يامن تجلت الإنسانية بشخصك وخلقك الكريم..أيها الحكيم في حكمك وحياتك ، وفي ردات فعلك.. في حركاتك وسكناتك ، في حلك وترحالك ،أنت ملك تمتد شرعيتك لأكثر من تسعة قرون ونصف في زعامةٍ وإمارةٍ وشرافةٍ ومُلك ، لا تحتاج أن تُسوِّق نفسك في سوق الزعامات ، ولا تحتاج أن تؤكد على أرومتك الطيبة كل حين ، لا تستجدي الولاء ، ولا تستخف بالانتماء ،أنت ملك تعرف قيمتي وقيمة غيري من أبناء شعبك ، تسهر على راحتي وراحتهم ،أنت ملك ليس ككل الملوك ، متواضع حيث يتكبر الناس ، عالم حيث يجهل الكثيرون ماذا يجري حولهم ، قائد حين تصبح القيادة شحيحة ، تفيض حيوية وعزما ، تتدفق فكرا نيرا...يصل إلى أعماق القلوب دون استئذان ،أنت ملك كأبيك وأجدادك من الملوك الهاشميين ، لا تعرف الحقد ، ولا تتصيد الأخطاء ، لا تتعمد الإحراج ، فتحفظ ماء وجه غريمك ومنافسك وحتى عدوك ،أنت ملك تعرف قدر شعبك ، لا تأبه بغيرهم ، لا تحابي ولا تجامل في الحق ،أنت ملك تصر على الإصلاح قبل أن يبدأ الآخرون بالمطالبة به ، بدأ ربيع الأردن قبل أن يبدأ ربيع الأمة ، ثرت على التأطير الفكري وتقييده، تمردت على سياسة الاحتواء ، نأيت بالأردن عن سياسة الانحياز... إلا للحق.
لذلك أحببناك يا من ملأت الدنيا حكمة وسمعة عطرة وأضفت إلى سجل العظماء اسما يتردد صداه في شتى بقاع الأرض ... علما من أعلامها ... وقائدا فذا من قادتها...

لذلك سيدي معك وبك.. وجب علينا مواصلة درب الانجاز والعطاء جاعلين من كروم العنب... وسنابل القمح ... وأوراق الزيتون... وأزهار اللوز البيضاء التي تًّزين بها ربيع أردننا الغالي... وثمار الوطن وكل ما ينبت من بين حنايا حبات ترابك يا بلادي طيبا يفوح شذاه في أرجاء العالم ...وهانحن نتنسم عطره يرتد إلينا فواحا ومن كل ركن من عالمنا المترامي هذا... كلما ذكر اسمك سيدي ...لأزداد فخرا بك ومثلي أكثر من ستة ملايين من شعبك الوفي... يزدادون شموخا وفخرا أنك تاج على رؤوسنا ...وأردننا ازداد ألقا بحكمك ...وبحكم أبيك الحسين الباني... وبكل الهواشم أجدادك.
وواصلت المسيرة مليكي الذي أفتديه بمهجتي وحبة فؤادي لتكمل مسيرة ممن سبقك من الركب من أجدادك ...وامتطيتم أنت وكل الهاشميين الأبرار صهوة التاريخ وجبتم به الأرض فأرسيتم بذلك قواعد العمل والبناء والتطوير والارتقاء.
فمن عبد الله المؤسس إلى عبد الله المعزز كان النهج دوما واحدا والقلب واحدا والضمير واحدا وأياديكم البيضاء ناصعة..لمساتها حانية وبادية ...وصلت لكل محتاج وملهوف ومن تقطعت بهم السبل من أبناء شعبك وأبناء أمتك أينما وجدوا وأينما حلّوا وارتحلوا... ونبرة الصوت كما عهدناها تحرك مشاعرنا وتعزز انتماءنا وتزيدنا عزما ومثابرة ............
إنك لنا يا سيدي بمثابة هدية ونعمة أهداها لنا المولى وأنت بنظري ونظر كل أردني وأردنية..هبة الأردن ..ونعمة لأمتنا فبوجودك على سدة حكمنا صرت حامي لأمننا واستقرارنا وطمأنينتنا وملجأ آمن لكل أبناء أمتي ممن ضاقت عليهم بلادهم وقوّض لهم حكام بلادهم أمنهم وأفزع روعاتهم وهدد طمأنينتهم وحياتهم ... فما أنت يا مليكي أبا الحسين إلا وردة يانعة في شجرة آل البيت العامرة الباسقة ، قاماتهم تطاول السماء ، وعزهم تجاوز حدود الزمان والمكان ، وبعد نظرهم فجر طاقات الأمة وهاهم آل هاشم يسبقون الزمن في فكرهم لتبدأ جلالتك بالإصلاح قبل أن يفكر به الآخرون . فيكتفي الأردن شر الفتن والمهالك، بقيادتك الهاشمية الفذة، فوجودك سيدي على سدة حكم أردننا الغالي هو فخر لنا وسؤدد وحصن منيع لحماية وطني وطمأنينة أمتي...