"جرة " الحبل


خلال اليومين الماضين إطلقت الصواريخ على مصداقية الحكومة مع الشعب فيما يخص صندوق النقد الدولي وقصة الكهرباء ، وتم تبادل الاتهامات بين الحكومة والصندوق بأن أحدهم كان يكذب ، وكانت النتيجة أن كلاهما يكذب لأن المصب الأخير لقرارتهما هو جيب المواطن .
ويقول مسؤول حكومي لماذا لاتصدقونا أيها الشعب وتصدقوا ما يقوله عنا الأخرين وخصوصا الغرب وصناديقه ؟ ، سؤال بسيط جدا وربما يطلق عليه أنه سؤال بريء طرح بكل حسن نية من هذا المسؤول ، وهنا يقال أن الماء هو الذي سوف يكذب الغطاس سواء صندوق النقد الدولي أو الحكومة ، وساعة الغطس قادمة لأن الصيف على الأبواب وفاتورة الكهرباء قريبة جدا .
وعن المفهوم الراسخ عند المواطن أن الحكومة تكذب دائما هو مفهوم سيكيولوجي له تاريخ متجذر في أصول العلاقة بين المواطن والحكومة ومن الصعب التخلص منه حتى وإن خرج رئيس الحكومية وأدى دوره المسرحي بكل قناعة وذرف الدموع أو قلب حواجبه حزنا أو استخدم المسكنة في نبرة صوته ، والسياسة هي فن المكن من الكذب وليس الممكن من الصدق لأن الصدق إن وجد فهويكون كوجود الحية في الحجر .
وبالعودة لصندوق النقد والحكومة وفاتورة الكهرباء لامناص من أن يقر أحد الطرفين هو الأكثر مصداقية من الأخر لأنه يشاهد الحية في حجره ولايمكنه إنكارها أو إغماض عينه عنها ، طبعا إلا إذا كان كلاهما يلعب دور الحاوي مع الحية يخفيها من حجره ساعة يشاء أو يعيدها أمام عيون الناس إلى حجره ساعة يشاء ، وإذا كانت قصة الكهرباء تشابه لعبة الحاوي بالحية أمام الشعب كي يرعبوه فيها ليقر لهم بوجودها في حجرهم ، فلقد تحقق لهم هذا الهدف رغم الصواريخ المتبادلة من الاتهامات وأصبح المواطن يخاف ليس من الحية بل يخاف من " جرة " الحبل لأنه سبق ولدغ من كذب الحكومة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات