هيا نسور شهيدة الغربة


ليتني كنت قريبا منك يا هيا لأصد عنك تلك الرصاصات الجبانة التي قتلت براءتك وتطاولت على إنسانيتك ..
لقد قتلك مجرمون في بلاد الغربة وأنت في ربيع العمر..

ستة عشر ربيعا هي كل عمرك الذي اطاح به ألاوغاد..

لقد ضج الفضاء من سماع صوتك وأنت تئنين من وجع
الموت ..
كان ابوك في ربوع الوطن يلملم ذكرياته ويعد العدة ليستقر في ربوعه بعد سنوات من الغربة في بنما ..

آه ما أقسى الغربة .. وما أفظع أن يواجه أحدنا الموت غريبا....

لقد تجرعت يا هيا مرارة هذه التجربة القاسية حين أطلقت عصابة مجرمة عليك وابلا من الرصاص فسقط جسدك الغض الندي مضرجا بدمك الزكي الصافي صفاء روحك البريئة التي صعدت إلى السماء دون أن تودّعي أمك أو والدك أو أي واحد من أهلك..
قتلك المجرمون من أجل المال, وأجزم لو أنهم طلبوا منك المال لما بخلت به عليهم و لأعطيتهم إياه ولأجزلت لهم في العطاء..
فيا لوضاعة تلك النفوس التي اغتالت هيا ..
ويا لها من شهوة دنيئة تلك التي دفعتهم لقتل هيا و لمّا تتفتح عيونها بعد على الحياة ..
فأية آدمية هذه ؟ وأي هياكل بشرية تلك التي تعيش فقط للمال ومن أجل المال.
لقد هزّ مقتل هيا زيد نسور هذه الفتاة الأردنية التي تعيش في (بنما) مع أسرتها مشاعرنا وأدمى قلوبنا ..
فلها الرحمة ولذويها العزاء و السلوان ..

إن شهوة القتل من أجل الحصول على المال تنم عن لؤم في الطباع وفقدان للضمير ..
فإزهاق روح بشرية جريمة ليس فوقها جريمة..
ولو بحثنا في الدوافع التي تجعل من الكائن البشري وحشا كاسرا لوجدناها مادية بحتة ..
ولو عدنا بالذاكرة إلى غالبية جرائم القتل حتى في مجتمعاتنا لوجدنا دوافعها المال ..
هذا المعبود الشيطاني الذي يستهوي قلوب المجرمين وضعاف النفوس ويسيطر على سلوك حثالة البشر ..
دلوّني على شخص واحد مات وأخذ معه أرصدته وقواشين أرضه ؟ أروني شخصا واحدا دفن في قبرين ؟ او كفّن في كفنين او وضع تحت رأسه في القبر وسادتين ؟؟
أسوأ صنوف البشر على ألارض هم عبدة الدينار والدرهم .. فهم يعيشون بلا كرامة ويموتون غير مأسوف عليهم ..
وما أكثرهم بيننا ..


mkatishat@yahoo.com



تعليقات القراء

مغترب منذ 33 سنه ولا زلت ابكي غربتي
صباح الخير يا غربه ...
يا دمعه فوسط عيني ....
صباح الخير يا همي ....
ويالنار اللي تكويني ....
صباح الخير سجاني .....
لوين انت مواديني .....
انا شوقي لخلاني .....
ارجوك غربه سبيني ....
انا عمري ما حبيتك ....
وما يوم حليتي في عيني ....
إلك حكمتني ظروفي ......
ومثل الجن سكنتيني ....
أنا ما كنت احسب انك .....
مثل طعن السكاكيني ....
قلت سنتين يا غربه ....
أو خمس سنين وتنسيني ....
لكنك سرقتي الفرح .....
نهبتي ايامي وسنيني ....
سلبتي مني فرحاتي ....
ولسرابك رهنتيني .....
قسيتي وانت مش أول ....
قاسي على المساكيني .....
قست قبلك أمم في الارض ...
وحظي النحس راميني ....
بين حدت انيابك ....
من ظلمك سحقتيني ....
لا عاد اغاني تطربني ....
ولا موسيقى تشجيني .....
لله اشكيك يا غربه .... فيك ضاعت سنيني ....
واخيرا اقول ما بعرف المزود الا اللي مضرب فيه وما يعرف النار الا اللي انكوى فيها . الله المستعان
12-03-2013 01:44 PM
حسبي الله
حسبي الله ع الذي كان السبب بغربتنا

وحتى ببلدنا غرباء
13-03-2013 08:41 AM
هيا المفلح
وكل أمرك لله هذه الحياة وبدنا نعيشها جعلتني ابكي مرتين على هيا نسور وعلى قصيدنك قل وكلت امري لله الذي لا تضيع ودائعه
13-03-2013 08:49 AM
مغترب منذ 33 سنه ولا زلت ابكي غربتي
اه يا اخت هيا لو عرفتي مناسبة هذه القصيده وظروفها والمكان الذي انفتحت قريحتي لكتابتها لبكيتي ما تبقى لك من العمر لكن الله يجازي اللي كان سبب غربتي رغم اني اعيش في الغربه بحال ميسور للغايه والحمد لله لكن ارتباطي وعشقي لوطني بذكرياته وناسه يجعلني غير سعيد وانا بعيد عنه . اسأل الله أن يجمع شملنا باحبتنا اجتماعا شاملا ودائما وليس فقط بالاجازات في القريب . ان شاء الله
رد بواسطة ؟ظ
طيب يا اخي ارجع للوطن

الم تقل ان وضعك المادي والحمد لله ممتاز

عد لوطنك
13-03-2013 12:29 PM
هيا المفلح
ان شاء الله نسمع الأحبار الطيبة عنك في القريب العاجل آمين
17-03-2013 07:53 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات