اعلام ما بعد جمعة الانقاذ ..


بدأت ملامح ما يمكن ان تسمى بالأزمة التي كنا نخشى ولا نريد ان نُجر اليها بعدما استطعنا و لمدة عشرين شهرا ضبط الوضع السياسي والأمني ضمن اطار المعقول و التعددية و حرية الرأي و تجاوزنا قيادة وشعبا كل الفخاخ التي نُصبت لنا و التي كانت تهدف الى تقويض الامن و شرخ اللحمة الوطنية في البلاد
و برزت اشارات تلك الازمة بقوة في مسيرة الجمعة الماضي و تحديدا في سقف المطالب والهتافات التي لا ارى اي داع لوصولها هذا الحد و مالهدف من ذلك ؟ فإذا كانت استفزازا فإنها لم تنطوِ على احد وخابوا وخسروا اما اذا كانت استعراضا فقد بان الحجم الحقيقي لاثنين وثمانون حراكا !!
وما عمق من تلك الازمة قيام المنظمون بدوس ( مايكروفون ) قناة الحقيقة و احراق صورة المذيع محمد الوكيل و ما واكب ذلك من هتافات مسيئة بحقهم و كأن ذلك ينم عن احتقان تام ضدهما و تأليب عليهما و هذا يعد مؤشرا خطيرا و سابقة جديدة في تاريخ الحراك بهذا الشكل مما ادى الى رفع دعاوى قضائية ضد المنظمين من قبل ادارة قناة الحقيقة
و مازاد الامر سوءا التهديد الذي تلقاه الزميل عمر كلاب المحلل السياسي والكاتب في جريدة الدستور من قبل القيادي الاخواني بادي الرفايعة ان حصلت بينهما مشادة كلامية على قناة رؤيا الفضائية و خلال برنامج حواري وما تبع ذلك من شكاوى للقضاء
و اذا ما بقي الامر على حاله فإننا لن نفاجأ خلال القادم من الايام بحدوث حالات اعتداء مشابهة خاصة اذا ما علمنا ان الشارع ايضا محتقن ما بين معارض و مؤيد و محايد وهذا ما لاحظناه على مواقع التواصل الاجتماعي و رصدنا حالة الاحتقان بين الفرقاء
وانا لا اريد الدخول في التفاصيل و الحيثيات لكني اؤكد وجوب احترام الرأي و الرأي الاخر وعدم تجاوز حدود الادب في الحوار وجعل الامور في نصابها السياسي و دون شخصنة فالفضاء واسع للجميع
الاخوان المسلمون ومن معهم وجهوا رسالتهم و ( بتكتيك ) ناجح يوم الجمعة الماضي و حشدوا ما استطاعوا في اضيق الاماكن لإعطاء صورة معينة عن حجم المشاركة و التي ارى انها لم تتجاوز العشرين الفا إلا انه وبنفس الوقت كانت خطوات صانع القرار اسرع منهم و سحبت منهم اهم ورقة رابحة كانت ستكون لهم بل وهي مطلبهم الرئيس و ذلك من خلال حل البرلمان و الذي كان قراره بمثابة القاضية لهم و برسالة ( انتهت اللعبة ) !! مما حول مسيرتهم الى مهرجان خطابي بشعارات و دون اهداف والى مطالب لا تستحق رفع السقف الى هذا الحد و جر البلاد والعباد الى صدام بدلا من التوافق والوئام !!
و من الجانب المضئ فيما حدث الملحمة الوطنية التي سطرها المواطنون ورجال الامن بعد انتهاء تلك الفعاليات حيث اختلط الجميع في ريق عودتهم وكانوا في فج واحد و على صعيد واحد متلاحمين تعلو وجوههم علامات الرضا والشكر و بانت على محياهم اشارات الاطمئنان بوجود رجال الامن الذين ضربوا مثالا بوطنيتهم و ادوا واجبهم على اكمل وجه
اضافة الى المجهودات الجبارة التي قامت بها امانة عمان بإزالة الاثار البيئية الناجمة عما حصل ومشاركة ما يزيد عن مائتي عامل وطن في تنظيف المكان و ارجاعه افضل مما كان وبوقت قياسي
و لا يفوتني هنا شكر الزميل الاعلامي نضال الخرشة على ما بذله من جهد اعلامي ذلك اليوم وعلى اثير احدى الاذاعات المحلية و على امتداد سبع ساعات متواصلة في برنامج مفتوح ومواكب لما يحصل استضاف من خلاله العديد من الشخصيات من شتى الاصول والمنابت و الخلفيات و حاول توجيه رسائل عدة وبمهنية عالية لمن يسمعه من خلال عرضه للرأي والرأي الاخر وإعطاء المستمع حرية الاختيار والتفكير بان الاردن ارض خير وحب ولا يمكن زرع الفتنة فيه وان الاختلاف لا يفسد للود قضية وهذا ما نصبو وندعو اليه بخلق اعلام مهني يعرض كافة المواقف والآراء بحرية وحيادية دون ان يُحسب على جهة دون اخرى
بارك الله في الاردن قيادة وشعبا و لنمضي في قابل الايام نحو اردن ديموقرطي يسوده الحب والخير و الامان بهمة شعبه فالوطن اغلى ما نملك





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات