مياهنا .. المهدورة


كم ننتظر وصول المياه لمنازلنا كل حسب دوره من خلال يوم من ايام الأسبوع المخصص للحي الذي يتم فيه ضخ المياه في شبكة المياه المتثاقلة بحملها، المرهقة بما آلت إليه حالها، ولكننا ،
عندما نسير في شوارع المدينة أو في شوارع القرية ،وتشاهد كميات كبيرة من المياه في الشوارع تجري على عجل هاربة من بيت لم يحترم بقاءها في خزان بيته فلنعلم بأن نصيب هذا الحي قد استنفد مخصصاته من كمية المياه التي كان دورهم في توزيع المياه بسبب ضياعها وهدرها بقصدج اوبدون قصد ، وأن هذا البيت أو ذاك لم يراعي محبته لقطرات الماء التي ننتظرها بفارغ الصبر ، فتركها تنهمركمطر خارج خزانه لتركه الخزان مشرعا ولم يقم بصيانته ، فيمتلىء ،ويفيض ،وتتدفق المياه في شوارعنا ، وكأن الشتاء، عندنا دائم ومستمر ، كشجرة الزيتون الدائمة الإخضرار.

دفق المياه في شوارعنا عندما تدب المياه في صنابير السلطة لتملاء خزانتنا بمياهها تصبح في بعض الأحياء ذات طقوس ، واحتفالات ، استعدادات واستنفار لإستقبال هذا الضيف العزيز الذي هو عصب الحياة وهو سبب بقاء الكائنات الحية للغسيل ، للإستحمام ،للشطف للتنظيف .

ولأننا بحاجة لكل قطرة منها فيجب علينا المحافظة عليها بكل حرص واهتمام ودون هدر وإسراف أو إهمال .

ولكن وفي الجانب الآخر نجد الغالبية العظمى من الناس قد أهملت المحافظة على قطرات الماء التي نريدها و تكون هي السبب في هذا الضياع والهدر والتسرب من المياه،لعدم الإحساس بالمسؤولية
والسنا نحن كمستهلكين السبب في هذه الخسارة ، بإهمالنا لصيانة خزاناتنا ، وتركنا اياها بلا طواشة ولتغلق الخزان بعد الإمتلاء، اوهناك من يقوم بفكها وينساها، أويقوم بتركيب الماتور على خط البلدية وليشفط اكبر كمية وبسرعة ، وينسى ويتناسى الاخرين ، حتى ولو تسرب الجزء الكبير منها خارج خزانه ، وجعل الشوارع بحارا المهم هو ولا يهمه مصير الآخرين، ببقائهم دون قطرة تصلهم .

السنا نحن من فعل ذلك وكنا السبب في هذا الهدر من المياه؟ السنا من كان له الدور الأكبر في خسارة كميات كبيرة من هذه المياه؟ وذهابها هباءا منثورا ؟ وبلا فائدة ترجى ، وإن كانت مواسير السلطة المهترئة في بعض الأحيان لا تخلو من هذا الهدر والإسراف .

ونتباكى عندما تأتي فاتورة المياه وبمبلغ كبير ، نتساءل، نطلب التفسير ، نبرر باننا لانصرف ولا نسرف في استخدام المياه ، ولماذا قطعتم المياه وفصلتموها عنا يا سلطة المياه . ؟

أنا لست مدافعا عن سلطة المياه ، ولكن ابين ان كل مواطن فينا يعمد على مثل هذه التصرفات ويكون السبب في هدر كميات من هذه المياه لهو مواطن بعيد عن المواطنة الصالحة في نظري ومع الإحترام الشديد لمثل هؤلاء. لأننا تسببنا في ضياع كميات من المياه لنا ولغيرنا ، حتى ولوكانت هذه الكميات أقل القليل منها ، فلنراقب طواشات خزانتانا ومواسير خزاناتنا وصنابير مياهنا ، لأننا بحاجة لكل قطرة مياه تضيع؟؟"" وقد لا تعود .

وآمل أن نكون جميعنا أهلا للمسؤولية والمواطنة الصالحة والصادقة، وأن نكون كلنا عون لأنفسنا على معاناتنا ، وعونا للوطن على ما اصابنا ، وأن نعمل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما شاهد أحدهم وهو يسرف في الوضؤ فقال صلى الله عليه وسلم (لا تسرف ولو كنت على نهر جار).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات