لكل زمان فساده .. !!!؟


كتب الامام التوحيدي في كتابه البصائر والذخائر يشكو من فساد العصر الذي هو فيه قائلا:
الى الله عز وجل اشكو عصرنا وعلمائنا وطالب العلم منا فإنه قد دب فيهم داء الحمية واستولى عليهم فساد العصبية حتى صار الغي متبوعا والرشد مقموعا والهوى معبودا والحق منبوذا كل يزخرف بالحيلة ولا ينصف ويموه عليه بالخداع ولا يعرف.

بعد هذه المقدمة ومن الرجوع الى مسرحية الموازنة في مجلس النواب الاردني يتبين للمواطن الاردني صدق النظرية القائلة المقدمات الخاطئة تقود الى نتائج خاطئة ابتداء من اجراء الانتخابات لهذا المجلس السابع عشر بقوائمه ودوائره تلك الاجراءات المخالفة للقانون والتي كرست شرعيتها محكمة العدل العليا ومرورا بالمشاورات لتسمية النسور رئيسا للحكومة تلك المشاورات التي لم تكن بحاجة الى الجهود التي قام بها رئيس الديوان الملكي لأن كتل هذه المجلس هلامية ليست بحاجة للجوء الى العقل والمنطق بقدر ما هي مستعدة للسير خلف المصالح الشخصية والاوامر التوجيهيه من هنا وهناك وانتهاء بمسلسل الثقة بالحكومة ومسرحية الموازنة وما بينهما مذكرا القارئ بما يلي:
اولاً: الخطابات النارية للنواب بمهاجمة الحكومة والعودة عن ذلك عند التصويت على الثقة مما يشير ويؤكد على تناقض النواب بين الاقوال والافعال عند البعض والتناقض الكلي بالشخوص وانفصام الشخصية عند البعض الآخر.

ثانيا: انقسام الكتل النيابية على نفسها دلاله على هلاميتها وتأكيد على انتهائها عندما تصطدم المصالح الشخصية لاعضائها مع بعضها البعض او مع المصلحة العامة.

ثالثا: التوجيهات والايحاءات التي تصدر من جهات معينه بمثل هذه المناسبات خاصة تلك التي تدعو الى التوافق بين السلطتين حتى لو كان هذا التوافق يتعارض مع مصلحة الشعب وعلى حساب الوطن والمواطن.

وعودة لموضوع مسرحية الموازنة من بطولة رئيس الحكومة ورئيس النواب بمواجهة الشعب الاردني من خلال كمبارس ممثليه في هذا المجلس الذين اصبح معظمهم يمثل ظاهره فساد العصر والخروج على القسم الدستوري سواء كان المقسمين وزراء او نواب ذاك الخروج الذي يتجلى دائما بموضوع خدمة الامة باخلاص.

ظاهرة الفساد تلك كشفت عن الممثلين الحقيقيين لهذا الشعب داخل مجلس النواب مثلما كشفت الاخرين منهم الذين اعمتهم الايحاءات وافقدتهم رشدهم الاطماع والمصالح الذاتية والانانية وجعلتهم يعيشون ليومهم على قاعدة للبيت رب يحميه دون أن يسألوا عن وطن او عن مواطن لسان حالهم يقول "اذا مت ظمأناً فلا نزل القطر".

وخلاصة القول بعد الفساد الذي استشرى في مؤسسات الدولة وشخوصها الكبار والصغار على حد سواء ان لهذه المسرحيات ان تتوقف قبل ان ينقلب السحر على الساحر عندها لا ينفعنا رئيس حكومة يعتلي منصه الخطابة في مجلس النواب وكأنه معلم بأيام الكتاتيب ومدارس بيضه ورغيف ولن ينفعنا ممثلين تحت القبة اصبحوا نوائب علينا لا نواب لنا واصبحنا نتذكر المثل القائل ان الذهب معدن ثمين لا يصدرأ أبدا لكنه يجعل ضمائر الكثيرين تصدأ.

من هنا اصبحت مطالبنا بمكافحة الفساد وملاحقة الفاسدين من قبل حكومتنا ضرب من ضروب الخيال لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

حمى الله الأردن والاردنيين الذين لسان حالهم اصبح "نعوذ بالله من شر ما خلق" وان غدا لناظره قريب

نعتذر عن قبول التعليقات بناء على طلب الكاتب



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات