التلفزيون الأردني .. والبكاء على الأطلال .


هذه قراءة كمحاولة للخروج بنتائج رئيسية عن أسباب فقدان التلفزيون الأردني كوسيلة إتصال حكومية دورها في المجتمع الأردني وبالتالي فقدان علاقة الاعتماد ما بين المواطن وهذه الوسيلة الاعلامية مما يؤدي بالنهاية إلى عدم تحقيق مثلث العلاقة الاعتمادية بين وسائل الاعلام والنظم الاجتماعي الكبيرة والصغيرة والجمهور.
وتقوم علاقة الاعتماد بين الجمهور ووسائل الاعلام على تحقق مجموعة من الاهداف والدوافع للجمهور وهي تنتج عن هذه العلاقة ، وبتحقيق هذه الاهداف والدوافع يتحقق للوسيلة وبالتالي للمجتمع بأنظمته الصغيرة والكبيرة أهداف تتمثل بأن تتطور هذه الوسائل والنظم الاجتماعية في نفس الوقت معا .
وتتمثل أولى نتائج هذه القراءة في أن أقسام الاعلام في الجامعات الرسمية والخاصة وضعت الدراسات الخاصة بالتلفزيون الأردني كوسيلة اتصال على هامش أبحاثها سواء الاكاديمية أو رسائل الدراسات العليا ، وهذا يعود إلى إنخفاض عدد الباحثين من اساتذة الاعلام في تخصص الاذاعة والتلفزيون مقابل بقية التخصصات كالصحافة والعلاقات العامة ، وبمجرد قيام أحدهم بالبحث عبر قنوات البحث العلمية في مجال الابحاث ورسائل الدراسات العليا سوف يجد عدد قليل من هذه الدراسات لايتجاوز خمس دراسات علمية تناولت التلفزيون الأردني من جميع جوانب البحث التي تتناول الاستخدامات والاشباعات أو الدور أو بقية نظريات البحث في علم الاتصال .
وثاني هذه النتائج أن التلفزيون الأردني تعاقبت عليه اعداد كثيرة من الإدارات ومجالس الإدارة نتيجة لتقلب وتغير الحكومات وإرتباط منصب المدير العام للمؤسسة وبالتالي رئيس مجلس إدارتها بمنصب وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال ورئيس الوزراء المعين ، وكذلك في الجانب الإداري إستمر التلفزيون الأردني خارج تغطية ديوان الخدمة المدنية في التعينيات لسنوات طويلة وترك أمر التعيين لطلب مدير عام المؤسسة أو توصياته ، وكلا السببين السابقين أنتجا حالة من الترهل الأداري في جسم مؤسسة الاذاعة والتلفزيون بواقع 1800 موظف مما يجعل هذه الرقم قادر على إدارة أكثر من عشرين محطة تلفزيون وإذاعة خاصة حسب الدراسات اليت تناولت العملية الإدارية في المؤسسات الاعلامية ، والأدلة على ذلك من واقع الاعلام الأردني ويتمثل بوجود قنوات تلفزيونية وإذاعية أردنية خاصة تدار وبنجاح كبير بنسبة لاتتجاوز 5% من عدد موظفي مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الأردنية الحكومية .

وثالث هذه النتائج أنه ونتيجة لتعاقب الإدارات وعدم وجود إسس للتعيين أصبح التلفزيون الأردني بمثابة مؤسسة رعاية إجتماعية وطنية تقدم رواتب للعاملين بها ويصعب التخلص من الحمل الزائد منهم لخوف هذه المؤسسة من العواقب الاجتماعية الناتجة عن مثل هذا قرار ، وفي نفس الوقت أدى تعاقب الإدارات على هذه المؤسسة إلى تشكيل تحالفات إقليمية وعشائرية ضيقة النطاق تفرض وجودها وسطوتها على أداء هذه المؤسسة .
ورابع هذه النتائج تعود لكل ما سبق وتتركز في أن معظم نتائج الابحاث والدراسات العلمية وهي قليلة جدا والتي تتعلق بالتلفزيون والأذاعة لأردنية الرسمية وإن أرتفعت اعدادها خلال السنوات الخمسة الماضية نتيجة لوجود برامج الماجستير في الجامعات الأردنية بتخصص الاعلام وضعت نسخ منها في مكتبة هذه المؤسسة وبقيت هناك على الرفوف وذهبت جهود الباحثين في الريح رغم أنها تحتوي على نتائج بحثية علمية تحدد أسباب فقدان التلفزيون الأردني الرسمي لدوره في المجتمع ، وكان بإمكان إدارات التلفزيون المتعاقبة أن تلقي نظرة بسيطة على هذه الابحاث والدراسات وتحاول إخراج هذه الوسيلة الاعلامية الحكومية من النفق المظلم الذي وضعت فيه .
ومما سبق فإن الاحتفال بعيد التلفزيون الأردني ال45 والذي تم في حديقة التلفزيون الأردني هو تكريس لهذه السياسات الرسمية الممارسة بإتجاه هذه الوسيلة الاعلامية الوطنية أو كما يقال أن هذا الاحتفال كان للبكاء على الأطلال فقط لاغير ، ومن معرفتي بمدير مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الاردنية الاستاذ رمضان الرواشدة أدعوه من خلال هذا المقال أن يقوم بالبحث عن الدراسات التي تناولت هذه الوسيلة الاعلامية الرسمية ومناقشة نتائج هذه الدراسات مع الباحثين واهل الاختصاص .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات