بعد أن دخل الأخوان المسلمون في السلطة والحكم بعد سعيهم وراءها سنين طويلة , مورس عليهم الإغلاق وحوربوا كما هم يرون ويظنون , يبرز إلينا العديد من الآراء التي تقنع الناس بأسباب فقدان الإخوان المسلمين كحزب الثقة من قبل العامة , وبعد أن فشلوا في تقديم النموذج الإسلامي الواضح عبر السنوات الماضية .

الشيخ محمد متولي الشعراوي لخص الحقيقة المطلقة والتي يتساءل عنها كثير منا في حزب الإخوان المسلمين سواء في الانتماء لهذا الحزب أم الدخول معه في خط المعارضة وهل تسميته بهذا الاسم هو صحي وإسلامي وهل ينطبق على الأشخاص الذين يمثلون هذا الحزب .

يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله بأنه مسلم قبل أن يرى الإخوان وغيرهم , وأنه مسلم قبل أن يكونوا حزبا , وأنه مسلم بعد زوالهم , ولن يزول إسلامه بدونهم , لأننا كلنا مسلمون وليسوا هم وحدهم من أسلموا , في إشارة إلى أن سيدنا محمد عليه السلام لم يأتي بأحزاب ولم يبني الدولة على هكذا مبادئ .

ويضيف الشيخ محمد متولي الشعراوي في مدوناته رحمه الله وما نقل عنه بأنه يرفض قطعيا في أن يتلخص الدين في صندوق انتخاب فالدين هو الصلة بين العبد والخالق عزوجل .

ويرفض الشيخ محمد متولي الشعراوي بترشيح حزب يستعطفني وهو مستند على وازعي الديني قبل أن يخاطب عقلي .

وفي إشارة واضحة إلى رفضه لهذا الحزب يقول الشيخ الشعراوي بأنه يتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة ولا يتمنى أن يصل أهل الدين إلى السياسة .

وختم الشيخ شعراوي كلماته إلى الأخوان بقوله إن كنتم أهل دين فلا جدارة لكم بالسياسة وان كنتم أهل سياسة فمن حقي ألا أختاركم ولا جناح على ديني .

ويأتي كلام الشيخ الجليل محمد متولي الشعرواي , في وقت أسيء إلى الدين الإسلامي بفعل إقحام الدين في المشاكل السياسية والاقتصادية والانتخابية , نتج عنه كره في الداخل والخارج للإسلام , وغياب الحكمة والموعظة الحسنة عن أسلوبهم الدعوي المؤثر في الناس .

ويبدو أن السلطة التي يتزعمها الإخوان المسلمون في دول عدة , ومنها مصر أول ما قامت به هو حجب الغاز عن الأردن مما أدى إلى فرض خيارات صعبة على الشعب الأردني وهو شعب مسلم لم يكن يتمنى أن تأتي مثل هذه الخطوة لأنها أقنعت الأردنيين بأن الإخوان لديهم سياسة خاصة بهم لا بعموم المسلمين .