من اجل الثالوث تهون الخطايا


ان يُختزل الوطن في دمعة شيخ عجوز فهذا ممكن أو في انّة أم فقدت إبنا واحتسبته شهيدا في جنان السماء فهذا يحصل ولكن ان يُرتجل الوطن في قرارت يلعب فيها المزاج وحالة صانع القرار النفسية وظرف آني أو جهل وعدم إلمام بكافة ابعاد القرار ومسبّباته والمعلومات الواجب معرفتها فهذا هو الدمار بعينه للوطن ودوما يُقال إذا اردت ان تنهي بلدا ما ضع رجلا غير مناسب في المكان الهام وهو مكان صانع القرار أو من يُملي على صانع القرار وعندها تكون القرارات في غير صالح الادارة الصحيحة لموارد البلد البشريّة والماديّة والسياسيّة وتنتهي تلك الموارد شيئا فشيئا ونتخبّط في مواقف مع الدول المختلفة حتّى تنتهي الامور الى خراب البلد والعياذ بالله .
وقد اثار في نفسي يوم الاثنين زيارة جلالة الملك لمستشفى الجامعة الاردنيّة الذي تبلغ مديونيّته على الحكومة ثمانية وعشرون مليون دينار فهل ان الحكومة الحاليّة والحكومات التي سبقتها لم تكن تدرك الدور الهام الذي يقوم به المستشفى من رعاية صحيّة للمواطنين ودور تعليمي وتدريبي لأطباء المستقبل وهل كان يجب اغلاق بعض الاقسام والمرافق والاجهزة ويعلوا صياح المرضى والمواطنين لتدرك الحكومة الاثار السيئة التي وضعت المستشفى فيه حتّى يهبّ قائد البلاد لزيارة المستشفى تحت زغاريد النشميات والهتاف بحياة جلالته حيث اوعز لمدير المشفى ووزير الصحّة لحل الاشكاليّة وعودة كافة الاجهزة والمرافق للعمل وخدمة المرضى .
إنّ هذه الحالة أصبحت متكررة واصبح الوزير مرتاحا لأنه مطمئنّا بأن المشكلة عندما تتفاقم فلا بدّ ان تصل لمسامع جلالته ويأمر بحلّها .
صحيح ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال " والله لو عثرت شاة بأرض العراق، لخفت أن يسألني الله، لمّ لمْ تسو لها الطريق يا عمر" وهذا دليل شعور المسؤول بالعبأ الملقى على عاتقه امام الله وامام شعبه ولكن الآن هناك حكومات يجب ان تسيّر امور العباد بالعدل والمساواة وتعمل على تلبية احتياجاتهم وإن قصّرت يجب ان تُحاسب لا ان يُغطّى على تقصيرها وإذن الوزراء لماذا يأخذون الرواتب العالية جدّاوالامتيازات الفوقيّة والجاه هل فقط من اجل البروزة والتبختر والتقاعد والمباهاة بلقب معالي ودولة مدى الحياة وجواز احمر وابواب رزق واسعة بعد ان يُكمل العدّة من خروجه من الوزارة.
أما آن لكبارنا المتنفّذون أن يعلموا اننا لسنا بحاجة الى وزراء وانما نحن بحاجة الى حرّاثين زنودهم قويّة وصدورهم واسعة وقلوبهم حنونة تُشبعهم لقمة العيش وحبة البندورة وبسمة طفل ودعوة عجوز له بطول العمر .
حرّاثين يتنافسون بتعبهم لا بترحالهم وحفلاتهم ويتباهون بخدماتهم لا بممتلكاتهم وعقاراتهم ويتمنّون رضى الله والشعب والملك عليهم وليس رضى الغير عليهم اولئك هم الذين يحفرون بالصخر ليتركوا بصمات لهم في بناء الوطن ويذكرهم التاريخ وتُمجدّهم الاجيال .
أمّا مسؤولين اليوم وخاصّة كثير من الوزراء والنوّاب ومن كان في درجاتهم فهم مجبولون من طينة مختلفة فطموحهم الكرسي وامنيتهم المال ومحط آمالهم الجاه ومن اجل ذلك الثالوث تهون كل الخطايا والآثام.
وهل المسيرة يُمكن لها ان تستمر بهؤلاء القباطن وإلى اين سترسو بنا السفينة هل الى بر الآمان ام اننا سنبقى ننظر الى الشراع ما دام مرفوعا فنحن بخير ولكن ذلك الشراع اخشى ان يختفي مرّة واحدة وبعدها لا ينفع الندم لا سمح الله .
قبطان ماهر واحد يكفي ان يوجّه الدفة اذا كان معه فريق منتمي ومخلص يؤثر مصلحة الوطن على مصالحه الشخصيّة ويكفي ذاك القبطان ان يتبع ما يرد في كتب التكليف السامي فهي البوصلة التي تهديه الى البر دون خوف ولا ارتباك .
ذلك القبطان هو الحرّاث الذي نريد وذلك الفريق هم الحرّاثين الذين تبقى عيونهم مفتوحة وعقولهم متفتّحة وزنودهم متسلّحة بالايمان والقوّة والعدل ولا يأخذهم في الله لومة لائم وثالوثهم هو الله الوطن المواطن .


من مواعظ سيدنا عيسى عليه السلام :

يا عبيد الدنيا تنكسون رؤوسكم ولا تنزعون الغلَّ من قلوبكم

يا عبيد الدنيا مثلكم مثل القبور المشيدة يعجب الناظر ظهرها

وداخلها عظام الموتى ، مملوءة خطايا . .

أحمد محمود سعيد
دبي – 28/2/ 2012



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات