غيوم ركامية


يُحجب البصر لأكثر من قليل أو برهه , وينعدم الذوق الفني والتذوق الفطري ,وتبوح الذكريات بوحا دون إمساك أو احجام , وتتكسر الطبول وينعزف اللحن رغما عن ذلك , وتفوح رائحة الأخماج والأعفان , لتختلط بروائح افخر ماركات العطور , ليختلط الفرح بالحزن والدمع بالابتسام , وتنغلق الدائرة الوحيدة اليتيمة على وجعها الذاتي الكليم النازف , تنغلق الدائرة على بعضها بحزن وتوجس وكتمان
غيوم كثيفة تحجب الابصار , ثم من بعدها تحجب العقول , تلوح في الأفق كما التيار من الغبار الكثيف المرهف الانسدال , لتجلي بكثافتها النظافة في القلوب , ولتعشش هي بدلا لما كان , يموت القلب يوما ربما الأن وربما بعد حين , يطير في فضاء الارواح وانعدام الوجود الذي كان موجودا يوما , فتسقط الارجل وتنحني بضعف عن المشي , وربما بأكثر من ذلك تنعدم قدرتها على الارتقاء , لتبكي العقول التي فطنت بالزيف , ولتبكي العقول التي انجلت من كل زيف , بقلوبها المعمورة بالإيمان ,النقية الناصعة النقاء .
لم يعد ذا الفجر الذي ننتظر قريبا , فكل شيء فينا اغتيل على يد مجهولة , يصنعها اللقطاء , لتغتالنا في السر والعلن , لتجافينا بعدها في سهاد من الإرث اللعين , وحنق الزيف والمطالبة بحق هو في اصله زيف , فطوبا للغرباء
نعم طوا للغرباء , اللذين صدقوا وكُذبوا , وفعلوا الخير ولم تنسب افعالهم اليهم , وكانوا اصحاب حق وخالفهم ارباب المصالح , فعكسوا الحق في وجههم باطلا , كما الطفل اليتيم الذي حن يوما إلى أمه التي ماتت وبيدها دمية من حجارة ثم من بعد ذلك تطايرت في مخيلته كشظايا .
سحقا للعبيد وتجار النخاسة , وسحقا للظلم والجور , وسحقا للفقر , وسحقا لمجتمع خلع العزة والأنفة والكرامة واستبدلها بمظاهر جوفاء , كانهم عارضي أزياء , يتأنقون يحلقون ويتعطرون وفي الجوف بعض حشاء , وغطاء من جلد يحوي هذه الاعظاء التي لا تتقن الا التنفس بخيلاء
أما آن للفارس في داخلنا أن ينتعل الارض , ويتلحف برداء العز بعد هذا الفقر العظيم المذل المهين بكل قيم العزة والكرامه , ليداوي جراح ازمان تتقلب فينا , باعياد حب وأوجاع قلب وعري , اما آن للمنافق الذي يغزو قلوب العذارى بكذبه وزيفه ان يصمت , بدلا من التربع كنجم بوسط البغاء .
ستدور الارض دورتها فالأيام دول , وستنزف القلوب وتحمل آمالها ,وستكون المظاهر أول اهتماماتها ,لكن بعد ذلك يتغير الحال فهذه امة لا تموت وستبقى عزيزة فلا يصلح ابدا ان يكون العابد عاصيا , فلا بد له يوم أن يقلع عن معصيته ولو بعد حين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات