من يدعم الإرهاب في المنطقة ؟


للإجابة على مثل هذا السؤال نقول : حين تذهب الولايات المتحدة الأمريكية إلى استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن هذا يعني وبكل وضوح ليس فشل مجلس الأمن في القيام بتحرك حاسم حيال الأزمة في سوريا فقط بل يؤكد أن أمريكا أصبحت الداعم الأول والأكبر للإرهاب ، ويزداد هذا التأكيد عندما تروج أمريكا إلى تقرير يسمح لها بتقديم دعم استخباري لمسلحي الجيش الحر، وتبعاً لذلك تتعقد المشكلة بعد الإعلان في القاهرة عن تشكيل (مجلس أمناء الثورة) لسوريا الجرح العربي النازف، والواضح أن مشروع القرار الذي ترعاه السعودية وتروج له مصر والبحرين غير متوازن ويشجع المعارضة على مواصلة القتال والسفك غير المبرر لدماء الأبرياء ، علماً أن بعض الدول العربية التي تؤيد مشروع القرار أسقطت مطلبا بضرورة تنحي الأسد، واكتفت بالدعوة لفرض عقوبات عليه أملا في كسب تأييد دول (كروسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا والجزائر والأرجنتين وبعض بلدان أميركا اللاتينية) ، ومهما كانت التعديلات فإنها للأسف تبقي المعارضة خارج حدود المسؤولية الدولية الأمر الذي يلقي بكامل المسؤولية على النظام السوري ، ويبين بوضوح حجم الدعم الأمريكي للإرهاب في المنطقة ، هذا الدعم الذي يكشف الغطاء عن وقوفها السابق بجانب الإرهابيين في عدة مناطق في العالم ، المشكلة أن الدول التي تروج إلى القرار هي نفسها التي تزود المعارضة بالسلاح . في تقديري المتواضع أن هنالك فارق كبير بين الجسم النظري للقرار المقدم من قبل الدول المعادية لكل ما هو حق عربي ، وبين حقائق الدول التي وضعت القرار ، والذي تقوم على متابعته دول لا تدرك من وجودها إلا ما تكلفها فيه الدول المسعورة وعلى رأسها أمريكا ، ولنعترف جميعاً يا سادة وقبل فوات الأوان أن هذه الدول الداعمة للقرار ألأممي الجائر ما زالت غير متجانسة مع الإنسانية والأمن الإنساني ، إضافة إلى أنها هياكل مشوهة لعموم التنمية الإنسانية ، ليس من خلال احتكار العائلات للطاقة بكافة أشكالها ، وإنما من خلال ما تقوم فيه من أعمال إرهابية تستهدف الآمنين من كافة القوميات ، ومثل هذه الأعمال إن كانت تتبدى على أنها مصلحة لهذه القومية أو تلك فإنها ستكون وبال على إسرائيل ، التي ستجد نفسها بين ليلة وضحها محاطة بعصابات لن تمكنها من تجاوز صدمة الانهيار الذي وقعت فيه منذ رحيل مبارك وزين العابدين وعلي عبد الله صالح وغيرهم من الحكام العرب ، ذلك الرحيل الذي لم يعبر عن إرادة شعبية إنسانية ، بل عن رغبة استعمارية جاءت لتقسيم المقسم من خلال الفوضى العارمة والتي تأمل أمريكا أن تحل محل الديمقراطية لكي تتمكن بعد ذلك من تدمير دول بحجم الاتحاد الروسي والصين ، وللبحث عن أدلة عما نقول ما عليكم إلا التوقف عند ما تقوم فيه هذه الدول التي تجتمع في الأمم المتحدة لشرعة الإرهاب على دولنا ؟! كيف تكون الرصاصة مكان الكلمة ؟ وشظايا القنابل المحرمة مكان تبادل الآراء؟ ويحكم هل أنتم مسئولين عن أمن شعوبكم وبلدانكم ؟ كيف ذا ؟ والإرهاب يحظى بدعمكم، وأنتم الأعضاء في الأمم المتحدة ! فقط أريد تفسيراً لهذا القرار الذي تقدمونه تحت البند 34 والذي يمنع النزاعات المسلحة وبذات الوقت تقومون وبكل وقاحة في تسليح الإرهاب، ضد من ؟ ضد أنفسكم، لعمري إن هذه المفارقة لوحدها تستحق الوقوف مطولاً، ليدرك الجميع دلالات هذه السياسات التي أقسم أنها لا تعي تحت إمرة من تعمل ! وهي تهيأ السبل من أجل صراعات داخلية في دولها والصراع الداخلي كما هو معروف عند أصحاب الاختصاص أشد تدميراً من الصراعات الخارجية . لقد أحبطت روسيا و بكين ثلاثة مشاريع قرارات ضد النظام السوري في مجلس الأمن، إضافة إلى مشروع قرار في الجمعية العامة في شباط الماضي، غير أن الغرب وعملائه بقيادة أمريكا ما زال يواصل حربه الإرهابية ضد المواطنين السوريين العزل وبكافة الأشكال غير الإنسانية وغير القانونية ، والخلافات ما زالت في تصاعد مستمر بين الغرب من جهة والدول الرافضة للهيمنة الأمريكية الوقحة والمتوحشة في آن معاً ، وأمريكا بالطبع التي لا تزال تصعد وحلفائها من سلوكياتها العدائية تجاه سوريا لسفك المزيد من الدماء السورية ونشر اكبر قدر من الفوضى ، نعم ، كل ذلك بسبب الاستعصاء السوري عليها رغماً من كل ما يضخ من أسلحة عبر الحدود مع لبنان وتركيا وما يصرف من دولارات أميركية في السر والعلن .. الأزمة في سوريا تعبر عن نفسها ، وهي المقدمة التي تشكل العامود الفقري لدمار المنطقة ككل ،وبخاصة من خلال التلبيس على الناس بين مفهومي الثورة والفوضى ، ونحن وإن كنا قادرين على التكيف ألظرفي مع إدارة الأزمة ، لكوننا الرد الإنساني الوحيد على التحدي ، إلا أننا نقول اليوم وبأعلى الصوت : على العالم أجمع بلورة وفاق وطني في سوريا يراعي وحدة الأمن الإنساني الإقليمي في المنطقة ، وهذا الاتفاق لن يكون ما لم يراعي مصالح الشعوب التي أنهكتها الاحتكارات السياسية والاقتصادية والقوى البوليسية ، لهذا لا بد أن نسهم كعرب ويهود في بلورة مشروع إنساني وبمساعدة دول مثل إيران والعراق وروسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا والجزائر والأرجنتين وأحرار الخليج والسعودية ، نريد خلق مؤسسات إنسانية سياسية اقتصادية تربوية وتعليمية في المنطقة ، لنتمكن من الشروع بالحديث عن نزع سلاح إقليمي ، ومن ثم الحديث عن نزع سلاح كوني . أنتم تحاربون من ؟ تحاربون أنفسكم وتهدمون عروشكم بالمعول الإرهابي الذي تدعمون ، دعونا نضطلع بالمسؤولية الكبرى كإنسانيين عرب ويهود وأكراد وفرس ومن كافة القوميات والأصول والمنابت ، فقط نريد أن ندير شؤوننا ، ونستخدم مواردنا الاستخدام الأمثل ، ونعيد إقامة علاقات اقتصادية مرنة ، وبصراحة أكثر لابد من السماح بتطور يحد تدريجياً من الاحتكار التكنولوجي والمالي المتحكم في المنطقة منذ عقود . في الحقيقة لا أعرف كيف تفكرون ؟ ومن يضمن أمن عروش أسيادكم ؟ أو من يضمن مصالح الأمريكان في المنطقة ؟ إن صواريخ استنغر الأمريكية لا تهدد أمن سوريا فحسب ، وإنما تهدد أمن قطر والسعودية ،وكافة المصالح الأمريكية ! أما العقوبات التي تحسبونها تنهك القيادة السورية ، فإنها لا تنهك إلا ذلك الشعب الذي تتباكون على مصيره وتذرفون عليه دموع التماسيح ، أي حصار هذا الذي يخالف كافة قرارات الأمم المتحدة يفرض على هذا الشعب الأعزل ؟ الشعب الذي لم يسيء يوماً لأحد ، ويلكم أي أثمان مركبة تتحملون ؟ أبنائكم وأوطانكم يتكبدون أوزار فعلكم الخبيث ،لا بارك الله بفعلكم الذي كلف سوريا عشرون ألف شهيد ! ارتكبتم يا قتلة الأطفال والنساء والشيوخ كل أشكال الموبقات السياسية والدبلوماسية والإعلامية، وتحالفتم مع الإرهابيين والمرتزقة في سبيل ماذا ؟ ضرب الأمن الإنساني في المنطقة ، وبشهادة الغرب أنفسهم ، وقد كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن المسلحين في سوريا تلقوا شحنة من المدافع المضادة للطائرات من بعض دول الخليج ، وحصلوا على مبالغ مالية كبيرة من الولايات المتحدة في الحرب ضد سوريا ، هذا لسان من يوظفكم لتنفيذ تلك الجرائم المخيفة ، مضافاً لذلك ما تحدث فيه تقرير لقناة سي إن إن عن توقيع الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل أشهر قليلة أمرا سريا يسمح بتقديم دعم استخباري لمقاتلي المعارضة السورية . أتلك هي الحداثة ؟ أهذه هي الحضارة ؟ تباً لكل مأجور ، تباً للمنطق ألتدميري ، أين تحرير طبقات الفئات الاجتماعية المضطهدة ؟ أنتم تحاربون من أجل ترسيخ التبعية الاقتصادية والفقر وهما يشكلان أرضية ملائمة لكل أشكال الاضطهاد والإرهاب الحالي والقادم ! أي صورة للدولة الحديثة تقدم لنا الولايات المتحدة عبر المشهد السوري ؟ نعم، أمريكا التي تقدم إسرائيل كقربان لنجاح مشروعها الجديد، وحمقى إسرائيل يرقصون طرباً على النزاعات الشعوبية ؟ أغبياء يتبنون خيارات تنبع من الحقد الأمريكي على الشرق العربي المسلم واليهودي ، نريد الإصلاحية الثورية من خلال التصدي لهذه الأعمال المتخلفة ، دعونا نتجاوز أنفسنا ولكن من دون أن نلغي هويتنا الجامعة ، نحن جميعاً مدعوون اليوم لممارسة النضالية الإنسانية ليزداد تأثيرنا وننجح في بلورة آفاق واضحة تجعلنا نمتلك قناعة معقولة . كم أنتم إنسانيين ؟ بدليل هذه المليارات التي تهدر تحت أقدام الراقصين فوق جماجم الأطفال السورية ، "تبت يد أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى ناراً ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد". صدق الله العظيم هذا قرار الله فيكم منذ ألف وخمسمائة عام، وقد كفيتم الناس أي قرار بشأنكم وقد قررتم بفعلكم مستقبلكم المظلم ! أنتم أحرار، بدليل هذه الديمقراطية التي نشهدها في البحرين وقطر والسعودية ، أرحموا الغرب ، أرحموا الثورة الفرنسية ، أرحموا الإنسانيين في كل مكان ، وأنتم تسبقونهم بهذه الحريات الموثقة من قبل غالبية المنظمات العالمية ، ومع ذلك نقول الفوضى التي تحدثونها من خلال قلب أنظمة الحكم في الدول العربية ستطيح بأنظمتكم وستكون سيفاً على رقابكم يا من حولتم الأمم المتحدة من مهمة نشر ثقافة الأمن الإنساني إلى نشر ثقافة الإرهاب ، الويل لكم ولذلك الأمريكي الأخرق ماذا فعلتم في أفغانستان والعراق وليبيا ؟ ماذا فعلتم في أفريقيا ؟ وماذا تفعلون اليوم في سوريا ؟ أتساءل : هل تدركون ما تفعلون من خلال تقديم قراركم هذا ؟ إنكم تعملون على تحريض منظمة على ممارسة أعمال العنف والإرهاب في سورية ! لقد ضربتم بكل الشرائع والقوانين والقيم والأخلاق بعرض الحائط ، وتجاوزتم كل القوانين الإنسانية والدولية ، وأنتم تحرضون بشكل منظم إلى أن وصل تحريضكم إلى منظمة الأمم المتحدة ، ويحكم لا تخجلون ، دستم على كل القرارات الدولية والمعاهدات الدولية . كتبت عن موضوع جزر صنافير وتيران السعودية المحتلة من قبل إسرائيل‏ ، ولكن على ما يبدو أن قضية ولاية الأسد أهم بكثير عند السعوديين من تقرير مصير بلادهم وتحريرها من المحتل ! إن اليهود أنفسهم يستغربون من تصرفاتكم وسلوكياتكم . خادم الإنسانية . مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي



تعليقات القراء

نهاد
أمريكا رأس الشيطان
17-08-2012 01:53 PM
جابرمحمد
سوريا عز العرب والمسلمين
17-08-2012 01:54 PM
نبيل المصري
من غير الصهيوأمريكية والعملاء يدعمون الإرهاب
17-08-2012 01:54 PM
رامي السوري
أنتم أشرف من الشرف
17-08-2012 01:55 PM
سامح خريس
الله محي أصلك الطيب يا أسد ولن يسقط الأسد
17-08-2012 08:12 PM
محمود جمعه
أمريكا هي الإرهاب نفسه
17-08-2012 08:13 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات