تقول الحكاية : أن والد الفيلسوف الأمريكي\\\"جوسيا رويس \\\", قال له يوما في عيد ميلاده , (اخلع حذاءك دون نقاش) , فخلع الابن حذاءه دون نقاش , وبنفس اللحظة اضرب عن الكلام لمدة (72) ساعة ,عاش خلالها في مثالية مطلقة , وأول ما تفوه به قال : التصحر الفكري آفة تغتال العقول البشرية الصامتة , وقال مطلوب منا جميعا أن نخرج من دائرة الصمت , وندخل في استمطار الأفكار .

بصراحة : ما قام به جلالة الملك(شيء عظيم جدا) خلال لقاءه مع الشباب وهو نشر ثقافة استمطار أفكار الشباب , ومكافحة آفة التصّحر الفكري لديهم , وأن تأثير هذه الآفة على هذه الفئة العمرية (الشباب) له انعكاساته على مستقبل حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي سنعيشها , وقد تأكد جليا من خلال هذا اللقاء تأكد أن الإصلاح المطلوب , لن يكون إلا من خلال استمطار أفكار الشباب , كيف لا وقد انتصر سيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالشباب , حيث قال : نصرت بالشباب .

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا , هو من الذي زرع بذور التصّحر الفكري فيٍ عقول شبابنا ولكلا الجنسين ؟ من الذي عطل , ودمّر عقول شبابنا ؟ حتى أصبحت أو كادت صحراء قاحلة , لا حياة فيها , أصابها الوهن والشلل التام , قد تستغربوا هنا أن الذي زرع بذور التصحر الفكري فيٍ عقول شبابنا هو (فعل الأمر) المتبوع بدون نقاش , الذي استخدمه والد الفيلسوف \\\"جوسيا رويس \\\", واستخدمناه نحن في بيوتنا وفي مدارسنا وفي رحلاتنا , وفي اجتماعاتنا , حتى في أحلامنا لم نتخلص منه , هذا الفعل اللعّين لكلا الجنسين(اكتب/ي دون نقاش),(البس/ي دون نقاش),(اخلع/ي دون نقاش),(اشرب/ي دون نقاش), ..., (صوت/ي لفلان دون نقاش!) يؤدي دون ادني شك إلى التصحر فكري , فامتثال الفيلسوف \\\"جوسيا رويس \\\" لخلع حذاءه عمليا دون نقاش هو تصّحر فكري , ورفضه له فكريا بالإضراب عن الكلام لمدة (72) ساعة , هو بدايات لاستمطار الأفكار .

ولبناء الوطن القوي , والنهوض به , نقول يا معشر الشباب , لا(فعل الأمر) المتبوع بدون نقاش , ونعم للعصف الذهني , وتنمية التفكير , واستمطار الأفكار , الأفكار التي تخدم الوطن ... كل الوطن .