ما بين رواية الأمن ورواية الأهل .. قصة مواطن


في بيت العائلة المتواضع الواقع في حي الحسين احد اقدم احياء الرصيفة اجتمعت مع اخوته وابناء عمومته واولاده وزوجته وابنته الوحيدة التي تنتظر مولودها (الحفيد الاول) لابو عرابي.

ما اثار أسى العائلة بجانب فقدان ابو عرابي الزوج والاخ والاب ما أوردته الصحافة الصفراء في وقت استشهاده، فالقاتل استطاع وأثناء فترة هروبه وبحث الأجهزة الأمنية عنه التواصل مع احد معارفه في الوسط الصحفي لأجراء مقابلة معه لتبرئة نفسه بأجراء عملية تجميل للحقائق البشعة وظروف استشهاد ابو عرابي وصديقه إبراهيم موسى عطوة المعروف بابراهيم السبعاوي فجاء هذا التقرير ردا لكرامة هذان الرجلان.

حكاية غريبة وكأنك تسمع تفاصيل فلم اكشن عن النصب والاحتيال والعصابات المنظمة، صراع بين الخير والشر والتي تبدأ في مساء يوم 26/11/2012 حيث كان ابو عرابي ( احمد مفلح حمدان) 48 عاما متوجه نحو منزل صديقه ابراهيم السبعاوي 41عام برفقته ابنه البكر واثنان ممن يعملون معه وكان هدف الزيارة مساعدته في جمع نقود دية لأحد أصدقائهم لإخراجه من مشكلة كانت قد حدثت معه.

في الطريق تلقى ابو عرابي هاتف من احد الأصدقاء يخبره بضرورة التوجه الى محطة فلسطين لان حياة صديقه ابراهيم في خطر حيث سيلتقي مع (خ،ع) الذي اتصل مع ابراهيم وهدده وطلب مواجهته في ذلك المكان بسبب خلاف مالي وقع بين ( خ،ع) وبين اصدقاء لابراهيم لجئوا اليه لمساعدتهم في اعادة حقوقهم من (خ،ع) الذي ما ان علم بدور ابراهيم في مساعدتهم لاسترجاع حقهم منه، حقهم الذي اخذه منهم (خ،ع) باسلوب النصب والاحتيال حتى استشاط غضبا فاتصل به هاتفيا وطلب مواجهته.

توجه ابو عرابي بشاحنته الصغيرة ( بكم) نحو محطة فلسطين بهدف تهدئة النفوس بين صديقه ابراهيم و(خ،ع) والحيلولة دون وقوع أي مشاجرات او مشاكل او أذى، وعند وصوله الى المحطة حيث شاهد سيارتان جيب تقفان هناك وفي احداها جلس (خ،ع) فنزل ابو عرابي مع احد مرافقيه تاركا ابنه والشاب الثالث في السيارة متوجها نحو (خ،ع) وأثناء النقاش معه حضر ابراهيم فتوجه ابو عرابي نحو ابراهيم هنا اخرج ( خ،ع) مسدسه من جرابه فوقف ابو عرابي بين صديقه إبراهيم و( خ،ع) ورفع ذراعه وهو يناشده قائلا ( جاه الله عليك لا اطخ) بهدف تهدئة النفوس لكن ( خ،ع) أطلق النار ليسقط ابو عرابي ومن بعده صديقه ابراهيم ولم يكتفي القاتل (خ،ع) بهذا بل قام باخراج رشاش من سيارته وبدأ باطلاق النار بصورة عشوائية هنا قام إبراهيم وهو يقاوم أنفاسه الاخيرة بسحب مسدسه من جانبه واطلاق النار على القاتل دفاعا عن النفس فصعد القاتل الى سيارته ولاذ بالفرار والسيارة الجيب التي كانت بصحبته .

لم يتوقف الامر الى هنا فقد فر القاتل وبدأ بجمع الحلفاء والاصدقاء من حوله باحثا عن سبيل للخروج من هذا المأزق فكان الحل الاول الاتصال مع الصحافة واجراء لقاء لتبرئة نفسه واطلاق اسم الزعران واصحاب السوابق على المغدورين واظهار نفسه بصورة كبش فدا ناسيا او متناسيا وجود ثلاثة شهود احدهم كان يقف الى جانب ابو عرابي اثناء حديثه مع ( خ،ع) فر هاربا عند بدأ اطلاق النار والثاني ابن ابو عرابي والشاب الذي كان برفقته في (بكم) واللذان نزلا منه واخذا يصرخان ويلقيان ما تيسر من الحجارة التي وصلت الى ايديهم على القاتل.

الحل الثاني الذي لجأ اليه (خ،ع) وهو الاكثر دهاءً وذلك (بتلبيس) الجريمة لشخص اخر تم اغرائه بالمال وخداعه حيث اخبروه انهما مصابان ( أي ابو عرابي وابراهيم) وما زالا على قيد الحياة، فكانت الخطة ان يتلقى هذا الشخص الذي وافق على حمل القضية عن (خ،ع) طلقة نارية في كتفه ونقله الى مشفى حكومي حتى يتم استدعاء الشرطة كما هو المعتاد عند حدوث اصابة اطلاق نار ووضع المسدس الذي ارتكبت به الجريمة في جيبه، وبعد علاجه تم نقله الى المركز الامني وعند معرفته بانه قد حمل جريمة قتل من الدرجة الاولى علم انه قد تعرض للخداع فانهار واعترف بان (خ،ع) طلب منه حمل القضية عنه مقابل المال، وفي نهاية المطاف استطاعت الاجهزة الامنية القاء القبض على القاتل .

لو اردنا الرجوع الى الخلف الى ذلك اليوم الذي قاد به ابو عرابي سيارته نحو منزل صديقه ابراهيم بنية مساعدة احد الاصدقاء لجمع ما تيسر له من مال لما يعرف لدينا بالدية لحل مشكلته، وابراهيم الذي استعد على تقديم ما يقدر عليه من مساعدة لهذا السخص في مصابه والذي ايضا لقي حتفه وهو يساعد اصدقاء في استرجاع اموالهم من (خ،ع) بعد ممارسته النصب والاحتيال عليهم وابو عرابي الذي وضع نفسه وسط صديقه وفوهة المسدس لحمايته، بقلوب خضراء تحمل نية الخير توجها ابراهيم وابو عرابي نحو حتفهم او شهادتهم إذ اسأل الله القدير ان يحتسبهم لديه من الشهداء والصديقين فقد جعلا من اجسادهم شمعة تضاء بروح الاندفاع لمساعدة الاخرين غير ابهين بالنتائج.

والسؤال الكبير الذي يطرح هنا اين العدالة بان يحصل القاتل على تغطية اعلامية لتبرئة نفسه وهو الشىء الذي حرم منه ابو عرابي وصديقه ابراهيم السبعاوي، وما دور القانون في صحفي اجرى مقابلة مع مجرم في الفترة الزمنية التي كان فيها فار من وجه العدالة الا يعتبر هذا تضليل للاجهزة الامنية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات