الحمل ثقيل يا ريس


لقد نجح الشعب المصري في إختبار الديموقراطية ، وبكل شفافية ونزاهة أعُلن فوز الدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين على منافسه الدكتور أحمد شفيق ،فكان هذا الإعلان عن عهد جديد ما بعد الثورة لترسيخ مفهوم تداول السلطة بطريقة ديموقراطية وسلمية ، وإن ضمان استمرار مراسم تسليم السلطة بشكل روتيني وسلس يضمن الإستقرار السياسي لمصر ومما يدعو إلى التفاؤل بالإستقرار السياسي هو تولي حرس الرئاسة حماية الرئيس الجديد وحماية منزله كما أن كلمة الرئيس مرسي تبعث الى الطمأنينة فاليوم يتكلم ليس بإسم الإخوان المسلمين وإنما بإسم مصر كلها بأطيافها وأعراقها وطبقاتها الإجتماعية ، وكان خطابه وحدويا ويدعو الى التكاثف للعمل على نهضة مصر ، إن المهام الملقاة على عاتق الرئيس الجديد كبيرة وثقيلة فمصر خرجت من ثورة سطرت حكايتها بدم الشهداء ، وعانت مصر في هذه الفترة من تراجع في الإقتصاد المصري ، ومرت ببعض المشاكل الطائفية العابرة ، إن شعار المرحلة والذي يستشف من خطاب الرئيس مرسي هو إرساله رسائل للجميع ، من هذه الرسائل تأكيده على الحفاظ على المعاهدات والمواثيق وتجسير المصالح المشتركة والمنافع بين الدول شريطة التكافؤ ، بالإضافة الى عدم التدخل في شئون الغير والعمل على الحفاظ على سيادة مصر ، هذا الخطاب يدلل على التوجه الديبلوماسي والتعامل السياسي بحكمة في كثير من القضايا الإقليمية ، فأساس برنامجه سينطلق من السياسات المحلية التي تنمي الإقتصاد وتحفظ الامن والكرامة للمواطن المصري ، والسياسة الخارجية المبنية على حسن الجوار ، إن المحك الحقيقي الذي سيختبر فيه الرئيس الجديد من خلال محورين فالمحور الاول هو تنفيذه للبرنامج السياسي على المستوى المحلي لمصر والذي يتطلع إليه المواطن المصري بشغف ، والمحور الآخر على المستوى الإقليمي وهو سلوكه السياسي تجاه لقضية الفلسطينية ، لقد كتبت في مقال سابق بعنوان حكموا عقولكم لا عواطفكم وكان موجهاُ لمن علق أمالا كثيرة على الدكتور مرسي فعليه ان يتروى وأن لا تشيج عواطفه فالحكم عبئ كبير وما كان يراه الحاكم حقا قبل توليه قد يراه حقا صغيراُ من حقوقا كثيرة ، ولذلك بإعتقادي ان الرئيس الجديد سيكون مدعما من قبل العديد من المستشارين والخبراء ولن يقدم على أى خطوة إلا إذا كانت محسوبة ومدروسة ، كما أدعو الجميع للتفاؤل بإستقرار مصر فالجيش من حمى الثورة سيحمي مصر من الأخطار الداخلية والخارجية ولا أحد ينكر مساهمته في نقل السلطة ، فلذا يجب ان يعطى الرئيس مرسي الصلاحيات والوقت وتوفير الأدوات السياسية والإقتصادية للعبور نحو الرقي والنهضة وإزالة الأفكار السوداوية التي ألصقت بالفكر الإسلامي والعمل على ترسيخ الإحتكام إلى القانون وتقبل الرأي والعمل على المصلحة الوطنية وحماية مقدرات مصر الطبيعية والتاريخية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات