ازمة ثقة


في نيسان المجيد الحافل بالعزة للشعب الاردني العظيم – هذا الذي تحمل الشقاء لسنوات عجاف طوال على امل الانفراج الاقتصادي والسياسي في بلد الطموحات الرائدة – عشنا أزمة ثقة بين نواب الشعب المختارين وبين حكومة الدكتور عبد الله النسور التي لا ثقة لاغلبية الشعب بقدرتها على اخراج الوطن من المحنة التي يمر بها ,,
لاحظنا تشكيلة الحكومة التي اهدرت من وقت الوطن ومواطنيه ما يقارب الشهرين في ما سمي بـ " مشاورات نيابية " لتشكيل حكومة برلمانية , وهنا خرجت علينا حكومة – نيابية - بدت جاهزة منذ كتاب التكليف في درج مكتب دولة الرئيس .
مهزلة الحكومة البرلمانية التي لا يمكن قيامها اصلا في ظل قانون انتخابي هش يظلم الحياة الحزبية ولا يمنح المجال لتشكيل قوائم نيابية وحزبية قوية ذات مضمون واحد ومواقف ثابتة تجاه القضايا الوطنية والشعبية والخارجية , حيث لاحظنا بالامس القريب ان غالبية الكتل النيابية كانت منقسمة ما بين منح حكومة النسور الثقة ام حجبها في دلالة واضحة على عدم فاعلية وآهلية تلك الكتل والقوائم لتكون ثقلا في المعادلة السياسية في السلطة التشريعية وحتى لانتخاب سلطة تنفيذية في مجلس نيابي لا يمت لطموحات الشعب الاردني ولا قائده بأي صلة .
تبدأ مناقشات " الثقة " بين النواب وبين حكومة النسور المحقترحة في جلسات علنية , شهدت كرا عصفا شديدا وكلمات طويلة عريضة تنتقد البرنامج الحكومة بشدة اراح بعضها الشارع الاردني الرافض للمساس بقوته رفضا قاطعا , جراء تلك المشاورات توقع الشارع فشل الحكومة بنيل الثقة فشلا ذريعا , بسبب البرنامج الحكومي الذي لا يرقى لمسمى برنامج حكومي ولا يرقى حتى لبرنامج حكومة طلابية كما التي تحصل في مدارسنا لتدريب الطلبة على الحياة الديمقراطية بالشكل الابسط فيما تبأ البعض بأن ما يجري من اعتراض هو زوبعة بفنجان سيتبخر معظمها في لحظة التصويت !!
ويبقى الشارع الاردني مشدود الانتباه نحو جلسات النقاش راجيا من الله ان ينحاز نواب الشعب الى مطالب ناخبيهم وآمالهم , ويعيش الشعب الغلبان على أمل حجب الثقة عن حكومة متسترة بعبائة الملك تعتبر حجب الثقة عنها خذلانا وخيانة للقيادة الهاشمية , فيما تقدم بياناً للشعب متضمنا رفع الاسعار ورفع الدعم واللعب بالنار .
بالأمس فقط حصلت الحكومة على ثقة المجلس باغلبية 82 صوتا فيما اعلن 65 نائبا حجب الثقة عن الحكومة انحيازا للشعب ولكرامته ومعارضة لمباديء رفع الاسعار والدعم , انوه هنا الى ان النسور شخصيا يحجب الثقة عن الحكومات المشكلة في فترة حضوره كنائب في مجلس النواب لعدة اسباب , أهمها مواضيع الدعم والاسعار .
يمر الشارع الاردني حاليا بنوع من خيبة الأمل الذي عقده على نواب الوطن اثناء التصويت على الثقة , ويرتقب متخوفا اللحظة الحاسمة التي ترتفع فيها الاسعار وينشل الدعم فيها عن الكهرباء , بخطوة باتت مؤكدة بعد حصول حكومة النسور على الثقة حتى لو تشدقت الحكومة بان قرار الرفع سيكون بالتشاور مع المجلس وأقتبس للنسور : ( احتراما " لاراء " النواب ومن باب " المصارحة " , فان الحكومة لن تقدم على معالجة هذا الخلل الاقتصادي – يقصد موضوع عجز شركة الكهرباء - الا بالتشاور والتوافق مع مجلسكم الكريم , ان " شئتم " , وان لم تشاؤوا نأخد القرار !! ) فيما يحذر الكثيرون من النخب السياسية والاقتصادية والمثقفة من المساس بقوت المواطن ولقمة عيشه التي باتت تعني اخر حصون كرامته , في وقت لم يعد للشعب ثقة بأي طرف من اطراف مسرحية الثقة التي شاهدناها على مسرح مجلس الامة بالسيناريو الفاشل والممثلين الافشل والنتائج لا ترقى لطموح المواطن " الغلبان " الذي يعيش حاليا في " أزمة ثقة "..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات