" مصطبة " العبدلي


ونحن صغار عندما كانت تفرط مسبحة جدي " رحمة الله عليه " كنا نتراكض كالشياطين هنا وهناك نلاحق حبات المسبحة وهي تتقافز على بلاط المصطبة " صبة أسمنت مش بلاط " ، وكان أجمل شيء عندما نشاهدها وهي تقفز فوق المصطبة لأكثر من مرة وعيوننا تنتظر اللحظة التي تستقر بها على المصطبة ومن ثم تبدأ بالتدحرج في كل مكان .
وكان جدي " رحمه الله " يصرخ علينا بصوته الجهوري المليء بنكوتين الهيشه البلدية أن من يحضر أكثر حبات المسبحة المفروطة لحضنه سوف يأخذ حبة حلو ، وعندها تقوم معركة حامية الوطيس بيننا وتتعارك أجسادنا على مصطبة البيت ولايشاهد منا شيء سوى أيدينا وهي تمتد أسفل زاوية البيت التي هي مصرف المصطبة والذي عمل بإشراف أبو العبد بليط القرية وجعل كل أرض البيت مائل بإتجاه المصرف .
وبعد أن تتجمع حبات المسبحة بين أيدينا ونقدمها لجدي رحمه الله يبدأ بعدها ليقرر من الذي سوف يأخذ حبة الحلو تلك ، وكنت دائما أسمعه وهو يهمس بإذن جدتي رحمة الله عليها وبعد انتهاء مسرحية فرط المسبحة أن متعمد فرطها كي يضحك علينا قليلا لأنه يعلم تماما أننا سوف نركض خلف حبة الحلو التي في جيبه ، وهو في النهاية من يتحكم بوقت فرط المسبحة ووقت إعادة جمعها لأن حبة الحلو هي دائما في جيبه .
وما يحدث في المجلس السابع عشر هو مجرد فرط لحبات المسبحة ومصرف مصطبته دولة النسور والذي يمسك بالمسبحة هو الحاوي فايز الطروانه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات