ننظر إلى أفعالكم ولا ننتبه لأقوالكم


بدا اليوم واضحاً للجميع تلك الصفقة التي عقدت بين حكومة النسور وبعض قوى مجلس البرلمان الأردني السابع عشر وذلك من خلال ما يتضح الآن جلياً للشارع الأردني.
وقد بدت الانتهازية مرض مزمناً للأحزاب السياسية ؛ بحيث يرى أصحابه انه في الظروف الصعبة والحرجة يجب تخفيف الالتزام بالمبادئ واللعب على الحبال ؛وهذه الانتهازية هي من اخطر وأخبث العاب التسلق والتسلل والقفز العالي والعريض في سبيل تحقيق غايات نرجسية ضيقة إلى أبعد الحدود ؛وما أكثرهم في هذا الجو الملوث وهؤلاء وظفوا أنبل الوسائل وأجمل العبارات لخدمة أرذل الأهداف وارخص الغايات منطلقين من غمار الباطنية والتحايل والكذب والغش والخديعة والتضليل.
ويقول الحق تبارك وتعالى في محكم تنزيله في سورة المنافقين (وإذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وإن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ العَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ). وتطرح هذه الآية الكريمة مسألة خطيرة في حياة الإنسانية بعامة وحياة المسلمين خاصة، هي قضية العلاقة بين الشكل والمضمون، أو الجوهر والمظهر،
ونعني بالجوهر ابتداءً مجموع الخصائص الخُلُقِيَّة والنفسية والصور الذهنية ، والخبرات والموازنات العميقة للفرد.
وكما هو الحال في المجلس الحالي فتراهم يطوفون المدن والقرى لشراء صوت الناخبين، وتعجبك شعاراتهم البراقة التي لو بقيت بعد نيل ثقة الشعب لغيرت الكثير من المفاهيم التقليدية.
إن تعيين النائب الحاج مستشارا ًللزرقاء الخاصة براتب (500) دينار أردني هي في حقيقة الأمر بداية تزوير وتدليس للعقل الأردني وحصانة برلمانية للزرقاء الخاصة وابتعاد عن النهج الصحيح للعملية البرلمانية في إشغال نفسه بالجامعات ولو لم يكن الحاج قد نجح في مجلس البرلمان السابع عشر لما استطاع الوصول إلى الزرقاء الخاصة .
ولو لم يكن الحاج قد منح الثقة للحكومة الحالية لما حقق المكتسبات الشخصية الآنية وسيكون الحاج وغيره أول من يوافقون على قرار رفع الكهرباء، بل قد وصل في أحد نواب البرلمان قبل منحه ثقة الشعب إلى قوله سأحاسب النسور عبر القضاء على تجاوزه رفع أسعار النفط في ظل الفراغ البرلماني ، ولكن عندما جلس تحت القبة نسي الشعب ونسي النفط ونسي النسور شخصياً؟
تعود الشعب الكريم على البرلمانات التقليدية والحكومات الكلاسيكية وعلى من يقفون في الصف الأول لتقديم مصالحهم الشخصية العفنة على مصالح الشعب والأمة، لتحقيق مأربهم الشخصية وجمع ما أمكن من الأموال والذهب والفضة قبل حل المجلس في ظل الظروف الداخلية والإقليمية المتوترة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات