هل إنتهت ثورة السودانيين


بالرغم من ان الاحتجاجات السلمية ضد سياسات الأنظمة والدولة حق كفلته الدساتير والمواثيق وكذلك كفله الدستور السوداني للمواطن السوداني ، وتنوعت الوقفات الإحتجاجية لكافة فئات الشعب السوداني كالطلاب والمواطنين كما كانت هناك وقفة احتجاجية للمحامين ضد الاجراءت التعسفية التنكيل والقمع الذي تتخذه الحكومة ضد المتظاهرين يبدو ان شعارات الاحتجاج لا تعجب القائمين علي الامر فشعاري الحرية والسلطة خيار الشعب يعتبر تهديدا قويا للنظام الحاكم في السودان ، فنظام عمر البشير الذي قام بإنقلاب في 30 يونيو 1989 وتمكن بالاستيلاء مع بعض الضباط التابعين للجيش السودانى على الحكم ولم يكن واضحا، في البداية هوية الانقلاب الجديد، مما ساعد الحكومة الجديدة على ان تنال تأييدا واسعا داخل السودان وخارجها ومن دول كثيرة لا سيما مصر، وبعد مرور أكثر من ثلاثة وعشرين عاما يعتبر السودان جزء من منظومة الحكم الشمولي الاسلامي واليوم يعاني مواطنيه من ضنك العيش وكبت الحريات والاستفزاز المستمر من الاجهزة الأمنية السودانية ، وكذلك يعاني من السياسات الإقتصادية التي لا تظهر أثار ايجابية على الإقتصاد السوداني فعندما تم اغراق الجنيه بتحرير سعر الصرف كذلك تم رفع الدعم عن المحروقات صارت الاسعار في ارتفاع مضطرد وأرتفعت بشكل كبير حيث لا يمكن مواجهتها حتي من قبل ذوي الدخل المرتفع الدخل فما بالك بمعدومي الدخل أ، إن غضب الشارع السوداني والتراكمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية أصبح هناك غضب شديد يجتاح الشارع والذي ينادي بالخروج لكن بطش سلطة الانقاذ وأجهزته الامنية لا يستهان به ولقد جربه الشارع السوداني عندما قامت حكومة الانقاذ ورئيسها البشير في بدايات الثورة بإعدام ثلاثين ضابط في ليلة العيد وفي رمضان والان رجع الوضع السياسي في السودان للمربع الاول فبعض الاماكن والمنطاق يتواجد بها انتشارا أمنيا مكثفا ووصل الأمر لتواجد الدبابات هذا الأمر منذ قرابة شهر وكل من قبض في مظاهرة عذب وتعرض للتنكيل بطريقة ما ولو بالحرمان من الطعام وكتب علي نفسه تعهد بعدم التظاهر ، إن الشارع الذي تحداه قادة الانقاذ وعلى رأسه البشير بأن من يريد التغيير فعليه بلحس كوعه وهذا التعبير يعبر عن إستحالة الأمر ،فالشارع السوداني الذي وصفه الجنرال البشير بشذاذ الافاق عندما ثقل عليه الحمل ورفعت حكومته يدها بالكامل عن فئات الشعب السوداني اقتصاديا حتي من الدواء ، والشارع السوداني الذي ذلت واعتقلت نساءه بقانون النظام العام حتي مجرد لبس بنطال يعتبر جريمة والذي يعتبر هو حرية شخصية في كثير من الدول العربية والغربية ، وإن ما ينقص اكتمال الثورة الشعبية في السودان هو عدم توحد الشارع السوداني أم تخاذل المعارضة من يجب ان يحرك من في السودان وزيادة في التساؤل هل اكتملت مقومات الثورة بالسودان ام ان مايحدث الان من مظاهرات (جمعة لحس الكوع ،جمعة شذاذ الافاق، جمعة الكنداكة) هي مجرد معارضة تحاول تحريك الشارع لتعارض وتتظاهر فقط ، أم تحدث تغيراً حقيقيا في السودان ، فهل هذه الإحتجاجات والتظاهرات ثورة شعبية أم إنعتاق من التجبر والظلم والاستعباد من حكومة شمولية حكمت عشرات السودان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات