الغراب الإيراني .. يهبط في عمان


 (يا مجاب الغراب لأمه ) ..يقال في هذا المثل الشيء الكثير من مثل إحضار أحدهم لشيء ليس له حاجة أو في وقت لايصلح فيه أو فأل شر يفعله الشخص ويعود على أهله بالشر ، وفي السياسية لاتختلف السلوكيات على مستوى الدول أو احكومات عن سلوكيات الأفراد ولكنها تأخذ الصفة الجماعية الرسمية التي تجعل من هذا السلوك مجهول الأب والنسب وعندها يضيع الفأل السيء أو المثل الخاص بالغراب كما ضيع دم يوسف بين أخوته .

وهي تشابه حكاية زيارة وزير الخارجية الإيراني للأردن وما خرج عن هذه الزيارات من تصريحات رسمية سواء أردنية في عمان أو إيرانيه في عمان ودمشق ، ورغم حرص وزير الخارجية الأردني ناصر جودة على أرسال رسائل واضحة في كلمته بالمؤتمر الصحفي للوزير الإيراني على أننا مملكة أردنية هاشمية وكررها الوزير جودة أكثر من مرة وفي بداية كل جمله عن الأردن ، لعل وعسى يفهم وزير الخارجية الإيراني أنه في عمان عاصمة الهاشميين وليس في قم الإيرانيه أو النجف الأشرف العراقي ، ومع ذلك بقي وزير الخارجية الإيراني يحاول وإن كان على شكل تصرفات بروتوكولية من مثل لقاءه بوجهاء وشيوخ عشائر أردنيين وإفتتاحة لسفارة مبنى سفارة بلاده الجديد في العاصمة عمان .

إذا هي رسائل تعمد أن يرسلها الوزير الصالحي من عمان للدول الخليجية خاصة وللعالم المتعارض مع دولته عموما بأن أيران لها نفس يؤخذ به في عمان ، وهذا النفس يتمثل في حجم التغطية الاعلامية التي نالها الوزير في إجتماعه مع الوجهاء أو إفتتاح سفارة بلاده ، وجميعنا يعلم حجم النفوذ الاعلامي الذي تمارسه سفارة إيران بالاردن وهو نفوذ لاتختلف أدواته عن أدوات السفارة السورية ، والذي يريد أن يتأكد من ذلك عليه فقط متابعة حجم البريد الإلكتروني الذي يرسله القسم الاعلامي في سفارة إيران في عمان للمواقع الإخبارية الإلكترونية ليتأكد .

والوزير الايراني هنا مارس دور الغراب ولكن ليس لأمه بل للأردن لأنه جعلنا في البلد نضرب أسداس بأخماس حول ما تقديمه من تنازلات من قبل الدولة الأردنية لصالح إيران في مقابل تحييد موقفها تجاه القضية السورية ، وهذا الشؤم الإيراني وضعنا مرة أخرى تحت مجهر دول الخليج والغرب اللذان يبحثان عن موقف واضح للدولة الأردنية من القضية السورية يشابه مواقفهم ، والشؤم الأخر الذي أحضره الصالحي للأردن في زيارته أن جعل الأردن طرف في مفاوضات غير معلنة عن حلول سياسية ترضي طرفي الصراع السوري مما يطيل من أمد الصراع على أرض سوريا نتيجة للموقف الواضح جدا للمعارضة والذي لن تتنازل عنه وهو رحيل بشار الأسد ، وفي إطالة أمد هذا الصراع يبقى الأردن هو الخاسر الأكبر بين دول الجوار لسوريا نتيجة الاجئين والاستنزاف الكبير لموارده المالية والطبيعية التي قدمها كخدمة لهم .

وعامل الوقت وإطالة أمد الأزمة ليس في صالح الأردن المقبل على صيف ساخن بدأت حرارته تصيب الحدود الشمالية للمملكة وربما تصل حرارته للعاصمة عمان وعندها سوف تعرف الدولة الأردنية أن الصالحي جاب لهم مجاب الغراب لأمه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات