الثورة السورية والموقف الأمريكي


 وسط حالة من المعاناة الإنسانية التي يعانيها الشعب العربي السوري المنكوب في وطنه والمجروح في كرامته وكبريائه نتيجة تفاقم حدة وتيرة النزاع المسلح وضعف الجهود العربية وإرتباكها وعدم جديتها في توحيد الصفوف لحل الأزمة السورية الدامية ونظراً لغياب الأسرة الدولية عن التصدي للمجازر الأسدية والقتل العشوائي هناك فقد بات في حكم المؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تقود حرب في سوريا وفق سيناريو سياسي آخر مختلف تماماً عن السيناريو العراقي الذي تم في عام 2003 تحت ذريعة القضاء على أسلحة الدمار الشامل 'الوهمية' التي بحوزة العراق.

السيناريو الأمريكي في سوريا على ما يبدو فإنه يستند الى فكرة الإدانة والإستنكار ونبذ الجرائم والعنف الطائفي دون التدخل العسكري على آراضي الأخيرة بكون عصابات وعقلية النظام السوري وأساليبه الإجرامية تتناسب وفق السيناريو الأمريكي المراد أي أن الولايات المتحدة ترغب في إدامة الفوضى والدمار في سوريا على هذا الشكل بهدف إضعاف الدولة السورية إقتصادياً وبشرياً وعسكرياً.

كل هذا يعني بالمحصلة أن النظر الى الأزمة السورية والحرب الدائرة فيها لم تعد نظرة إنسانية بقدر ما أصبحت هيمنة وصراع نفوذ وتصفية حسابات إقليمية ودولية ومحلية والدليل أن المجتمع الدولي وفي ظل أحداث القتل والتدمير في سوريا نجده منشغلاً في نقاش قضية ادراج جبهة النصرة ضمن المنظمات الإرهابية فيما الولايات المتحدة لم تقم حتى اللحظة بتسليح المعارضة السورية بالشكل الذي يظهر حسن نواياها في إنهاء الأزمة ووقف الجرائم الأسدية التي إرتكبها بحق الدولة السورية وشعبها.

إن هذه السياسات الأمريكية الأنانية والتعاطف الإعلامي الكاذب في سوريا من قبل المجتمع الدولي جعلت الشعب السوري وحيداً بين مخالب الأسد القاتل والمستقبل المجهول،وهذا بحد ذاته سيخلق مناخ لتطرف ديني وطائفي ويعطي مجال أوسع لفوضى عارمة ستحل بمنطقة الوطن العربي على كافة الاصعدة والمستويات ومخطئ من يعتقد بأنه سيكون بعيداً هذا المناخ الخطير إن لم يكن هناك تدخل عربي صارم وصريح لإنهاء الأزمة السورية الدامية عبر تدخل عربي عسكري ..!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات