فلسطينيو سوريا , الى أين ؟؟


فلسطينيو سوريا أو اللاجئين الفلسطينيين في سوريا الذين حملتهم الظروف المريرة والصراع العربي الصهيوني لـ اللجوء الى الدول العربية المجاورة كما سوريا ليكونوا فيما بعدا جزءا من النسيج الشعبي والوطني للأرض التي استقبلتهم واحتضنتهم , الفلسطينييون اللذين عاصروا النكبة تلو النكبة وتحملو مرار العيش في الغربة وألم الحنين الى الوطن اضافة الى معاناتهم في حياة اللجوء وانتقاص الحقوق نجدهم اليوم يعيشون في نكبة جديدة .

فئة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يصنفهم القانون السوري بغير سوريين ، على الرغم من أن القانون ذاته يمنح الجنسية للأجنبي بشرط الإقامة لخمس سنوات متتالية في البلد , مع العلم بان الفلسطينيين مقيمين في مخيمات اللجوء على الارض السورية منذ عقود ، إلاّ أن الموقف السياسي المرتبط بالمحفاظة على الهوية الفلسطينية ، ولحسابات تتعلق بالبعد الوطني والقومي للقضية الفلسطينية حالت بدورها دون منح اللاجئين الفلسطينيين الجنسية السورية .
على الرغم من ان فلسطينيي سوريا يتمتعون ببعض الحقوق المقدمة من الدولة السورية كالتعليم والصحة والعمل والتنقل الى ان تلك الحقوق كانت بشكل ما منتقصة , فالفلسطينيين يمنعون في بعض الحالات من تملك العقار والاراض أو المشاركة في العملية الانتخابية والحياة السياسية , اضافة الى عدم حصولهم على جواز سفر يسمح لهم بالخروج والتنقل خارج الاراضي السورية , مما يجعل فلسطينيي سوريا أشبه بمواطني الدرجة الثانية او الثالثة .
اضافة الى المعاناة المستمرة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون والذين يصل تعدادهم في أيامنا هذه قرابة ال 600,000 نسمة باتوا وقد انخرطوا بشكل غير مباشر في الصراع الدائر ما بين النظام السوري والمعارضة المسلحة ليصبحوا هدفا تحاول كل الاطراف زجهم في وسط الصراع الدموي الدائر بشكل مستمر على الارض السورية , لكن عقلانية الفلسطنيين منعتهم من الدخول والانخراط في الصراع والوقوف الى جانب طرف دون الأخر .

الوضع الانساني الصعب في سوريا والذي يستحيل العيش فيه دفع الكثير من الفلسطينيين لمحاولة اللجوء الى دول الجوار , تلك المحاولة قوبلت برد فعل لا انساني من الدول العربية المحاذية لسوريا , والتي اعلنت الافلاس المادي على الرغم من المساعدات والهبات الخارجية لدعم اللاجين , الدول العربية كانت كمن يعلن الافلاس الاخلاقي والانساني في تصرفاته هذه .
وبقي الفلسطينييون قيد الاحتجاز في اماكن للتفقد تفتقد لأدنى مقومات الانسانية أو المعاملة الأخلاقية , حيث اصبحوا معلقين بين الموت والحياة في ظل تجاهل اردني ومصري و" لبناني – في بعض الحالات " ورفض لاسقبالهم , في حين أن الصور التي نشاهدها يوميا تظر لنا الجيش الاردني مثلا يضرب لنا مثلا انسانيا عاليا في تعامله مع اللاجئين السوريين الذين فتحت لهم الابواب والحدود والمطارات , وحتى أسواق العمل العربية والعقارات والاستثمارات و و و , أما الفلسطيني فما زال قيد الاحتجاز في ظل صمت رسمي وتهميش وكأنهم ليسوا بالبشر المحتاجين للمساعدة كما يحتاجها السوري .. بحجج واهية كالوطن البديل والتوطين و الافلاس و غيرها من الرويات الرسمية التي مهما بلغت فأنها لا تمنح الحق لاي كان بسجن طالب اللجوء أو رفضه وتركه في معتقل بين العقارب والافاعي والظروف التي تستحيل معها الحياة .

لنتذكر قبلا أثناء الغزو الانجلو اميريكي للعراق , حيث احتجز الفلسطينيين في مخيم الرويشد شرق الاردن , ايضا خوفا من سيناريو الوطن البديل , الذي بحجته يمنع تكفيل اللاجيء الفلسطيني للدخول الى الاراضي الاردنية , مما يعتبر خرقا للاتفاقيات الدولية التي وقع عليها الأردن ، حيث وقعت الحكومة الاردنية سابقا ووافقت على " إعلان الدار البيضاء " الصادر عن وزراء الخارجية العرب في العام 1965 والذي ينص على ( معاملة الفلسطينيين من حملة الوثائق معاملة مواطني الدولة الصادرة عنها الوثيقة ) أي كسوريين في الوضع الحالي ، إضافة لتوقيع الدولة على الميثاق العالمي لحقوق الانسان والذي يكفل للجميع حرية التنقل !!

الوضع الذي آلت اليه الامور تجاه اللاجئين الفلسطينيين أصبح ينذر بالخطر , فلا الانسانية ولا الأخلاقيات ولا الاتفاقيات الدولية تسمح لنا بسجن لاجيء في مخيم لا تتوافر فيه أقل شروط الامن والامان وسط معاملة لا أخلاقية تجاه الانسان بالدرجة الاولى , وتجاه من عانوا النكبات المتتالية وكانوا جنودا ومواطنين حفظوا حق الجوار وقدموا الاخلاص والانتماء التام لمضيفهم .

أرجوا ممن بقي لديهم شيء من الانسانية التدخل لأغاثة المنكوبين الفلسطينيين , ومنحهم ولو جزءا من حقوق الآدميين فهم بالخلاصة آدميين من لحم ودم بغض النظر عن انتمائهم أو اصولهم .



تعليقات القراء

One way to Gaza
فلسطينيو سوريا , الى أين

TO GAZA
31-05-2013 02:39 PM
شاهد على العصر
لاادري لماذا يطلب من الاردن ان يقدم التضحية على حساب ابنائه ولم يطالب الذين وضعوا الفلسطينييت بهذا الموقف لقد قرفنا المناداة باسم العروبة والدين والقومية وال وال حتى انه ليس لدينا وظائف لابنائنا ولا مياة نشربها ولا وظيفة نطلبها وكل هذه الاخطاء كانت نتيجة السياسة غير المدروسة التي ملات الاردن بهذا العدد من السكان بدون تخطيط سيما وان حملة الدكتوراة اصبح في الاردن اكثر من حملة التوجيهي

كفانا ذرفا لدموع التماسيح لان الاردن اصبح لاجئا في وطنه ان كان هنالك من وطن
02-06-2013 03:58 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات