تحول الربيع الى خريف


ما شهدته الساحات العربية من تغيرات ضرورية وغير ضرورية على يد الربيع العربي الامريكي يدعونا لمحاكمة الذات في بلادنا وللتساؤل ماذا جنينا من الربيع العربي وماذا استفدنا من الحراكات في الشارع الاردني, وإلى أين وصلت عمليات الاصلاح السياسي والاقتصادي وهل ظهرت على حقيقتها ابر تخدير للشارع والهاء عن مشاكلنا الاساسية.
الكل يذكر هتافات جامع الحسيني وساحة النخيل وذيبان واربد والسلط وبقية مناطق المملكة. جميعهم هتفوا مطالبين بالاصلاح السياسي فمنهم من علا سقفه الى اصلاح النظام بشكل عام ومنهم من تواضع بسقفه الى مطالبة بتعديل الدستور وتطبيقه وتفعيله وجميعهم هتفوا بالاصلاح الاقتصادي مطالبين بمكافحة الفساد ووضع حد للفاسدين وتقديمهم للمحاكمة جميعاً بدون انتقائية والهدف من ذلك لم يكن محاكمة اشخاص باعينهم بل محاكمة نهج اقتصادي فاسد اوقع البلاد والعباد في مستنقع الغلاء وخدمة المستعمرين, ذاك النهج الاقتصادي الذي يتحمل مسؤوليته موظفين اقتصاديين علموا سنوات طويلة لمصلحة الاجانب مقابل دولارات معدودة, عند الامريكان هم موظفين وعندنا هم الوزراء.
موظفين انحصرت مهتمهم في تفسير التوجهات القادمة من الخارج وتنفيذها وهذا ما سبب المديونية والتضخم واوصلنا الى طريق مسدود لا ينقذنا منه الا مؤتمر وطني للاصلاح الاقتصادي يتولى امر الاقتصاد به اقتصاديين حقيقيين لا يأترموا بتنفيذ توجيهات صندوق النقد الدولي او البنك الدولي ومن ورائهم تنفيذ توجيهات الامريكان واذنابهم من العرب الذين تولوا حراسة الثروات العربية لصالح الامريكان. وبعبارة اوضح ليس على غرار دافوس والبحر الميت.
وعودة للموضوع, فهل تحقق الاصلاح السياسي في بلادنا يمجرد تعديل الدستور وتغيير المجلس السادس عشر واستبداله بالسابع عشر او باستبدال النسور بالطراونة على قاعدة مسرحية غوار الطوشة في "كاسك يا وطن" وهل كافحنا الفساد بالانتقائيه لقضايا حولت للقضاء للمساعدة على ان بلادنا لا فساد فيها اذا ما قيست بالبلاد الاخرى. كل ذلك والفاسدين الحقيقيين يصولون ويجولون ويتنقلون بين مطارات الخليج و امريكا وبريطانيا على حساب قوت اطفال الاردنيين وعرق عمالهم وكدح فلاحيهم.
وخلاصة القول اننا بحاجة لثورة بيضاء على النهج الاقتصادي الذي سارت عليه دولتنا منذ عشرات السنين برعاية امريكيه مثلما نحن بحاجة الى اقتصاديين اردنيين لا تحوم حولهم اي شبهة فساد اداري او مالي او سياسي يجمعهم مؤتمر وطني اردني برقابة شعبية لا رسمية مثلما نحن بحاجة لثورة بيضاء ايضا على النهج السياسي الاردني الذي نفذه بعض السياسيين باعتبارهم موظفين لدى الاجانب وذلك من خلال مؤتمر وطني اردني على غرار المؤتمر الوطني الأردني الأول سنة 1928 ينظم حياتنا السياسية في دولتنا الاردنية التي هي آخر من تبقى من الدول التي انطلقت منها الثورة العربية الكبرى والتي تآمر عليها المستعمرون واعوانهم واذنابهم وجعلوا من الدولة العربية الواحدة عشرات الدول وهي في ازدياد يوماً بعد يوم.
فقضيتنا ليست استبدال رئيس حكومة بآخر بل هي تغيير نهج سياسي واقتصادي يضمن استمرارية دولتنا المملكة الاردنية الهاشمية التي بناها الا ردنيين بسواعدهم وبقيادتهم الهاشمية.
حمى الله الاردن والاردنيين وان غداً لناظره قريب.

نعتذر عن قبول التعليقات بناء على طلب الكاتب



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات