طقوس


وكما أن للعبادة طقوسها ... وكل عمل يمكن أن يكون عبادة ضمن شروط معينة .

فأنت لا تستطيع الدخول إلى عالم الصلاة مثلاً دون طهارة ،طهارة جسمية ، بالاغتسال من الحدث الأكبر والوضوء من الحدث الأصغر .

وحتى تكتمل الطهارة يجب أن تترافق معها جمال ونظافة في المظهر العام
" يا أيها الذين آمنوا خذوا زينتكم عند كل مسجد " أي كل صلاة أو في كل مكان يجتمع فيه الناس للصّلاة .

وطهارة روحية ، بالخشوع والاستغراق ، والخروج من دنيا الناس ، والدخول في ملكوت الله فليس للعبد من صلاته إلا ما عقل ، وبالمحصّلة ...

" إنّما أتقبلُ الصلاة لمن تواضعَ بها لعظمتي ، ولم يستطل على خلقي ، وقطع النهار في ذكري ، ولم يبت مُصرّاً على معصيتي ، ورحم الأرملة والمسكين وابن السبيل والمُصاب "

كذلك فان للكتابة طقوسها أيضا ... وتكون البداية وجود قضية تنفعل بها وتتفاعل معها . وربما تكون فكرةً أو ملاحظةً أو تجربة . والبعض يظن أنّ الكتابة مجرّد صف كلمات ، ولو حاول لوجد الأمر جدّ شاق .... وللقراءة أيضاً طقوس ، يعرفها من داوم عليها ، وأصبحت جزءاً من برنامجه اليومي . وهي تختلف من شخص لآخر . فالهدوء التّام لازمٌ لبعضهم ، والبعض يمكنه القراءة ولو مع مطارق الحديد ...

والفرائض كرمضان والحج لها طقوسها ، والناس عادة يستعدوا لها قبلها بفترة . بتوفير المال اللازم ، وتجهيز بعض المأكولات المحفوظة ، وزيارة الأرحام والأقارب . وهناك خطأٌ شائع عند كثيرين بأنّ الأرحام هنّ فقط النّساء كالأخوات والبنات والعمّات ... وينسى أنّ الرجال هم أيضا من الأرحام كالأخوة والأعمام والأجداد ....

وللصّيف في الرّيف طعمٌ خاص ونكهة محببة . وممّا يُحسب للحكومات المتعاقبة أنّها أوصلت الخدمات الأساسية للأرياف في وقت مبكر مقارنة مع دول مجاورة أغنى وأكبر . وأكثر ما يُبهر في الصّيف ليله وسهراته ، والتي يبدأ الأعداد لها من بعد العصر تقريبا . حيث تقوم بنات الأسرة وصبيانها بتنظيف مكان السهرة والذي يختلف من أسرة لأخرى ، وغالبا ما يكون سطح البيت . فيتم شطفه بالماء وفرشه ونقل الأجهزة والأدوات لزوم السّهرة ، كالتّلفاز والمذياع والمسجّل والماء البارد وأغطية للأطفال وحليبهم ... وتبدأ السّهرة عادةً بعد صلاة المغرب أو العشاء . فتجتمع الأسرة كاملةً صغارها وكبارها , رجالها ونساؤها . ومن الوجبات اللذيذة الشائعة البطيخ مع الجبن الأبيض والخبز . والبطيخ هو ملك فاكهة الصّيف لحلاوته ولدوره في تزويد الجسم بالماء وإطفاء العطش . ولرخص سعره نوعا ما مقارنة بباقي الفواكه دور في شيوع تناوله بين الناس حيث يقوم ربّ الأسرة بشراء عددا كبيرا منها وتخزينه للاستعمال اليومي . والشّاي بالنّعناع هو المشروب الأكثر شهرة واستعمالاً .
وقد تعوّدنا أيضاً أن يكون لرفع أسعار السّلع والخدمات طقوسٌ أيضا ، خاصّة في فترة ( الديمقراطيّة ) والتي قبلها كان يتم رفع كل شيء دفعة واحد وبإجراء واحد يُسمونه تعديل أسعار دون أن يرف للحكومة جفن . أمّا الآن فيتم تهيئة الأجواء بحملة دعائيّة يتناوب عليها مسؤولون يبشرون بأنّ الخزينة على شفا حفرةٍ من الإفلاس وعلى المواطن أن يتحمّل مسؤولياته لإثبات حسن مواطنته وانتماءه .

ولطول العهد بهذه الطّقوس وهي في أغلبها عادات طيبة توارثها الأجيال فأصبحت جزءا منّا ، نتذكرها إن غُيّبت عنّا ونتحسّر على أيامها الجميلة ونتمنى أن تعود ولو في أحلام اليقظة ، إلاّ طقوسُ رفع الأسعار .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات