مجلس النواب(طخ عرس)


يشير المشهد العام لمجلس النواب الأردني إلى عدم انسجام بين نواب المجلس السابع عشر، ويظهر ذلك جليا بما يصدر عن النواب أنفسهم من أعمال وتصريحات استعراضية بهدف جلب الانتباه إليهم، طمعا بشهرة أو منصب أو حظوة لدى جماهيرهم الانتخابية في المرات القادمة. ناسين متناسين ما يعانيه البلد من تحديات داخلية وخارجية، وهمهم الأكبر منح الثقة أو حجبها عن رئيس الوزراء باعتقاد الكثير منهم أنها المسالة الأردنية الكبرى. وعليه فقد شق معظم النواب طريقا لأنفسهم واختاروا سبيلا لتلميع الذات وسط جلجلة من التصريحات لا تصدر عن برلمان مدرسي في مدرسة ابتدائية.
إن تصريحات بعض السادة النواب أشبه ما تكون بطخ عرس أي إطلاق نار في الفضاء بدون تسديد أو تعين يذكر، بهدف إصدار صوت لجلب الانتباه. هكذا تبدوا الحالة بعد مضي عدة أشهر لاجتماع مجلس النواب. هكذا هي الديمقراطية التي نسمع عنها في الأردن؟ أهي ذاتها التي تدرس لأبنائنا في المدارس؟ نسمع جلجلة ولا نرى طحينا. اعتقد بان الطمع الدنيوي قد أعمى بصر وبصيرة النواب في المجلس السابع عشر، فقد رأوا برئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور نموذجا يحتذى فقد كان هو الأخر دائما في وجه المعارضة ويحجب الثقة عن أي رئيس وزراء فكانت النتيجة أن أصبح رئيسا للوزراء، ومعظم النواب الحاليين سائرون على ذات الدرب ربما تخدمهم الظروف ليصبحوا رؤساء حكومات لان أسرع شيء في الأردن هو تغيير رئيس الوزراء بين ليلة وضحاها.
أضف إلى ذلك أن أي نائب يريد منح الثقة يجب أن يحصل على مقابل، وليس بالضرورة أن يكون المقابل مادي حتى لا اتهمهم بالرشوة، بل مقابل حظوة معينة مثل أن تكون سفرة خارجية تزيد من ثرائهم، أو منصب لقريب لهم، أو امتياز من نوع معين، دون وجود لكفاءة الطاقم الوزاري أي اعتبار في منح الثقة أو حجبها.
ومع الأسف فالجهة التشريعية في الأردن في سبات عميق عن قضايا مصيرية تنتظر الأردن وما أكثرها هذه الأيام ونذكر منها: الأزمة السورية، والانفجار السكاني الجديد، أزمة المياه، الوقود، الخزينة الفارغة وعدد ولا حرج. وفي تلك المواجع التي تعصف بالبلد نرى تصريحات بعض النواب وكأنهم لا يعرفون الأردن وتحدياته. أو بالأحرى لا يعرفون شيئا. فمعظمهم تجار وأصحاب واسطة جاءوا ليتموا الصفقات ليزدادوا ثراء فوق ثرائهم، أو ليقدموا أسماء من معارفهم ليصبحوا أصحاب مناصب ونفوذ، وكان البلد تدار بالواسطة والمحسوبية. ولم نسمع أن مجلس النواب قد أزاح الستارة عن أية مشكلة في الأردن لغاية الآن وما يهمهم هنا هو إصدار تهديد لرئيس الوزراء بحج الثقة عن حكومته وعندما يأتي التصويت على الثقة نجد أن رئيس الوزراء سيحصل عليها رغم انفهم وبألسنتهم هم، وما نسمع أو نرى منهم لا يعدو كونه طخ عرس. حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان وحفظ الله جلالة الملك المفدى.
عواد النواصرة . رئيس ملتقى المزرعة الثقافي- الأغوار الجنوبية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات