جراسا -

عقدت اليوم في إدارة مكافحة المخدرات ورشة عمل بعنوان (أسباب تعاطي المخدرات من وجهة نظر المتعاطين) بحضور مساعد مدير الأمن العام للبحث الجنائي العميد عايد شيحان ومدير إدارة مكافحة المخدرات العميد طايل المجالي ومشاركة عدد من الجهات الرسمية والأهلية ذات الاهتمام.
وأكد العميد شيحان على دور مديرية الأمن العام ممثلة بإدارة مكافحة المخدرات في التصدي لهذه الظاهرة وجوانبها المدمرة للمجتمع مشيرا إلى أهمية تكاتف الجهات كافة عبر مساهماتها لتحقيق التوعية حول مخاطر هذه الآفة وخاصة الدراسات العلمية التي تحدد الأسباب وتعالجها بما يمكننا كأجهزة مختصة من التعامل مع هذه الظاهرة بكافة جوانبها للوصول إلى أردن خال من المخدرات.

وقدم العميد المجالي إيجازا عن وضع المخدرات في المملكة أكد خلاله أن التقارير الدولية تفيد بأن الأردن يعد ممرا وليس مقرا لتجارة المخدرات مشيرا إلى وجود بعض حالات التعاطي في المملكة ولكنها لا تشكل ظاهرة في المجتمع وهنالك سيطرة على ترويج هذه الآفة داخليا.

من جانب آخر استعرض مدير مركز الدراسات الإستراتيجية الأمنية بالإنابة المقدم الدكتور عطا الله السرحان دراسة أعدها المركز حول (أسباب تعاطي المخدرات من وجهة نظر المتعاطين) والتي تبحث أسباب وآثار تعاطي المخدرات وركزت على الجانب الوقائي قبل العلاجي منطلقة من أن التعاطي خطر على المجتمع بشكل عام والأفراد بشكل خاص.

وقد بحثت الدراسة في العوامل المختلفة التي تؤدي إلى التعاطي سواء العوامل الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية كما بينت تأثير العوامل الشخصية والوظيفية في تعاطي المخدرات.

وأوضح المقدم الدكتور السرحان أنواع المخدرات من حيث التأثير وطريقة الإنتاج والإدمان النفسي والعضوي واللون والتركيب الكيميائي وتصنيف منظمة الصحة العالمية واستعرض آثارها وأضرارها من حيث الأضرار النفسية والجسمية على الأفراد المتعاطين إضافة للأضرار على المجتمع اقتصاديا وسياسيا وأمنيا واجتماعيا ودينيا مشيرا إلى التغيرات الواضحة على المتعاطي والتي تعد إشارة لمن حوله لملاحظة تعاطيه.

وفصلت الدراسة كافة العوامل التي تؤدي بالأفراد لتعاطي المخدرات مؤكدة أن العوامل في مجملها ترتبط بسلوكيات خاطئة أو تقصير من قبل الأفراد والأسرة والمجتمع.

وخلصت الدراسة إلى أن العوامل الشخصية والمهنية لها دور في تعاطي المخدرات وان العوامل الاقتصادية وتدني الدخل عامل مؤثر حيث أن النسبة العظمى من عينة الدراسة كان دخل أسرهم الشهري متدنيا,وأن الحالة الأسرية ممثلة بالخلافات بين الوالدين وعدم المراقبة والتوجيه للأبناء تزيد من احتمالية التعاطي كما أن قلة الوعي بأضرار المخدرات من خلال الوسائل الإعلامية تسهم في ذلك,أما العوامل الاجتماعية والنفسية (كالفراغ وتقليد الآخرين ومجاراة أصدقاء السوء والهروب من الواقع والفضول وضعف الوازع الديني) فلها أثر كبير في التورط في تعاطي المخدرات.

وكانت الدراسة أوصت تفعيل دور الأسرة وتقوية الروابط الأسرية ومراقبة الآباء لسلوك الأبناء وصداقاتهم والتوجيه والإرشاد لهم.

كما أكدت على أهمية التوعية عبر مختلف وسائل الإعلام والدور الكبير للمدارس والجامعات ودور العبادة في توعية المجتمع بأخطار ومضار المخدرات,ودعت إلى ملء الفراغ لدى الشباب بكل ما هو مفيد وتعزيز قدراتهم في مختلف النشاطات والمجالات ودعا مركز الدراسات الإستراتيجية الأمنية إلى مزيد من الدراسات المتخصصة من مختلف الجهات ذات العلاقة للنهوض بعمل تشاركي يحمي الوطن والمواطن من هذه الآفة وآثارها المدمرة.

وكان المشاركون في ورشة العمل قد أوصوا من جانبهم بإعداد برامج للمتعافين من الإدمان تسهم لاحقا في برامج التوعية وتعميق الشراكة بين المؤسسات التعليمية المختلفة ومؤسسات المجتمع المحلي وإدارة مكافحة المخدرات لنشر الوعي لدى الجميع حول المخدرات وأخطارها وأكدوا على ضرورة تدريس المهارات الحيايتة والشخصية ضمن برامج التوعية لتحصين الأفراد من سموم المخدرات.