قرارات الجامعة العربية زاد الطين بلة
القرارات الصادرة عن اجتماع وزراء خارجية دول الجامعة العربية في القاهرة يوم امس الاربعاء تستوجب التوقف عندها والقاء نظرة تحليلية وتفحصية لمضامينها وتوقيتها ، خاصة وان هناك جهودا وتفاهمات تم التوصل اليها مؤخرا وتحديدا بعد زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى موسكو ولقاءه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وما تمخضت عنه المحادثات الاردنية الروسية من نتائج ايجابية جاءت بالتأكيد بمباركة امريكية واوروبية وشكلت دفعة جديدة لكي يلعب الاردن والملك عبدالله شخصيا دورا محوريا في الازمة السورية الداخلية لوقف حمام الدم النازف منذ سنتين تقريبا ، ولقد بدأنا نلمس تحركا اردنيا يقوم به الملك عبدالله على الصعيد الاقليمي ، حيث زار انقره والتقى الرئيس التركي ومسؤولين اتراك بحث معهم تطورات الاوضاع على الساحة السورية ودور تركيا في امكانية التوصل الى حل الازمة ووقف نزيف الدم السوري والمحافظة على وحدة سوريا الارض والشعب وعودتها الى الحضن العربي مع اجراء الاصلاحات التي تطالب بها المعارضة السورية وتناوب السلطة في سوريا بما يرضي جميع اطراف المعادلة ومكونات المجتمع العربي السوري.في هذه الاثناء وبعد ان وقف الاردن على السيناريو الروسي والرؤية الامريكية الروسية للحل في سوريا ومع بدء التحركات الاردنية وجلالة الملك عبدالله لاحتواء الازمة وطي ملف الازمة بالحوار والحوار وحده بعد ان تيقنت امريكا ومعها دول الناتو ان لا جدوى للصراع المسلح بعد دخول عناصر ارهابية ومتطرفة ومحاولتها دخول حلبة الصراع بدافع وبغير دافع ولمجرد التدمير والخراب واضعاف سوريا الدولة واقتناع كل دول العالم بان الحل يكمن بالتفاوض والحوار وادرك الجميع ان روسيا وحدها تملك مفتاح انفراج الازمة وعودة الامن والاستقرار الى سوريا بما يضمن الامن والسلام في المنطقة باسرها ، في ظل هذه الظروف الجديدة المستجدة في المشهد السوري تطل علينا الجامعة العربية بقرارات وزراء خارجية دولها بقرارات مفاجئة ومستغربة من قبل العقلاء في العالم ومنهم نحن في الاردن . لا ندري ما هي المصلحة " للثورة السورية" في هذا الوقت الذي تبذل فيه الجهود لاجراء حوار سوري سوري لانهاء الازمة ان يتم دعوة الائتلاف الوطني السوري لتشكيل " هيئة ادارية " لتشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية مكان النظام السوري القائم ، والاعتراف بالائتلاف الوطني ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري وكذلك الابقاء على حرية كل دولة بمد المعارضة السورية بالسلاح وبذلك شرعنة عربية رسمية لصب الزيت على النار . كيف يمكن فهم وتفسير هذه القرارات غير انها خطوة نحو التصعيد وليس البحث عن حل للازمة، وتعميق الخلافات والكراهية بين السوريين وزيادة وتيرة القتل بالسلاح الجديد " والشرعي" الذي ستحصل عليه المعارضة؟ دعوة الجامعة الائتلاف لتشكيل هيئة لاشغال مقعد سوريا دليل على استفزاز النظام السوري ودفعه للتعنت مستقبلا تجاه اي خطوة عربية او دولية بمشاركة عربية وهو ما اعلنته سوريا على لسان مسؤوليها مباشرة بعد قرار الجامعة ، اضف الى ذلك ان الاعتراف بالمعارضة ممثلا شرعيا ووحيدا للسوريين يتضمن الكثير من المغالطات القانونية لانها المعارضة لا يمكن ان تكون هي الوحيدة الممثلة للشعب السوري شئنا ام ابينا فالنظام السوري لحد الان لا زال يصف هذه المعارضة بانها عصابات ارهابية وكذلك اصبحت امريكا ومعها الكثير من دول العالم تقر بذلك وبوجود مجموعات متطرفة ارهابية من دول مختلفة وهو ما يؤكد ان النظام ما زال يحظى بتأييد شعبي وعسكري يمكنه ومكنه من مواجهة هذه التنظيمات على مدى سنتين ، وهنا يحضرني قرار الجامعة عام 1974 عندما اعترفت الجامعة يومها في مؤتمر الرباط بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني وهو ما عشنا ونعيش حتى اليوم تبعاته ، حيث عرى هذا القرار القضية الفلسطينية وحولها من قضية مركزية عربية للاردن دور محوري فيها الى قضية للفلسطينيين، واستفردت اسرائيل بكل دولة عربية منفردة وعقدت معها اتفاقيات وتفاهمات وفي مقدمتها الشقيقة مصر واتفاقيات كامب ديفيد المعروفة واوسلو ووادي عربة والحبل على الجرار وسنرى ، وها هي اليوم تحاول القرارات العربية التي تدعي انها تاتي في السياق الدولي ستقود بلا شك الى تعميق الخلافات وتعمل على توتير الاوضاع وبالتالي ارهاق سوريا والابقاء عليها تسبح في بحر من الدم المستنزف وبالتالي فان المستفيد الاول من هذا المشهد هي بعض الدول التي لها اجندتها الخاصة ، ولا يمكن ان تعبر هذه القرارات عن ارادة الشعوب العربية ومنها السوري . يبدو ان هناك مصالح للبعض في الوضع القائم في سوريا وبناء عليه فانها تسعى الى اغراق سوريا بمزيد من القتل والدم والا ما معنى شرعنة تزويد المعارضة بالسلاح ؟ ولاجل ماذا اليس لمزيد من القتل ؟ اوليس من الاولى والاجدر ان تولت الجامعة منذ بداية الازمة دورها في رفع المعاناة ووقف النزيف؟ تعليق عضوية سوريا في الجامعة تم في تشرين 2011 والدعوة لاشغال مقعدها في الجامعة ياتي اليوم 2013مفارقة غريبة ؟ لماذا لم يتم الاعتراف مباشرة بالمجلس الوطني السوري ودعوته للجلوس في المقعد السوري ؟لماذا هذا الانتظار؟
القرارات من وجهة نظرنا تشكل خطوة جادة وانقلاب كبير يساهم بقطع الشعرة الاخيرة بين النظام السوري والجامعة العربية مما سيدفع لمزيد من العنف لان النظام السوري يملك الحق اليوم بالرد على مواقف الجامعة والتزود بالسلاح من كل حدب وصوب لمواجهة عصابات جبهة النصرة والقاعدة وغيرها من التنظيمات المتطرفة التي تقر امريكا واوروبا بتواجدها على الاراضي السورية واصبحت تشكل خطرا ليس على سوريا بل على دول الجوار ومنها الاردن. كنت اتمنى ان راعت الجامعة العربية الجهود التي بدأها جلالة الملك والاردن الهادفة للتوصل الى حل بالحوار وليس بالتسليح والابتعاد عن جوهر الحلول المعقولة والمقبولة ، ونستطيع القول بانه وبالرغم من هذه القرارات لا يمكن لها ان تتحقق لان الجهد الدولي والبوصلة اليوم في المشهد السوري تؤكد وتدفع كلها نحو الحل ولن تغير هذه القرارات في مساعي الاردن وروسيا والولايات المتحدة نحو الحل السياسي وتحقيق الاستقرار والانتظار حتى الانتخابات الرئاسية السورية العام المقبل وما تتمخض عنه من نتائج ربما تفضي الى فوز رئيس جديد في سوريا.لا يمكن ان تكون هذه القرارات بالاضافة الى انها تخالف اسس تاسيس الجامعة فانها لا تشكل اي استراتيجية عربية لمواجهة الازمة السورية بقدر ما هي استفزاز واضح للدولة والنظام السوري وزيادة الطين بلة لان الدولة السورية ومنذ زمن بعيد وبعد تعليق عضويتها بالجامعة لم تعد تهمها الجامعة وقراراتها .
القرارات الصادرة عن اجتماع وزراء خارجية دول الجامعة العربية في القاهرة يوم امس الاربعاء تستوجب التوقف عندها والقاء نظرة تحليلية وتفحصية لمضامينها وتوقيتها ، خاصة وان هناك جهودا وتفاهمات تم التوصل اليها مؤخرا وتحديدا بعد زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى موسكو ولقاءه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وما تمخضت عنه المحادثات الاردنية الروسية من نتائج ايجابية جاءت بالتأكيد بمباركة امريكية واوروبية وشكلت دفعة جديدة لكي يلعب الاردن والملك عبدالله شخصيا دورا محوريا في الازمة السورية الداخلية لوقف حمام الدم النازف منذ سنتين تقريبا ، ولقد بدأنا نلمس تحركا اردنيا يقوم به الملك عبدالله على الصعيد الاقليمي ، حيث زار انقره والتقى الرئيس التركي ومسؤولين اتراك بحث معهم تطورات الاوضاع على الساحة السورية ودور تركيا في امكانية التوصل الى حل الازمة ووقف نزيف الدم السوري والمحافظة على وحدة سوريا الارض والشعب وعودتها الى الحضن العربي مع اجراء الاصلاحات التي تطالب بها المعارضة السورية وتناوب السلطة في سوريا بما يرضي جميع اطراف المعادلة ومكونات المجتمع العربي السوري.في هذه الاثناء وبعد ان وقف الاردن على السيناريو الروسي والرؤية الامريكية الروسية للحل في سوريا ومع بدء التحركات الاردنية وجلالة الملك عبدالله لاحتواء الازمة وطي ملف الازمة بالحوار والحوار وحده بعد ان تيقنت امريكا ومعها دول الناتو ان لا جدوى للصراع المسلح بعد دخول عناصر ارهابية ومتطرفة ومحاولتها دخول حلبة الصراع بدافع وبغير دافع ولمجرد التدمير والخراب واضعاف سوريا الدولة واقتناع كل دول العالم بان الحل يكمن بالتفاوض والحوار وادرك الجميع ان روسيا وحدها تملك مفتاح انفراج الازمة وعودة الامن والاستقرار الى سوريا بما يضمن الامن والسلام في المنطقة باسرها ، في ظل هذه الظروف الجديدة المستجدة في المشهد السوري تطل علينا الجامعة العربية بقرارات وزراء خارجية دولها بقرارات مفاجئة ومستغربة من قبل العقلاء في العالم ومنهم نحن في الاردن . لا ندري ما هي المصلحة " للثورة السورية" في هذا الوقت الذي تبذل فيه الجهود لاجراء حوار سوري سوري لانهاء الازمة ان يتم دعوة الائتلاف الوطني السوري لتشكيل " هيئة ادارية " لتشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية مكان النظام السوري القائم ، والاعتراف بالائتلاف الوطني ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري وكذلك الابقاء على حرية كل دولة بمد المعارضة السورية بالسلاح وبذلك شرعنة عربية رسمية لصب الزيت على النار . كيف يمكن فهم وتفسير هذه القرارات غير انها خطوة نحو التصعيد وليس البحث عن حل للازمة، وتعميق الخلافات والكراهية بين السوريين وزيادة وتيرة القتل بالسلاح الجديد " والشرعي" الذي ستحصل عليه المعارضة؟ دعوة الجامعة الائتلاف لتشكيل هيئة لاشغال مقعد سوريا دليل على استفزاز النظام السوري ودفعه للتعنت مستقبلا تجاه اي خطوة عربية او دولية بمشاركة عربية وهو ما اعلنته سوريا على لسان مسؤوليها مباشرة بعد قرار الجامعة ، اضف الى ذلك ان الاعتراف بالمعارضة ممثلا شرعيا ووحيدا للسوريين يتضمن الكثير من المغالطات القانونية لانها المعارضة لا يمكن ان تكون هي الوحيدة الممثلة للشعب السوري شئنا ام ابينا فالنظام السوري لحد الان لا زال يصف هذه المعارضة بانها عصابات ارهابية وكذلك اصبحت امريكا ومعها الكثير من دول العالم تقر بذلك وبوجود مجموعات متطرفة ارهابية من دول مختلفة وهو ما يؤكد ان النظام ما زال يحظى بتأييد شعبي وعسكري يمكنه ومكنه من مواجهة هذه التنظيمات على مدى سنتين ، وهنا يحضرني قرار الجامعة عام 1974 عندما اعترفت الجامعة يومها في مؤتمر الرباط بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني وهو ما عشنا ونعيش حتى اليوم تبعاته ، حيث عرى هذا القرار القضية الفلسطينية وحولها من قضية مركزية عربية للاردن دور محوري فيها الى قضية للفلسطينيين، واستفردت اسرائيل بكل دولة عربية منفردة وعقدت معها اتفاقيات وتفاهمات وفي مقدمتها الشقيقة مصر واتفاقيات كامب ديفيد المعروفة واوسلو ووادي عربة والحبل على الجرار وسنرى ، وها هي اليوم تحاول القرارات العربية التي تدعي انها تاتي في السياق الدولي ستقود بلا شك الى تعميق الخلافات وتعمل على توتير الاوضاع وبالتالي ارهاق سوريا والابقاء عليها تسبح في بحر من الدم المستنزف وبالتالي فان المستفيد الاول من هذا المشهد هي بعض الدول التي لها اجندتها الخاصة ، ولا يمكن ان تعبر هذه القرارات عن ارادة الشعوب العربية ومنها السوري . يبدو ان هناك مصالح للبعض في الوضع القائم في سوريا وبناء عليه فانها تسعى الى اغراق سوريا بمزيد من القتل والدم والا ما معنى شرعنة تزويد المعارضة بالسلاح ؟ ولاجل ماذا اليس لمزيد من القتل ؟ اوليس من الاولى والاجدر ان تولت الجامعة منذ بداية الازمة دورها في رفع المعاناة ووقف النزيف؟ تعليق عضوية سوريا في الجامعة تم في تشرين 2011 والدعوة لاشغال مقعدها في الجامعة ياتي اليوم 2013مفارقة غريبة ؟ لماذا لم يتم الاعتراف مباشرة بالمجلس الوطني السوري ودعوته للجلوس في المقعد السوري ؟لماذا هذا الانتظار؟
القرارات من وجهة نظرنا تشكل خطوة جادة وانقلاب كبير يساهم بقطع الشعرة الاخيرة بين النظام السوري والجامعة العربية مما سيدفع لمزيد من العنف لان النظام السوري يملك الحق اليوم بالرد على مواقف الجامعة والتزود بالسلاح من كل حدب وصوب لمواجهة عصابات جبهة النصرة والقاعدة وغيرها من التنظيمات المتطرفة التي تقر امريكا واوروبا بتواجدها على الاراضي السورية واصبحت تشكل خطرا ليس على سوريا بل على دول الجوار ومنها الاردن. كنت اتمنى ان راعت الجامعة العربية الجهود التي بدأها جلالة الملك والاردن الهادفة للتوصل الى حل بالحوار وليس بالتسليح والابتعاد عن جوهر الحلول المعقولة والمقبولة ، ونستطيع القول بانه وبالرغم من هذه القرارات لا يمكن لها ان تتحقق لان الجهد الدولي والبوصلة اليوم في المشهد السوري تؤكد وتدفع كلها نحو الحل ولن تغير هذه القرارات في مساعي الاردن وروسيا والولايات المتحدة نحو الحل السياسي وتحقيق الاستقرار والانتظار حتى الانتخابات الرئاسية السورية العام المقبل وما تتمخض عنه من نتائج ربما تفضي الى فوز رئيس جديد في سوريا.لا يمكن ان تكون هذه القرارات بالاضافة الى انها تخالف اسس تاسيس الجامعة فانها لا تشكل اي استراتيجية عربية لمواجهة الازمة السورية بقدر ما هي استفزاز واضح للدولة والنظام السوري وزيادة الطين بلة لان الدولة السورية ومنذ زمن بعيد وبعد تعليق عضويتها بالجامعة لم تعد تهمها الجامعة وقراراتها .
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |