ثقوب في الجورب الاسود


قال لي صديقي ذهبت مع بعض الاصدقاء لعزاء اخ توفي والده. كنت اكبر الرهط سنا واعرفهم بالمتوفى وأهله وهم من سكان القرى . عندما دخلنا وجدنا ان غرفة الاستقبال مفروشة بالفراش العربي وكان لا بد لي ان اخلع حذائي ففعلت ولأمر في نفسي خلعت جواربي كذلك . قام كل اصحابي القادمين للتعزية معي بخلع احذيتهم وجواربهم لأمر لم افهمه. دخلنا وقدمنا واجب العزاء وجلسنا بعضا من الوقت واستأذنا بالخروج وخرجنا بعد ان لبسنا احذيتنا وجواربنا في مشهد غريب مضحك. ما ان استقلينا السيارة حتى بادرت اصحابي بالسؤال لما خلعتم جواربكم ايها السادة. فأجابوا : لقد رأيناك تخلع جواربك فقلنا لا بد ان العادات والتقاليد هنا تقتضي ذلك ففعلنا ما فعلت كونك اعرفنا بأهل القرية. انفجرت ضاحكا وقلت . انا خلعت جواربي لان بها ثقوب . قالوا واحنا اشو بدرينا ليش ساويت هيتش . انت اميرنا وقدوتنا في هذه الرحلة.
هل يقوم الناس بأعمال كثيرة دون ان يمرروها على العقل. وهل يمكن تصنيف ذلك على انه "انْ انْجنوا ربعك عقلك ما بنفعك" او من باب قول الشاعر:
وما انا إلا من غزية ان غوت—غويت وان ترشد غزية ارشدِ
أو من باب أولى بالاعتبار وهو قول الحق تعالى حكاية عن عبدة الاصنام:
انا وجدنا اباءنا كذلك يفعلون.
ان كان لأصحابنا المعزين عذر لعدم توفر الوقت لسؤال أميرهم عن سبب فعلته بجواربه فما عذرنا نحن في تقاليدنا العمياء؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات