تاه الأردني تاه .


الذي تابع حراك يوم الجمعة بعد صلاة الظهر واليومين الماضين يلاحظ أن لغة خطاب التهديد في الشارع الأردني قد إتجهت للغرب وإبتعدت كثيرا عن الدوار الرابع ومنطقة العبدلي ، فهناك مطالبات برحيل السفير قدمها نواب المجلس بمسرحية لم تعجب البعض وتمكن من أقتناصها وإعادة لغة أو مسمى نواب التطبيع والتوطين للساحة مرة أخرى بعد أن همدت نارها ، وأخرين أعلنوا عن تأيدهم لموقف النواب كمبادرة أولى من قبلهم وسجلت نقطة إيجابية من قبلهم لصالح المجلس السابع عشر ، وإستطاع نصر الله ومن يدور بفلكه من الدول أن يسجل نقطة لصالحه في الشارع الأردني بعد أن خسر الكثير من النقاط نتيجة لموقفه مما يدور في سوريا ودوره الكبير في المعركة هناك .
والشارع نفسه وجد أن مطالبه بالاصلاح ومحاربة الفساد عليها أن تكون في المرتبة الثانية وربما الثالثة لأن الأولوية هي للأقصى وسوريا وقصة العدو الصهيوني ، وهي قصة تمارس من خلالها تلك الدولة التي تقع على حدودنا الغربية قياس نبض الشارع الأردني نحو العملية الاصلاحية معتقده أنها بقيامها بهذه الأمور وفي هذه الأوقات التي ترتفع بها سقف المطالب الداخلية تكون بعيدة عن عين الشارع الأردني ورفضه لوجود سفارتهم في الرابية وغياب تام للشعور القومي لدى الشارع بعد قصفها لسوريا .
وللمزيد من المناكفة لهذه الشارع تقوم مصادرها الإعلامية بتسريب أخبار من هنا أو هناك عن حجم التناقض الذي ينخر في جسم السلطة التشريعية في البلد من موقفها منها كدولة عدوة ، وفي وسط هذه المعركة من التناقضات يغيب عن الشارع الأردني معادلة سياسية حققت من خلالها الكثير من دولة المنطقة وجودها ككيانات سياسية وإن صغر حجمها كدول وشعوب ، وهي معادلة أن الداخل أكثر أهمية من الخارج وأنه من الصعب أن يتم إصلاح بيت الجيران أو حمايته وبيتنا ينخر به السوس والفتن ، وأن تجيير الهم الداخلي للهم الخارجي سوف لن يعفينا من المسألة مستقبلا من قبل الأحيال القادمة ‘ فهل ينطبق على الشارع الأردني المثل القائل ( تاه المكسبنجي تاه ) وخرجت إسرائيل من هذه التيه الوحيده التي ربحت كما ربح الفلاح وأخذ من المكسباني ( بائع الكسبه ) أكثر مما أعطاه من نقود .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات