الرجم لامرأة أصرت على "الزنا"
جراسا - قالت مصادر قضائية في السودان إن محكمة أوقعت عقوبة الحد بالإعدام رجماً حتى الموت بحق "امرأة محصنة"، أي متزوجة، عقب تمسكها بجريمة الزنا بعد أعطائها فرصتين للتراجع عن اعترافاتها، في حكم استنكره بشدة ناشطون ومنظمات حقوقية دولية.
وذكر مصدر قضائي سوداني، فضل عدم الكشف عن هويته، لـCNN بالعربية، أن المحكمة الجنائية العامة في أمبدة (غرب أم درمان) اتخذت قرارها بإقامة الحد على انتصار شريف عبدالله، بسبب تشبثها بإقرارها بتهمة ممارسة الفاحشة وإنجاب طفل سفاحاً في مخالفة للمادة (146/أ).
وبحسب المصدر، لم يجد القاضي مناصاً من إصدار عقوبة الرجم إزاء رفض عبدالله التراجع عن إقرارها، بعد منحها فرصتين، على حد قوله، عملاً بالمادة 144 من قانون الإجراءات الجنائية السودانية الذي ينص أنه "إذا أقر شخص بجريمة عقوبتها الإعدام أو القطع ينبه لخطورة إقراره ويمهل شهراً للتراجع عنه."
ونفى التقارير المتداولة بأن عبدالله، دون سن القانونية للمحاكمة، مؤكداً أنها في أواخر العقد الثاني من العمر، ولها طفلين من زوجها، مشيراً إلى أن شقيقتها هي من أبلغت عن واقعة الزنا.
وفي المقابل، انتقد ناشطون وحقوقيون من المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، الحكم بدعوى أن عبدالله، وهي من مواطنات جبال النوبة، "قاصر"، وربما كانت دون سن الثامنة عشرة، وأنها حرمت من حق الدفاع بواسطة محام أو توفير مترجم لها كون العربية ليست لغتها الأم.
وأشار طاقم كبير من المحامين تطوع للدفاع عن عبدالله، وتحدثوا لـCNN بالعربية عبر الهاتف، إلى ثغرات قانونية في القضية منها محاكمتها دون تمثيل قانوني يدافع عنها، أو توفير مترجم، لها باعتبار أنها لا تفهم أو تتحدث العربية كلغة أولى.
وذكر المحامون أن أسرة عبدالله استأنفت الحكم بدعوى أنها تعاني من مشاكل نفسية، كما طلبوا إحالتها لطبيب نفسي.
وشرحت إحدى المحاميات، طالبة عدم الإفصاح عن هويتها، أن القاضي لم ينبه عبدالله إلى خطورة الجريمة والعواقب المترتبة عنها، وأقرت بأن موكلتها اعترفت بالزنا تحت ضغوط أسرية.
وأوضحت أن أسس الطعن بالقرار كذلك تستند إلى عدم توفير محام أو مترجم لها، وتغيبها عن حضور جلسات المحاكمة جراء الحمل، بجانب أن حكم الرجم ينطبق على محصن (متزوجة)، بينما هي مطلقة.
ومن جانبها وصفت الناشطة، مها الزين، في حديث عبر الهاتف مع الموقع، حكم الرجم على عبدالله بـ"التعسفي" نظراً لتجاهله اعتبارات ثقافية وعقائدية، إذ ترتبط بعض الأقليات العرقية، ورغم كون أفرادها من المسلمين، بشكل وثيق بالأعراف والتقاليد القبلية التي تتيح بعضها للنساء حرية ممارسة الجنس خارج إطار الزوجية، كما نموذج عبدالله، وهي تنتمي لإحدى قبائل جبال النوبة.
ودعت الزين إلى إحالة قضايا العرقيات إلى محاكم تدرس القضايا وفق "الأعراف"، في إشارة إلى نظام قضائي الأصل فيه الاحتكام إلى الأعراف والتقاليد والعادات القبلية.
ويقول ناشطون إن الحكم يجدد مخاوف من أن السودان قد يبدأ تطبيق الشريعة الإسلامية بشكل صارم عقب انفصال جنوب السودان، الذي تسكنه أغلبية غير مسلمة.
ووصفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الخميس، عقوبة الإعدام رجماً بأنها "خرق جسيم للقانونين السوداني والدولي، و تلقي الضوء على الحاجة لتحرك السودان سريعاً من أجل إصلاح النظام القانوني بحيث يصبح متسقاً مع التزامات السودان الخاصة بحقوق الإنسان،" على حد قول المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان.
وصدر الحكم على عبدالله بموجب المادة 146 من القانون الجنائي السوداني لعام 1991، التي تنص على الإعدام رجماً لمن يرتكب الزنا إذا كان محصناً (متزوجاً)، بحسب "هيومن رايتس ووتش".
وبحسب المنظمة، اعتمدت المحكمة على اعتراف عبدالله المنتزع بالإكراه لإدانتها والحكم عليها، في جلسة محاكمة واحدة.
وتعيد الواقعة التذكير بقضية "صحفية البنطال" وهي الصحيفة لبنى الحسين التي اتهمتها محكمة في 2009 بتهمة "خدش الحياء العام" لارتدائها بنطالاً في مكان عام، وقضت بعقوبة الجلد عليها.(CNN)
قالت مصادر قضائية في السودان إن محكمة أوقعت عقوبة الحد بالإعدام رجماً حتى الموت بحق "امرأة محصنة"، أي متزوجة، عقب تمسكها بجريمة الزنا بعد أعطائها فرصتين للتراجع عن اعترافاتها، في حكم استنكره بشدة ناشطون ومنظمات حقوقية دولية.
وذكر مصدر قضائي سوداني، فضل عدم الكشف عن هويته، لـCNN بالعربية، أن المحكمة الجنائية العامة في أمبدة (غرب أم درمان) اتخذت قرارها بإقامة الحد على انتصار شريف عبدالله، بسبب تشبثها بإقرارها بتهمة ممارسة الفاحشة وإنجاب طفل سفاحاً في مخالفة للمادة (146/أ).
وبحسب المصدر، لم يجد القاضي مناصاً من إصدار عقوبة الرجم إزاء رفض عبدالله التراجع عن إقرارها، بعد منحها فرصتين، على حد قوله، عملاً بالمادة 144 من قانون الإجراءات الجنائية السودانية الذي ينص أنه "إذا أقر شخص بجريمة عقوبتها الإعدام أو القطع ينبه لخطورة إقراره ويمهل شهراً للتراجع عنه."
ونفى التقارير المتداولة بأن عبدالله، دون سن القانونية للمحاكمة، مؤكداً أنها في أواخر العقد الثاني من العمر، ولها طفلين من زوجها، مشيراً إلى أن شقيقتها هي من أبلغت عن واقعة الزنا.
وفي المقابل، انتقد ناشطون وحقوقيون من المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، الحكم بدعوى أن عبدالله، وهي من مواطنات جبال النوبة، "قاصر"، وربما كانت دون سن الثامنة عشرة، وأنها حرمت من حق الدفاع بواسطة محام أو توفير مترجم لها كون العربية ليست لغتها الأم.
وأشار طاقم كبير من المحامين تطوع للدفاع عن عبدالله، وتحدثوا لـCNN بالعربية عبر الهاتف، إلى ثغرات قانونية في القضية منها محاكمتها دون تمثيل قانوني يدافع عنها، أو توفير مترجم، لها باعتبار أنها لا تفهم أو تتحدث العربية كلغة أولى.
وذكر المحامون أن أسرة عبدالله استأنفت الحكم بدعوى أنها تعاني من مشاكل نفسية، كما طلبوا إحالتها لطبيب نفسي.
وشرحت إحدى المحاميات، طالبة عدم الإفصاح عن هويتها، أن القاضي لم ينبه عبدالله إلى خطورة الجريمة والعواقب المترتبة عنها، وأقرت بأن موكلتها اعترفت بالزنا تحت ضغوط أسرية.
وأوضحت أن أسس الطعن بالقرار كذلك تستند إلى عدم توفير محام أو مترجم لها، وتغيبها عن حضور جلسات المحاكمة جراء الحمل، بجانب أن حكم الرجم ينطبق على محصن (متزوجة)، بينما هي مطلقة.
ومن جانبها وصفت الناشطة، مها الزين، في حديث عبر الهاتف مع الموقع، حكم الرجم على عبدالله بـ"التعسفي" نظراً لتجاهله اعتبارات ثقافية وعقائدية، إذ ترتبط بعض الأقليات العرقية، ورغم كون أفرادها من المسلمين، بشكل وثيق بالأعراف والتقاليد القبلية التي تتيح بعضها للنساء حرية ممارسة الجنس خارج إطار الزوجية، كما نموذج عبدالله، وهي تنتمي لإحدى قبائل جبال النوبة.
ودعت الزين إلى إحالة قضايا العرقيات إلى محاكم تدرس القضايا وفق "الأعراف"، في إشارة إلى نظام قضائي الأصل فيه الاحتكام إلى الأعراف والتقاليد والعادات القبلية.
ويقول ناشطون إن الحكم يجدد مخاوف من أن السودان قد يبدأ تطبيق الشريعة الإسلامية بشكل صارم عقب انفصال جنوب السودان، الذي تسكنه أغلبية غير مسلمة.
ووصفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الخميس، عقوبة الإعدام رجماً بأنها "خرق جسيم للقانونين السوداني والدولي، و تلقي الضوء على الحاجة لتحرك السودان سريعاً من أجل إصلاح النظام القانوني بحيث يصبح متسقاً مع التزامات السودان الخاصة بحقوق الإنسان،" على حد قول المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان.
وصدر الحكم على عبدالله بموجب المادة 146 من القانون الجنائي السوداني لعام 1991، التي تنص على الإعدام رجماً لمن يرتكب الزنا إذا كان محصناً (متزوجاً)، بحسب "هيومن رايتس ووتش".
وبحسب المنظمة، اعتمدت المحكمة على اعتراف عبدالله المنتزع بالإكراه لإدانتها والحكم عليها، في جلسة محاكمة واحدة.
وتعيد الواقعة التذكير بقضية "صحفية البنطال" وهي الصحيفة لبنى الحسين التي اتهمتها محكمة في 2009 بتهمة "خدش الحياء العام" لارتدائها بنطالاً في مكان عام، وقضت بعقوبة الجلد عليها.(CNN)
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
انا شخصيا احترم هذه المرأة والله يرحمها ويغفر لها .
عقبال الزانيات اللواتي يتظاهرن بالشرف
رحمها الله و تقبلها الله في الطاهرات
هي أصرت ولم تنكر جريمة الزنا وترغب بنيل العقاب والتكفير عن الزنا خارج اطار الزواج ,,
لا أحد يفهم نفسية وعقلية المرأه الا امرأة مثلها ,,نحن نعاقب انفسنا ونمنع الفرح والخير للوصول الينا عندما نخطأ بحق أرواحنا ونجلدها ونبقى ع قيد الحياه لكننا موتى ,, لنرضى روحنا التي شقيت وتعذبت لكنها أبضاّ اخطأت فلا بد من العقاب الدنيوي وبانفسنا قبل الأخرين ,,
سؤال ,, متى نرى ولو جزء من عدل السماء يطبق ع الأرض ولأشباه الرجال
كم من زانى وخائن وخادع لا زال يستعرض ببطولاته وعنترياتهوامام الجميع وينام قرير العين ثم يقول أريد الحلال ويتزوج بافضل النساء وكأن شيئاّ لم يكن ,,؟؟
صابرين
صدق توبتهم وصدق أوبتهم إلى الله جل وعلا، فمن الماضي
والصدر الزاهر من عصر النبوة أذكر لكم قصة امرأة زنت على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلسعها حر المعصية، وآلمها حر
الكبيرة، وأقلقها حر الفاحشة.
فجاءت إلى رسول الله، وقالت: يا نبي الله! أصبت حداً فطهرني
عجباً لها ولشأنها ولأمرها، تعلم أنها جاءت وهي محصنة ،
حدها الرجم بالحجارة حتى الموت.
جاءت إلى رسول الله تقول: يا رسول الله! إنني حبلى من الزنا فطهرني
فانصرف عنها صلى الله عليه وسلم بوجهه يمنة ، فعادت إليه فالتفت يسرة،
فعادت إليه، حتى الرابعة، فقال: (اذهبي حتى تضعي هذا الذي في بطنك)
فذهبت فلما أن تمت حمله عادت إلى رسول الله، قالت:
يا رسول الله! أنا المرأة التي جئتك حبلى من الزنا فانصرفتَ عني
وقلتَ: (اذهبي حتى تضعي حملك) وها أنا وضعته وهذا هو بين يديك،
أقم حد الله علي، طهرني من ذنبٍ ارتكبته، ومن فحشٍ أجرمته
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اذهبي حتى ترضعيه حولين كاملين)
فذهبت به ترضعه حولين كاملين، وحرارة المعصية تلسع فؤادها،
وتحرق قلبها، وتقض مضجعها، وتقلق ضميرها.
فلما أن أتمت فصاله جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت: يا رسول الله! أنا المرأة التي جئتك حبلى من الزنا،
فقلت: (اذهبي حتى تضعي جنينك) فذهبت فوضعته، ثم جئتك
فقلت: (اذهبي حتى تكملي رضاعه) وقد أتممت رضاعه حولين
كاملين، وجاءت بالصبي وفي يده كسرة خبزٍ إشارة إلى أنه
استغنى بأكله عن ثديها.
لماذا؟ حتى لا يردها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم
بعد أن أمر واحداً من الصحابة بكفالة رضيعها.
فشدت عليها ثيابها رضي الله عنها، وجمعنا بها في دار كرامته
مع نبينا والصحب الراشدين والأبرار الصادقين، فشدت عليها
ثيابها، فرجمت، فأخذ أحد الصحابة حجراً رمى به على رأسها؛
فسالت دماؤها على ثوبه؛ فكأنه نال منها،
فقال صلى الله عليه وسلم:
(والله لقد تابت توبة لو قسمت على سبعين من أهل المدينة وسعتهم)
هذه قصة وحادثة، وحديثٌ ما كان يفترى من الصدر الأول،
دليلٌ على عمق التربية الإيمانية التي ربى النبي صلى الله عليه
وسلم الفرد والأسرة والمجتمع عليها .
صيغت في ابيات مبكية ..
.
.
.
جاءت إليه و نار الجوف تستعرُ
و دمعة العين لا تنفكّ تنهمرُ
جاءت إليه تجرّ الهمّ مخبتةً
كأنها أشعث أضنى به السفرُ
فراشها السهد ، و الأحزان كسوتها
و البؤس يعصر قلبا كاد ينفطرُ
جاءت إليه و موج الغمّ ملتطمٌ
والنفس لهفى ، وحبل السعد منبترُ
جاءت إلى الرحمة المسداة في لهفٍ
في ساحة ا لأمن.. لا ذلٌ ولا خطرُ
الحدُّ يُدرءُ . . و الأحكام عادلةٌ
والذنب مغتفرٌ ، و العرض مختفرُ
تقدمت و الضمير الحيُّ يشحذها
لجنّةٍ نحوها الأرواح تبتدرُ
واستجمعت تفضح الأسرار في أسفٍ
لعلّها في مقام العرض تستترُ
وهج الفضيحة أمرٌ يستهان به
فحرقة الجوف لا تبقي و لاتذرُ
فأقبلت و رسول الله في حِلَقٍ
من صحبه و فؤاد الدهر مفتخرُ
كأنه الشمسُ . . أو كالبدر مزدهرا
أستغفر الله.. ماذا الشمس و القمرُ؟!
فأفصحت – يالهول الخطب- وانفجرت
و طالما هدّها الإطراق و الفكرُ
قالت له : يا رسول الله معذرةً
ينوء ظهري بذنبٍ كيف يُغتفرُ!!
فجال عنها و أغضى عن مقالتها
و للتمعّر في تقطيبه أثرُ
واسترسلت يا أجلّ الخلق قاطبةً
يا أرحم الناس طُرّا: غرّني الغررُ
فجال عنها و أغضى عن مقالتها
رحمى..وللعفو في إعراضه صورُ
قالت وللصدق في إقرارها شجنٌ
والصمت يطبق والأحداث تُختصرُ
أصبت حدّاً فطهّر مهجةً فنيت
وشاهدي في الحشا، إن كُذب الخبرُ
دعني أجود بنفس لا قرار لها
فالنفس مذ ذاك لا تنفك يحتظرُ
حرارة الذنب في الوجدان لاعجةٌ
إني إلى الله جئت اليوم أعتذرُ
فقال عودي.. وكوني للجنين تُقى
فللجنين حقوقٌ مالها وزرُ
فاسترجعت وانثنت شعثاء شاردةً
فهل لها فوق نار الوزر مُصطبرُ؟!
ما أودعت سجن سجّانٍ و كافلها
تقوى الإله . . فلا سوطٌ و لا أَسرُ
تغصّ في كل ليل حالك قلقا
وعندها سامراها : الهمُّ و السهرُ!!
واغتالها غائل الإشفاق من سقرٍ
سبحان ربي. . وما أدراك ما سقرُ!!
لم تنتظر قرّة ً للعين أو سندا
و إنما هو حتف الروح تنتظرُ
لكل ميلاد أنثى فرحةٌ و رضا
و ما لميلادها سعدٌ و لا بِشَرُ!!
حتى إذا حان حينٌ و انقضى أجلٌ
و قد تقرح منها الخدّ والبصرُ
حلّ المخاض فهاجت كلّ هائجةٍ
مثل الأسير انتشى و القيدُ ينكسرُ
طوت عليه لفاف البين وانطلقت
فروحها للقاء الطهر تستعرُ
أمٌّ تغشّى حياض الموت مشفقةً
إذا اعترى المذنبين الأمن والخدرُ
و أقبلت .. يارسول الله : ذا أجلي
طال العناء و كسري ليس ينجبرُ
فقال قولة إشفاقٍ و مرحمةٍ
و القلب منكسرٌ ، و الدمع ينهمرُ
غذّي الوليد إلى سنّ الفطام فقد
جرت له بالحقوق الآيُ و السورُ
فاسترجعت ، ولها آهات محتسبٍ
بمهجةٍ غيّرت و جدانها الغِيَرُ
ومرّ عامٌ .. وفي إصرارها جلدٌ..
ومرّ عامٌ .. فلا ضعفٌ و لا خورُ
الله أكبر . . والأذكار سلوتها
والبرّ يشهدُ و الإخبات و السحرُ
حتى إذا ما انقضت أيام محنتها
تكاد لولا عرى الإيمان تنتحرُ
جاءت به ورغيف الخبز في يده
وليس يعلم ما الدنيا و ما القدرُ !!
وليس يدرك ما تفشيه لقمته
و الشمل عمّا قريبٍ سوف ينتثرُ
يلهو.. و لم تبلغ الأحداث مسمعه
جهلاً. . وعن مثله يُستكتم الخبرُ
قالت: فديت رسول الله ذا أجلي
قد ملّني الصبر،والعقبى لمن صبروا
فقال: من يكفل المولود من سعةٍ
أنا الرفيق له.. يا سعد من ظفروا!!
فاستله صاحب الأنصار في فرحٍ
وحاز أفضل فوزٍ حازه بشرُ
كأنما الروح من وجدانها انتسلت
يا للأمومة . . و الآهات تنفجرُ
وكفكفت دمعةً حرّى مودِّعةً
و للأسى صورةٌ من خلفها صورُ
حتى إذا ما انطوى عن ظهرها ألقٌ
واستسلمت لقضاء زفّه القدرُ
شدوّا عليها رداء الستر واحتُفرت
الله أكبر. . ماذا ضمّت الحفرُ
الحكم لله فردٍ لا شريك له
ما أنزل الله . . لا ما أحدث البشرُ
وفي الحدود نقاء النفس من لممٍ
وفي الحدود حياة الناس فاعتبروا..
وشذّرتها شظى الأحجار فالتجأت
وفي تألمها عتقٌ و مطّهرُ..
فالعين مسملةٌ .. و الخدّ منهشم
و الشعر في جندل الأحداث منتثرُ
لو أن للصخر قلبا لانشوى ألما
و قد ينوء بأثقال الأسى الحجرُ
أو أن للطفل عين والدماء سدى
ماذا عسى أن يقول الطفل يا بشرُ؟!
هناك والجسد الذاوي يفوح شذى
لم يبق إلاّ جمال الطهر والظفرُ
واستبشرت بعبير التوب واغتسلت
كما ينقي صلاد الصخرة المطر
وقال فيها رسول الخير قولته:
تابت و توبتها للناس معتبر
لو وزّعت بين أهل النخل قاطبةً
كانت لهم دون بأس الله مُدّثر
قام النبي وصفّ الصحب في أثرٍ
فيهم أبو بكرٍ الصدّيق و العمرُ
صلى وصلّوا وضجوا بالدعاء لها
و دعوة المصطفى للعبد مُدّخر
في ذمة الله يا من فاح مرقدها
عطرا، وطبتِ وطاب القبر و المدر
بيّنتِ حكما، و كنتِ للتقى مثلاً
وفاز بالصحبة الغراء مبتدر
سارت إلى جنة الفردوس فابتسمت
لها الربى و النعيم الخالد النَضِر
وجنّة الخلد تجلو كل بائسةٍ
يحلو إليها الضنى والجوع والسهر
إن غرّها طائف الشيطان في زمنٍ
فلم تزل بعدها تعلو و تنتصر
هناك قصة توبٍ تزدهي مثلا
للتائبين و فيها البرّ و العبر ..
في كل لفتة حزنٍ نور موعظةٍ
أليس في سيرة الأصحاب مُدّكر
و رب ذنبٍ دعا لله صاحبه
إن أخلص العزم أو إن صحّت الفطر
يا من يصرّ على الآثام في صلفٍ
و الموت خلف جدار الغيب مستتر
الله يفرح إن تاب المسيء ..ألا
قوموا إلى الله و استعفوه و ابتدروا
لا تأمن العمر والأيام راكضةٌ
وقد يجيء بما لم تحذر القدر!!
في الدهر زجرٌ وفي الأحداث موعظةٌ
فما لقلبي المعنّى ليس ينزجر؟!
كم غرّ إبليس والأهواءُ من نفرٍ!!
وأعظم الذنبِ أنّ الذنبَ يُحتقرُ..
رضي الله عنها وأرضاها فقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
( لقد تابت توبةً لو تابها أهل المدينة لقُبل منهم)
ثم أُمر بها فصلى عليها ودفنت ...
.
.
.
رحمها الله رحمة واسعة وغفرلها ذنبها