حكاية أردنية .


بالأمس تتبعت اخبار خطاب الملك في مؤته من خلال الفضائيات الاخبارية العربية والدولية ولم أكن مهتما بالتلفزيون الرسمي أو الفضائيات الخاصة الأردنية ، وذلك بهدف الحصول على رؤية بعيدا عن التملق أو تحليل الأمور من باب أن الملك دائما يعطينا الحلول ولكن " آذانه عند أطرش " وخصوصا الحكومات ، وحرصت على متابعة المشاركين من الأردن على هذه القنوات كمحللين وقادة رأي وكتاب مقالات أردنيين وغيره من المسميات التي يعطيونها لأنفسهم دون دليل موثق لها .
وكانت خلاصة هذه المتابعة لثلاثة قنوات إخبارية إثنتان عربيتان وواحد غربيه ناطقة بالعربية أن ما طرحه هؤلاء المشاركين لايخرج عن التحليل الغير موضوعي لخطاب الملك بل تجده يتماشى مع سياسة كل قناة إخبارية وموقفها من الاحداث في المنطقة وبالذات الشأن الأردني السوري ، ومنهم من أعطى خطاب الملك بأنه لغة تحذيرية للشعب وليس لدول الجوار ومنهم من قال أن هدف الملك أن يعيد توجيه بولصة المعارضة للخارج وليس للداخل لأن الهم الوطني اليوم أكبر من أي مطالبات يطلقها الشارع الأردني .
ومن بين هذه الأراء لم أجد أحدهم يقول أن خطاب الملك بوقته ومكانه ومناسبته يعطي رساله واحده فقط وهي أن البلد على وشك الدخول في حلبة صراع سوريا الدولية ، وإن تطلب ذلك الدخول تطاول على السيادة الأردنية وإن كان الملك قد أشار إلى جاهزية الوطن ولكن بعد أن ضمن دخول القوات الأمريكية وصورايخ الباترويت وطائرات الأف 15 وإنتهاء مناورات الأسد المتأهب والشعب لايعلم كم بقي من جنودها وكم غادر ، وفي اليوم التالي تم إستخدام آلة الكتاب والمحللين ومنهم شارك بحوار القنوات الفضائية لأعطاء الخطاب معنى واحد فقط وهو ما طرحه الملك يصب في مصلحة الوطن فقط وبعيدا عن أية عواقب قد تجر لها البلاد ، وكذلك وتغافل هؤلاء الكتاب والمحللين وآلة الدعم اللوجستي عن جملة قالها الملك تظهر حجم الخوف السياسي الذي يكتنف الدولة الأردنية من فتح باب الفتنة من مفصلها الرئيسي " شرق أردني وغرب أردني " عندما قال أن كل الشعب الاردني أبناء عشائر من جميع الأصول والمنابت ، وهذه مفردة سياسية محلية جديدة يتم طرحها من خلال رؤية ملكية تعي حجم الفتنة القادمة .
وإذا كان هذا هدف الملك وهو الخروج بمركب الوطن من عاصفة سوريا سليما فهل إستعدت الدولة الأردنية لذلك كما يحدث في دولة الجوار " غرب النهر " أم أن الفزعة الأردنية هي التي ستقوم بمقام خطط الطوارىء الواضحة والموزعة بها الأدوار بشكل فعلا يحمي الوطن من الجغرافيا وأكثر من مليون لاجىء سوري ومئات من الأردنيين الذين يهتفون بأسم حسن نصر الله وبشار في القصر الثقافي الملكي وغيرهم ممن يمثل لهم الوطن حقيبة " دولارات " تسير على أرصفة القصور الرئاسية في دمشق وغيرها من عواصم معركة سوريا ، وتغافلوا هؤلاء جميعهم أن الوطن ليس حقيبة كما قال الشاعر محمود درويش .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات