على شباك الشمس يتكئ بحر الكلام ولا يؤمن بغير ضوئها ميثاقا لا نحيد عنه أبدا فحينما يطول بك الترحال وتلفظك كل الشطآن من الشرق إلى الغرب تبحث عن مسافة ظل بين الذاكرة والنسيان فلا تسمع إلا رجع الصدى وجمر الوطن بأهازيج الحب والتحنان دونما رطن , والأردنيون عشقوا بلدهم دون نظر ماذا يعطى لهم الوطن وكرهوا الدسائس والفتن .

و من على قمم جبالنا الشماء خرج صوت الأحرار مناديا ببطولات أبناء الوطن ومؤسسي الجيش العربي الذين حموا ارض الوطن واخلصوا للعرش دونما طمع مفضلين شظف العيش و شعث الرؤوس على امتصاص نخاع المكان غير ملتفتين إلى من تاجروا بالوطن وباعوا هويته حتى باع الأردني أرضه ليعلم أبناءه في الشامخات من الجامعات الملقية أمام تلالهم الحزينة ليخرجوا جيلا أردنيا يضاف إلى قاموس الرجولة الأردني عرف حجم الأذى الذي لحق بوطنهم فأنتجوا رجالا يكرون ولا يفرون أمام أول صيحة يحبون الأردن دون أن يتمتعوا بشواطئه ومرابعه ونواديه وبنوكه ودكاكينه ويبتسمون عندما يمرون بمجدي مول لأنه يذكرهم بشيء مغتصب اسمه الوطن .

ومن البلاهة السياسية التي تدخل في صلب البلاهة التاريخية ، في ترك ما يخصني من حقوق ووجود للآخرين كي أقول إنني واقعي ومتعايش ..التسميات هنا أو المصطلحات تخرج عن خطها الطبيعي لوضع ماكياج يزين الواقع المر الذى نعيش والذي يريد أن ينهي قضية وطن وان يعمل على تخدير ابن الوطن واللعب بمصيره وتاريخه وعمره كله .. فالمصطلح الصحيح يجب أن يكون صحيحا بتركيزه على الحقائق لا على ظلال هذه الحقائق فكل يردف على خيل أبيه وجده .

والأردنيون يعشقون الملك لأنه رمز وحدتهم حتى دونما أن يصافحوه او يلاقوه أو يقفون بطوابير أمام بلاط عرشه ويبررون ذلك بالواضح والصريح فالمحبة للقائد ليست بضاعة مزجاه تستطيع إن تشتريها كل يوم من صالونات التجميل السياسي المزيف أو دكانه الولاء الليبرالي المهتريء وهذا الحب للهاشميين تعجز كنوز الأرض قاطبة عن توفيره فهل هناك حب أعظم وأروع من حب بلا ثمن.. وأنت تهتف ببقاء الذرية على جنبات الطرق من الشمال للجنوب وجيبك فارغ ولا تملك ثمن رغيف خبز .


حب الأردن وعشق الوطن مكتوبان بالبعاد حنينا وخوفا ، و ممهوران بالانتظار ر والتوقع والاشتياق خفقا لا يعرف الهدوء .. ودوائر العشق الأردني تتسع في كل يوم كونها دوائر امن لا تنبئك بثورة. بعدما تحولت الدولة الأردنية من راعية الى مرعية وتحول المواطن الأردني إلى ورقة الأص التي تراهن عليه في مقامرتها ، فقد كتب الأردني قسمه الذي لا يتغير ولا يتبدل كونه نبع القلب ومصبه ،وهذا القسم يقول إنّ الأردن هو الحبّ والوطن والأنفاس التي لا نرضى عن بديلا.

أما فلسطين عندنا كأردنيين فهي شامة على الجبين وترانيم في ضمائر الموحدين وحلم سرمدي في بنادق الثائرين وهم إخوة لنا في دفتر الشقيق الضيف الحاضر و الوجع والشهادة وهم صرخة للإنسانية وللعالم اجمع لضخامة المرارة والقهر والقتل والتشريد الذي لحق بهم من جراء اغتصاب فلسطين .

وكلمة أخيرة قبل الملم أوجاع وطني وارحل بقلمي لتشابه كثير من التنهدات والمواقف ومؤسسات الوطن الحيوية تنحر بيد الفاسدين لتقدم لسدنة البيع على طبق من ذهب لان حرائرنا في بوادينا المنفية لا يجدن ما يخبزنه في يوم شهوة لرغيف خبز بلدي على تراب أرضنا التي أصبحت قاحلة بفضل من سرقوا مياه الأرض وذخائرها والعزيمة من الرجال والحياء من النساء ولوثوا الأفكار والإعلام حتى كأنك تعيش في دولة أخرى غير بلدك. لذا فعلى المتعاملين في حقل النفايات الوطنية وفطريات القرارات والقوانين المافونة ان يتوقفوا ويذكروا أن للوطن رجال وأهل يعون حجم الضرر الذي لحق بهم فعلى على أحرار الأردن ان يجدلوا حبال بيتهم من جديد ويضربوا الأطناب فقد فارق الخوف المحيى .

حمى الله الأردن