( الحدث الاردني العراقي .. تحليل وتشخيص )


بدايه اود ان اعبر حقيقة عن اسفي وحزني عن ما حصل بمركز الثقافي الملكي .. وانه حقيقة لأمر مشين .. ولكن ما اود ان اقوله بعيد عن الانفعالات المبرره .. وأن ما حصل اود ان الخصه بما يلي ..
1- اولا .. اود من يقرأ مقالي هذا منذ البدايه اتمنى ان يكون ذو ( سعة صدر ) وان لا يفسر او يتخذ منحى اخر بعيد عن الواقعيه والمنطق وتشخيص للحاله بما سأقوله أو ان افهم خطأ.
2- نحن جميعا كأردنيين نرفض هذا الاسلوب الهمجي من قبل الافراد العاملين بالهيئه الدبلوماسيه العراقيه وكان من المفترض ان يكونوا على درجه عاليه من ( ضبط النفس ) والتصرف الحكيم واتباع اسلوب التشاركيه الامنيه بين طاقمهم وطاقم الاجهزه الامنيه الاردنيه .
3- تسارع الحدث وتطوره بسرعه لم يسنح الفرصه للطرفين بالتصرف الحكيم .. لو تم اعلام الاجهزه الامنيه الاردنيه بالامر منذ البدايه كان بالامكان حصر المشكله بطريقه اكثر امنيه وقانونيه وبدون التمادي او تطور الامور الى حد ( الشجار ) والاعتداء .
4- ردود فعل الشارع الاردني هو رد فعل طبيعي مقبول على ان يبقى ضمن الاطر القانونيه والسلميه والهدف منه الاحتجاج والرفض لهذا الاسلوب وخاصة نحن نتكلم عن هيئه دبلوماسيه التي من المفترض ان تكون على درجه عاليه من المسؤوليه والاخلاق والحكمه وتقدير الامور.
5- رسالة الشعب الاردني وصلت الى كافة الاطراف.. والحكومه الاردنيه تحركت سريعا وقامت باجراءاتها اللازمه والضروريه وحسب ما يملي عليها التعامل الدبلوماسي والسياسي والمتعارف عليه عالميا بين الدول بمثل هذه الحالات .
6- من خلال تعاملي مع فئات من الشعب الارني حول الحدث وجدت ان هناك تباين بوجهات النظر والمواقف ... وانا انقل لكم نبض الشارع بتلك المسأله صدقا .. هناك فريق انحاز كليا للاردنيين .. وهناك فريق ( حمل المسؤوليه للطرفين /الاردني والعراقي ) وهناك فريق حمل المسؤوليه على الاردنيين فقط ... وهناك فريق لم يبالي بما حصل بدافع انشغاله بأمور اكثر اعطاها الاولويه وحيز اكثر من هذا الحدث وقد يكون معذور وقد لا يكون ولكن كل حسب ظروفه ونواياه .
7- وقع الطرفان بحالة ( استفزاز ) شديدين .. الفعاليه هي فعاليه عراقيه والدعوه عامه لها .. وكانت الهيئه الدبلوماسيه العراقيه حسب توقعي لم تكن تتوقع ان يحضر الفعاليه من هم معارضين لموضوع الاحتفاليه .. وان توقعت لم تتوقع ان يكون هناك احتجاج او تعبير عن رأي مناف ومخالف لموضوع الاحتفاليه .. لذلك لم تكن الهيئه الدبلوماسيه قد هيأت نفسها لمثل هذا التوقع المفاجئ فتفاجأت من هذا الموقف المعبر عن الرأي والتي اعتبرته ضد سياستها وربما ذهب بهم الأمر انه ممنهج مما دفعها للتصرف ( ارتجاليا ) وبدون تدبير مسبق .. فحصل ما حصل.
8- نحن كأردنيين لا يعنينا او نتدخل بالشأن العراقي او بأي شأن داخلي لأي دوله نهائيا .. ونظام المالكي نظام انتخب من قبل الشعب العراقي وهذا شأنهم وبغض النظر عن موقفنا ( الشخصي ) او ميولنا السياسيه بأتجاه امتنا العربيه او بأتجاه اي نظام اخر .. هناك منابر وطرق واساليب ووسائل اخرى اعبر من خلالها عن رأي او ميولي السياسيه وبدون ان اثير حفيظه او حساسية الطرف الاخر احتراما لوجه النظر الاخرى وايمانا بالديمقراطيه وتجنبا لردات الفعل الغير متوقعه.
9- الشهيد صدام حسين رحمه الله هو زعيم عراقي اولا واخيرا .. وان كان عروبي ويحمل هموم العرب على اكتافه ولم يأخذ الفرصه المناسبه لتحقيق امنيات العرب بحكم الظروف السياسيه الشائكه وهكذا شاءت الاقدار ان تمنحه ذلك الحيز فقط من سطور التاريخ حاله كحال كثيرين من الزعماء .. في حين بقي له امتداد او تعاطف لما كان ينادي به لغاية الان ولكن علينا ان نتعامل مع الواقع .. الشهيد صدام ذهب .. ولم يعد حاكما للعراق .. وان هناك نظام جديد حل محله معترف به بغض النظر عن ميوله السياسيه والدينيه وعلاقاته الخارجيه او علاقاته مع شعبه.. الاردن بالنهايه يتعامل مع انظمه ودول معترف بها والتعامل هو تعامل سياسي ودبلوماسي بحت .
10- ( كرامة الاردنيين وكرامة وسياده الاردن ) ( محفوظه ) ولم يأتي عليهما احد لا من قريب ولا من بعيد .. ولا حتى مجرد ان يفكر مجرد تفكير بهذه المسأله .. وما حصل هو بعيد كل البعد عن مسأله الكرامه او السياده .. ما حصل هو حاله عفويه من الطرفين غير متوقعه حالها كأي حالة استفزاز ومشاجره وسوء فهم وبدون ان تأخذ اي ( بعد سياسي ) وبجميع اشكاله او نابعه من مؤامره او ترتيب مسبق او ممنهجه .
11- بث الشريط من ( قناة دجله ) ومن ثم تعميمه حتى وصلنا . اجد الامر جيدا فقد تم بوضعنا بما حدث بالتفصيل .. لقد تعلم منه الجميع بدون استثناء دروس وعبر ومن خلاله ايضا تم توجيه رسائل وايضا لكافة الاطراف ان كان داخليا وخارجيا ... وبالتالي سنبني عليه اشياء كثيره بالمستقبل .. ومنها ...
• لقد علم الجميع ( كافة الهيئات الدبلوماسيه ) و ( المقيمين بالاردن ) و ( العالم اجمع ) ان كرامة الاردنيين وكرامة وسيادة الاردن خط احمر لا يمكن بأي شكل من الاشكال ان يتقبله الاردن والاردنيين ان كان مقصودا او غير مقصود وستكون ردات فعلهم بما يتعلق بهذه المسأله شرسه وقويه .
• اي ( فعاليه ) ان كانت ثقافيه او سياسيه او اجتماعيه او مؤتمراو اي تجمع مهما كان سيعمل على اتخاذ اجراءات امنيه مشدده خارج وداخل القاعات او امكنه الاجتماعات .
• الغاء كلمة ( الدعوه عامه ) لكافة الفعاليات ومهما كانت .. ومن سيحضر فعاليه بغض النظر عن ماهيتها يجب ان يكون هناك ترتيب مسبق ودعوة لأشخاص او هيئات او اي جهه ( بخطاب او كرت رسمي ) ويدقق ويتأكد منهما قبل الدخول .
• وضع شروط مسبقه لكل فعاليه يجب التزام الحضور والجميع بها وتحت طائلة المسؤوليه ... وعلى الجميع الالتزام بموضوع الفعاليه وبدون الخروج عن موضوعها لا بالاحتجاج او المعارضه او بحرية التعبير ومن له اي وجهة نظر حول هذه الفعاليه هناك وسائل اخرى يعبر بها الفرد او الشخص او الهيئه عن رأيه ولا تتزامن بمكان وزمان الفعاليه نفسها.
12- بغض النظر عن نوايا ( قناة دجله ) ببث الشريط فربما ارادت ان تصنع فتنه او ان ( تحرج ) طاقم وافراد من يتبعون نظام المالكي وخاصة ان هناك معارضه شديده داخل العراق وربما هذا الامر ارادته المعارضه العراقيه لكي تشوه او تحرج نظام المالكي داخل العراق وبين الدول العربيه وبين العالم .. وبجميع الظروف والاحوال نحن اخذنا حصتنا منه ( ذلك الشريط ) ولا يمكن بأي شكل من الاشكال ان نكون ادوات نحن الاردنيين او بلدنا الاردن لتحقيق غايات واهداف جهات او جماعات او رغبات شعوب على حساب الاردن والاردنيين .. يجب ان نكون واعيين ومدركين (للدهاء والذكاء والخبث السياسي ) .
13- هذه الحالات قد تتكرر .. ومن واجبنا ان ننتبه لهذه الامور جيدا .. يجب ان نحافظ على ظبط النفس .. وعدم تصعيد الامور اكثر من الحاجه .. وعدم أخذ وجر البلد الى( تصادم سياسي ) يؤدي الى تصادم دول .. يجب ان نبقي المسأله محصوره ( بين افراد ) وضمن اطار ( حاله عفويه ) نتج عنها استفزاز ومشاجره ولا نخرجها عن هذا الاطار وسوء تصرف وتسرع غير ممنهج .. والبعد عن الانجرار حول تصعيد الامر سياسيا الى اقصى الدرجات وان لا ( نفرط ) بالحساسيه الزائده التي هي اصلا اجدها واطمئنكم لم تصل او تطال او قصد بها لا سمح الله الاعتداء على كرامة الاردنيين او سياده وكرامة الاردن لأن لا احد يجرأ على ذلك استنادا الى الاعراف الدوليه والاخلاقيه والدينيه وعاداتنا العربيه وتقاليدنا لا تسمح لنا بذلك الاردن والعراق ولبنان وسوريا ومصر وكافة الدول العربيه وشعوبها نحترم بعضنا ونحترم عاداتنا وتقاليدنا وادياننا ونتشارك بها وما حصل لا يمكن ان يمس او يدخل او يتجاوز هذه المفاهيم واعيد واكرر ما حصل هو مسأله عرضيه استثنائيه ولم تخرج عن اطار المشاجره والانفعاليه .
14- المطلوب منا الان حسب وجهة نظري ...
• ظبط النفس .. والاحتجاج السلمي .. وعدم تصعيد الامور اكثر من اللازم .. والاطمئنان ان المسأله بعيده كل البعد عن الاعتداء على كرامة الاردني والاردن ... والايمان المطلق الى ان المسأله مسأله عرضيه استثنائيه .
• عدم الاعتداء على ( الجاليه العراقيه ) ولا بأي شكل من الاشكال او الاساءه لهم .. هم لا ذنب لهم .. وقد عبر رئيس الجاليه العراقيه عن استنكاره واسفه لهذه الفعله وابدى اسفه واعتذاره للشعب الاردني وللدوله الاردنيه .. وهذا يشير بوضوح ان العلاقه بين الشعبين الاردني والعراقي هي علاقة اخوه ومحبه وقد تحصل بعض الخلافات الاستثنائيه ولكنها محصوره ولا تؤثر على العلاقه فيما بينهما او تشوه صورتها . فما حصل هو تصرف طائش فردي غير محسوب يتحمل افراده والمسببين له كامل المسؤوليه لوحدهم بدون اشراك وجر الاخرين الابرياء الى امر هم اصلا رفضوه واستنكروه .
• اخلاق الشعب الاردن وكرمه ورفعة اخلاقه اكبر من ذلك بكثير .. فقد تولت الحكومه الاردنيه الموضوع بالكامل وتابعته وتتابعه واخذت الاجراءات اللازمه وضمن القنوات الرسميه وتجاوبت الحكومه العراقيه مع الامر بجديه بالغه ( واعتذرت ) وباشرت محاسبتها وتحقيقاتها .. كما واشادت بالعلاقه الاردنيه العراقيه .. واستنكرت العمل وهذا التصرف الفردي الطائش .. واصرت على استدامه العلاقه الاردنيه العراقيه بجميع اوجهها واشكالها .. وأن المسأله لم تتجاوز او تطال كرامة الاردنيين او الاردن لا سمح الله . وبهذا اجد ان الامر تقريبا رد اعتبار الاردنيين والاردن كبادره اوليه وتطيب خاطر .. وسيجري تحقيق .. المذنب والمعتدي والمتجاوز سينال عقوبته .. علينا ان نثق بقيادتنا وبحكومتنا ومؤسساتنا التي لن تتوانى ولم تتوانى برد الحقوق واحقاق الحق للاردنيين والاردن ولجميع من يقيم على ارض الاردن .
• لا بد وان نشير الى ان ( اللاجئين السوريون ) ايضا نتج عنهم من التجاوزات وايضا الجاليات الاخرى او المقيمين بالاردن اجمالا .. ولكن بشكل عام هذه الاحداث برمتها تحصل بكل الدول وهي حالات استثنائيه ناتجه عن الاكتظاظ والتوجهات وربما القهر او العصبيه المفرطه او نتيجة احباط او الظروف السياسيه والاقتصاديه وانا اعتبرها فرديه وغير مسؤوله ومتوقعه واجمالا الدوله والاجهزه الامنيه على درايه وعلم وخبره وحكمه بكيفية التعامل مع هذه الامور ... ولا تزج هذه الاحداث المحليه والمؤطره والمحدوده بسياسه الدوله العليا الا اذا تتطلب الامر وللضروره القصوى.
15- ( قراءة الفاتحة ) .. ما تم بمجلس النواب الكريم عن قراءة الفاتحه عن روح الشهيد صدام رحمه الله هذه مسأله شخصيه تعود للفرد نفسه وليست على مستوى حكومات وهيئات دبلوماسيه لأنها تعتبر اشبه بقرار سياسي أو موقف دوله .. لأن هذا الامر يعتبر موقف .. ويبنى عليه وله تبعاته ..والتزمت الحكومه بالتفاعل مع هذه ( القراءه ) يأتخاذها الحكمه الدبلوماسيه .. فقد تم قراءتهم للفاتحه بلا شك واكاد ان اجزم بصدورهم .. لأن أي تصرف ( حكومي ) على مستوى دوله وسياسة دوله بهذا الاتجاه هو تصريح علني بعدم الاعتراف بنظام الرئيس المالكي وحكومته وهذا الامر حساس وخطير . ولا يمكن للحكومه الاردنيه ان تضع نفسها بهذا الامر رغم الاجواء المشحونه بالتعامل مع الحدث ..ولا ان تنساق بأمر المناكفه السياسيه بين الدول وتوتر العلاقات بينهما..وقراءة الفاتحه من قبل مجلس النواب هو جائز ومقبول من قبلهم وعلى مستوى دول لأنه يمثلهم الامر شخصيا او كمؤسسه حكوميه ويمثل ربما اغلبية الشعب ولكنه سياسيا وضمنيا لا يلزم الحكومه او يمثلها او يتبناها على مستوى دوله .
16- واخيرا .. هذا من باب وجهة النظر وحريه التعبير ....وما قصدت من ذلك الا للنظر الى الموضوع برمته من عدة زوايا ... واتمنى للشعب الاردني وللاردن وقيادته الحكيمه كل سمو ورفعه كما كان دائما.

والسلام عليكم

Burhan_jazi@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات