دعاره .. ؟


كلمة إنتشرت كثيرا خلال الأشهرة الماضية وبكثرة من خلال تقارير صحفية لمحطات عالمية أو عربية أو محلية ، وتم ربط هذه الكلمة مع تواجد السورين في البلد كلاجئين يزيد عددهم عن المليون لاجىء بمعسكر أو خارجه.
وفي مواقف أخرى لحركة لاجئين عرب خلال العشرين عاما الماضية لم تكن هذه الكلمة مرافقة لوجودهم في البلد بل ترافقت كلمات من مثل إستثمار وجلب رؤوس أموال وفتح مشاريع وإستثمارات ضخمة أردفت خزينة الدولة بمبالغ كبيرة ، وسؤالنا هنا لماذ الاجئين السوريين فقط هم من إلتصقت بهم كلمة دعارة ؟ .
وهنا كمحاول للإجابة على هذا السؤال أقدم بعض الظواهر التي إنتشرت خلال العشرين عاما عن الشعب السوري ومن خلال وسائل الاعلام إما على شكل مسلسلات أو برامج تلفزيونية ، وأول هذه الظواهر أن هذه المسلسلات صبغت معظمها وفي الفترة السابقة للأزمة السورية بالكثير من التجازوات على القيم والمفاهيم والعادات التي توجد في المجتمع السوري المحافظ ، وهو نفس المجتمع الذي عرضته مسلسلات من مثل " باب الحارة " وغيره ، ولكن التأثير الأكبر كان للعديد من المسلسلات التي كسرت جميع هذه المفاهيم وصورة المجتمع السوري أنه مجتمع بعيدا جدا عن العادات والقيم العربية والإسلامية .
وهذه الظاهر أدت إلى بروز صورة ذهنية وتحولت لصورة نمطية عن الشعب السوري بأنه شعب بعيد جدا عن هذه القيم تم التعامل معها مباشرة بعد دخول أول لاجيء سوري للأردن ، وخصوصا النساء السوريات التي منهن الله جمالا تفتقد له الكثير من النساء العربيات و فتح الباب للخليج العربي بأن يحقق الظاهرة الثانية التي ترسخت بها هذه الصورة النمطية عن الشعب السوري ، وإنتقلت هذه الظاهرة إلى أرض المعركة " مخيمات الاجئين " للحد الذي جعل كل مركبة تحمل نمرة خليجية تتجه للشمال تعتبر بداية دعاره في ذهن من يشاهدها .
والظاهرة الثالثة وإن أخذت صبغة دينية إلا أنها إعتبرت مشاركا رئيسيا في هذه الصورة النمطية بل يمكن القول أنها أكدت هذه الصورة بوضعها النهائي ، وهي ما يطلق عليه " جهاد المناكحة " الذي تفنن به شيوخ الدين في تحليله وإعطاء مبررات شرعية لممارسته وهي حالة ظاهرة لم تشاهد في بقية حركات اللجوء التي تعرض لها الأخوة العرب خلال العشرين عاما الماضية .
والنهاية لهذه الدعارة الفكرية العربية التي شارك بها الاعلام والدين معا هي الصورة النمطية التي أصبحت راسخة لدى الأخرين عن سوريا وشعبها العربي ، وللعلم بعض الدول " إسرائيل وأمريكا" دفعت بلايين الدولارات من أجل أن تغير صورتها النمطية عند الشعوب الأخرى وكانت النتيجة فشل ذريع وإستمرت صورتها النمطية ومهما حاولت أن تغيرها ، فهل سوريا وشعبها يملك البلايين من الدولارات كي يبني بلده بعد إنتهاء " الثورة " أو يمحي هذه الصورة النمطية ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات