بأسم الحكومة يصرح أن أعداد الاجئين السورين فقط نصف مليون ولكن التصريح الأخر يؤكد أن سيكون هناك ثلاثة ملايين سوري في الأردن مع نهاية العام ، ومع ذلك تتعامل الحكومة مع هذه الارقام كما تتعامل مع فاتورة الكهرباء والخبز وبقية روافع الحكومة الأردنية .
فلماذا لاتقر الحكومة أننا قد سقطنا في المستنقع السوري وأننا أصبحنا مشاركين فعليا فيما يدور في سوريا ، وتبتعد الحكومة عن تضييع وقت الوطن في أخذ الاستعدادات الضرورية للخروج من هذا المستقنع بأقل الخسائر الممكنة ، وتقر في نفس الوقت أن جغرافية وديموغرافية الوطن تختلف عن بقية دول الجوار السوري وأن الوقوع في المستنقع السوري هو ليس بقدرنا كشعب أو حكومة بل من صنيعة أيدينا ومنذ بداية أول يوم للثورة السورية والشعب والحكومة يتعاملون مع سوريا أنها دولة الانسباء والاقارب والجوار وليالي دمشق ورحلات نهاية الاسبوع والطعام الرخيص أو ما أطلق عليه " غيار زيت " .
وفي النهاية سقطنا في مستنقع سوريا كجزء من معركة أطلق عليها " طائفية " الأسباب والنتائج ونحن كشعب ليس لدينا ناقة أو جمل في معركة الخليج " الجاحد " السني أو أيران وجمهوريتها الطائفية دستوريا أو الغرب بتحالفاته وموزاين القوة التي تتحكم بفكره وبعلاقاته مع القصة السورية ، والنهاية سنجد أنفسنا لوحدنا في مستنقع سوريا لأن بقية الأقطاب ستقوم بحساب أرباحها أو خسائرها في نهاية المعركة نلملم جرحنا ونكتشف أن اللعبة كانت أكبر منا كوطن وشعب ودولة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات