الاخوان المسلمون بين التهميش والحركشة وإعادة التجييش


لا زالت المسيرات التي تدعي الاصلاح تتواصل ولكن بزخم اقل وقلة ادب اكبر, فقبل ايام رفع المتظاهرون فيما يسمى بالجمعة الشعبية شعارات مقززة لا تنم عن ادب حوار, ولا عن مسلكيات شعب يبحث عن اصلاح, وصلت حد رفع الكرت الاصفر بوجه مؤسسة العرش, في خطوة وصفها العارفون بالحركة الاسلامية بانها لغايات الحركشة ليس اكثر, تمهيداً للحصول على امتيازات شخصية لاعضاء الحزب, وخطوة استباقية لاستعادة ذراعها المالي المتمثل بجمعية المركز الاسلامي, والذي لا تستطيع العمل بدونها .
فلا يعقل ان تطالب الحركة الاسلامية والمتحالفين معها بالحرية والديمقراطية, وبذات الوقت تدوس على حرية الاخرين عندما تريد ان تفرض رأيها على 6 ملايين مواطن, فأي ديمقراطية قزمة تلك التي ينادي بها الاخوان بعدما قال الشعب كلمته وبدأت وحيدة مهمشة؟, فاذا كانت الديمقراطية التي يؤمن بها الاخوان وينادون لتطبيقها تعتمد على حكم الاغلبية , فعليها اذاً بعد المسيرة الاخيرة التي وُصفت بانها مسيرة اقل من عادية رغم الحشد لها لاكثر من اربعة اسابيع
ان تبقى صامتة ؟.
نعم لا زالت الحركة الاسلامية "الاخوان المسلمون" تعتمد على عنصر الاثارة الذي بدأ يتلاشى ويفقد بريقه وتأثيره على الشارع الاردني, كان اخره قيام عناصرها برفع شعارات وصفت بالمقززة تمثلت في رفع الكرت الاصفر بوجه مؤسسة العرش , فبدت وكأنها راغبة بالاحتكاك او تطوير الاحتكاك للصدام مع الامن ليس من اجل الاردن الذين يتباكوا عليه, بل لإيجاد مساحة للاعلام الصهيوني ليقول كلمته في التحريض على الاردن بعد ان وقف عاجزاً طوال اكثر من سنتين.
نقول للاخوان المسلمين إن من يبحث عن الاصلاح عليه ان يتوجه نحو محطاته ليقول كلمته تحتها بموجب احكام القانون , فالميادين التي يؤمن بها الاخوان بالتعسكر فيها , قتلت ودمرت من قبل مصر وتونس وليبيا وها هي تقتل سوريا كما قتلت العراق .
نعم ان محطة الاصلاح تكمن في تعرية التشريعات الضارة للمواطن الاردني, واستبدالها تحت قبة البرلمان لا من على دوار فراس والداخلية ,ولا من خلال جمع الناس كل جمعة لرفع شعارات مقززة , تتطور كلما شعر الاخوان بالتهميش والتحييد وايجاد البديل, الى درجة وصل الامر باحد قياديها الى تبشير الشعب الاردني بقرب وصول الثورة الى شارعه , متسائلين: أي داعية اسلامي هذا الذي يبشر الناس بقرب وصول الخراب والدمار؟, فهل يدرك هذا القيادي الاخواني الذي يتمنى للثورة ان تصل الى الشارع الاردني بأنه قد يكون هو او احد افراد عائلته وقوداً لحطبها؟, فلنتقي الله في هذا الوطن ونحكم عقولنا لمنع وصول النار الى شوارعنا.
ان من يتابع المشهد العربي في كل من مصر وليبيا وتونس وسوريا والتي يقوده الاخوان القى بظلاله على المشهد الاردني , فتعلم الاردني من تجارب غيره , فوقف حاجزاً ليمنع وصول الاخوان لدفة الشسيطرة على مفارز الدولة كما حدث مع اشقائنا العرب فاستبدلوا انظمة طاغية بانظمة اخرى كبلتهم وافقدتهم الامن المنشود, ولعل هذا ما يفسر سبب غياب الاخوان عن الانتخابات , فهم لم يغيبوا كما يتصور البعض اعتراضهم على قانون الانتخابات ولا على قلة الاصلاحات, بل غابوا لانهم يدركون جيداً انهم لو خاضوها لكان الفشل حليفهم , وخاصة بعد ان شاهد المواطن الاردني تجربة الاخوان في مصر وسوريا وليبيا وتونس.
فالشعب الاردني الذي رأى تجارب الاخوان في الشوارع المصرية والسورية والليبية والتونسية لا يريدون ان تكون الساحة الاردنية مكاناً وحلبة لتجارب حكم جديدة قد توصلنا في مراحل متقدمة الى الاحكام العرفية التي مارسها الاخوان المسلمين قبل ايام في مصر في تجربة حّن الشعب المصري خلالها الى ايام مبارك حيث كانوا ينعمون بالامن والامان .
على العموم , بقي القول بأنه لو عُرض على الاخوان تشكيل الحكومة الاردنية بالكامل, فلن يوافقوا البتة, لانهم يعلموا ويدركوا بانهم لن ينجحوا في اصلاح شيء من هذا الزمن الرديء. ولكنهم يريدون عودة جمعية المركز الاسلامي الذي يمثل عصب الحياة لهم وبدونها سيفقدوا ظل الشارع شيئا فشيئا حتى التلاشي.
وقفة للتأمل:" قال تعالى :" كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُون" صدق الله العظيم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات