ما حدث في العاصفة جريمة ضد إنسانيتنا وأمننا الإنساني ويجب أن يحاسب المسئولين !


ما حدث في العاصفة يعطينا عدة مداخل لقراءة الإصلاح الأردني في ظل الربيع العربي، والمحزن أننا نتحدث عن دولة عمرها يقارب القرن من الزمن والنتيجة تلك المشاهد التي يندى لها الجبين الإنساني !
ولكن لماذا ؟ في تقديري المتواضع لأن بعض المفاصل في الدولة ليست بأيدينا نحن أبناء الدولة الأردنية ، نعم يا دولة الرئيس ، علينا أن نعترف بذلك قبل أن نغرق في الدم بدلاً من الماء ـ لا سمح الله ـ أخاطبكم اليوم وأنتم الأردني حتى النخاع ، والوطني المعارض ضمن أطر المعارضة الحقيقية المبنية على أسس البناء لا الهدم ، من هؤلاء الذين أغرقوا عمان بمياه الأمطار والمجاري ؟!
وهل تم تشكيل لجنة لتحقيق معهم عما حدث في عمان وفي الأنفاق، أم لعلهم فوق النقد ؟ كيف ، ونحن نوجه النقد لدولتكم ؟ وأحياناً نعقب على حديث جلالة الملك شخصياً ؟!!
أرجوكم نريد أن نضع النقاط فوق الحروف ، الحكومة عليها مسؤوليات وكذلك أمانة العاصمة ، لهذا نريد محاسبة كل من له علاقة بهذه المآسي التي حدثت في شوارعنا واعتقلتنا في بيوتنا ، محاسبة بعيدة عن ثقافة التبرير وخلق الأعذار التي وللأسف أصبحت تتزامن مع ثقافة جديدة تسمى ( ثقافة الوقاحة) التي يمارسها بعض المسؤولين ، للأسف يا عزيزي الإدارة الأردنية وعلى كافة المستويات ما زالت تخلط بين الهدف والنتيجة وهذا ما يجعل المسئولين يقعون في فخ المتناقضات والمتضادات النظرية التي تصطدم في الواقع، والسؤال كيف نخرج من ضيق التنظير إلى سعة العمل ؟ ومن بؤس ثقافة التبرير إلى ثقافة الإصلاح الحقيقي ؟ ما حدث في العاصفة الثلجية شيء فوق التصور العادي ، أنا لا أعرف كمواطنين ماذا استفدنا من حالة استنفار الأمانة ونحن عاجزين عن قطع شارع داخل العاصمة عمان ؟! وجميعنا حفظ التبرير عن ظهر قلب والذي يفيد بأن تجمعات المياه بالشوارع والأنفاق المرورية ناجمة عن عملية تأخر استيعاب الشبكات لكميات الأمطار وهي أكثر من معدلاتها ! بالله عليكم أهذا مبرر لدولة بحجم الأردن ؟!
قلت ألف مرة نحن بحاجة إلى مفتش عام للدولة الأردنية بيده صلاحيات تفوق صلاحيات الملك ، نعم أؤكد تفوق صلاحيات الملك ، لكونه مفوض من السلطتين الشعبية والملكية ، لكي يسلخ جلد الفاسد عن عظمه ، وضمن إطار القانون الإنساني الذي من شأنه أن يلقي القبض على الفاسد أينما هرب لأن هذا القانون دولي وليس محلي ، أين البنية التحتية ؟! وأين الأموال التي رصدت لتلك الغايات ؟ نريد إجابات واضحة وصريحة وشفافة لأننا نستطيع وبكل بساطة أن نرفع قضايا خارج الأردن وفي المحاكم المختصة، وصدقوني لن ينفعكم أحد، أنتم من يصنع كل ما من شأنه ضرب الاستقرار الوطني والأمني، ما حدث جريمة ضد الإنسانية الأردنية.
أتساءل: من المسئول عن فيضانات الشوارع و تعثر حركة السير والمرور في الشوارع الرئيسة إضافة إلى طفح المجاري في اغلب مناطق العاصمة وامتزاجها بمياه الأمطار ؟! وضع العاصمة عمان أصبح يرثى له بسبب هذه الاستعدادات غير المسبوقة من قبل كافة قطاعات الدولة والنتيجة ما شاهدناه في الأنفاق، حتى الخير الرباني تحول إلى أزمة حسبنا الله ونعم الوكيل !
نريد حلول وقبل الحلول محاسبة المقصرين ، وإذا جاءت عاصفة أخرى واستمرت تلك المشاهد فهذا يعني أننا لا نساوي شيء عندكم وبالتالي أنتم أيضاً لا تساوون ثمن حبر هذه المقالة وسنخلعكم كما نخلع خاتمنا هذا ولن نبالي ، وبخاصة وأنتم تعطلون الكثير من الأدوار الرقابية والتي من المفترض أنها تعلم مسبقاً عن استعداد الأمانة وباقي الأجهزة المعنية ، يكفي مسخرة نحن لا نريد صور لكي يقال أننا إنسانيين ، لأن الشعب الأردني لا يشحذ من أحد وإنما يطالب بأبسط حقوقه الدولة مسئولة عن كل شيء عن تسرب المياه في الحيطان وعن تأمين فوط الأطفال في هذه الحالات والأحوال ، لا بد من تشكيل مجالس محلية من كافة الأحياء في العاصمة والمحافظات ، الشعب الأردني شعب مثقف ومتعلم ولا يحتاج إلى تنظير من أحد بقدر ما يحتاج إلى عمل ، وهنا لا نريد صرف مسكنات لأن الرقابة على المهمات الإصلاحية ليست ذرا للرماد في العيون ، وإنما هي حقائق تتابع من قبل أناس لهم وزنهم السياسي والاجتماعي والدولي .
لا بد من وقف ما أسميه ( التسيد الوظيفي ) لأن هنالك بديل إنساني مستقبلي متمثل في تمكين المجتمع الأردني من الرقابة على مؤسساته ومحاسبة المقصرين، دعونا نرسخ قيم الاجتماع السياسي على مستوى القادة الاجتماعيين لتمكين المجتمع من الوصول إلى أهدافه الواقعيّة ومصالحه الحقيقيّة ، ويكفي أن نحمل الناس مليون جميله على العمل الذي من المفترض أنه من صميم عملنا ونتقاضى عليه راتب وحوافز وإلى غير ذلك الكثير مما يذكر وما لا يذكر . خادم الإنسانية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات