قساوة الآباء .. !!!


تتكاثر الأسئلة ، وتتبادل الاتهامات ، ويُشار للبعض بأنه عاق لوالديه وأمته وأسرته ، تغرد العصافير في فصل الربيع ، وتتسلق القرود على الأشجار ، ويحلو السمر في فصل المصيف ، ويكون لحبات المطر معنى ورواية في فصل الشتاء ، وعندما تتساقط أوراق الأشجار في فصل الخريف يتذكر الإنسان الذي يحمل فكرا ، أن هناك في الكون ظلما ، ولا يوجد عدلا بمعنى العدل ، إلا عند العدل يوم الحشر ، فكل محاكم الدنيا في عصرنا لم تنتصر لضعيف ، ولم تنصف مظلوم ، ولم تعد الحق لأصحابه ، كل ما يقال عن أن هناك عدلا في محاكم الدنيا ، هي أكذوبة تماما كأكذوبة الحروب التي خاضتها امتنا مع العدو الصهيوني على مر التاريخ ، نتشاءم أحيانا ونذرف الدموع أحيانا أخرى ، وربما نستيقظ وقت السحر لنرفع أكف الضراعة للرحمن ، بأن السلطان جار فأهلكه يا منان ، وأن المسؤول طغى في البلاد فصب عليه يارب صوت عذاب ، ونشكو للأصدقاء والأحباب ما وقع بنا من ظلم واضطهاد من كل الجهات المنوطة بنا ، لكننا ننسى أننا ظَلمنا أنفسنا فظُلمنا ، ننسى أننا ظلمنا أبنائنا فظُلمنا بسبب ظُلمهم ، كلنا سلطان في بيته ، فماذا نحن فاعلون لأبنائنا ...؟؟؟ الأب والأم سلاطين في بيوتهم يحتكرون السلطات الثلاث بأيدهم ، لا ديمقراطيه ولا حرية عندهم ، كلامهم هو الصواب ، وما سواه خُزعبلات لا صحة لوجودها ، يسود الظلم في بيوتنا لأبنائنا ، نميز بينهم ، أحيانا نعطي الكبير أكثر من حجمه ، ونعطف على صغير أكثر من عمره ، ويضيع الذي في الوسط بلا حنان ولا مساومه ولا يسمع له صوتا في البيت إلا عند توبيخه بلا سبب ، وأكثر من ذلك يكون في بيوتنا ، الجاهلية الأولى ما زالت موجودة في مجتمعاتنا وأسرنا ، للذكر نصيب في كل شي ، والأنثى ما زالت تتجرع غصص الألم والحرمان ، وربما بعض الأسر التي بداخلها أطفال مرضى ومعاقين إعاقات متنوعة في شكلها وحجمها ، يعانون الأمرين ، أمر التميز واللامبالاة من أسرهم اتجاههم ، وأمر المرض الذي أرهقهم ، الظلم موجود في كل بيوتنا وخصوصا مع الضعفاء ، فالمسؤول الظالم يخشى أن يظلم شخصا ظالما مثله ، لكنه يظلم الحيارى والمرضى والضعفاء الذين لاحول لهم ولا قوة ، وكذلك الأب والأم يخشون الابن العصبي القوي ويعطونه ما يريد ، ويمهدون له الطريق على حساب الضعيف والمسكين والمريض من أبنائهم الآخرين ، قصه حدثت في زمن الفاروق " عندما جاءه رجل كهل يشكو له قسوة ابنه وعقوقه له ، فنادى على الابن وسأله لما تعق والدك يا أيها الشاب ، فقال الشاب يا أمير المؤمنين إن أبي لم يختر لي أُماً وأسماني جُعل ، فقال له أمير المؤمنين : اذهب فقد عققته قبل أن يعقك " إذاً لابد من إحقاق الحق ، ونشر العدل بين أبنائنا ، وعدم المحاباة لهم على حساب الآخرين ، ويجب أن تكون للمريض والمعاق رعاية خاصة ، فالإنسانية تقتضي علينا أن نرعاهم ونحترمهم ولا نشعرهم بإعاقتهم ، فكيف إذا كنا مسلمين فالأولى أن نرعاهم لأجل إبراز صورة حضارية عن ديننا من خلال رعاية المعاقين ومساندة الضعفاء والمحتاجين .........................



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات