حذار من تسفيه دور الاجهزة المخابراتية والامنية


من أهم مبادئ " بعض " الحركات الإصلاحية هو تحييد دور الأجهزة الأمنية لإثارتها وإسقاطها وتشويه سمعتها ودورها، وربط دورها بالاستخدام المفرط للقوة، لإكساب الحركات الشرعية محليا والتعاطف دوليا. كمقدمة لإسقاط الدولة وإعادة تشكيلها وفق ما أطلق عليه الربيع العربي.
فإسقاط الأجهزة الأمنية أمرا حتميا لإنجاح أي ثورة، وهذا لا يكون إلا من خلال اشتباك الأجهزة مع الحركات السلمية.الاسلوب هذا، مبني على أفكار مدرسة " أتبور " – تعني المقاومة - الصربية أبان فترة حكم (سلوبودان ميلوزوفيتش) 1998م .
محليا: بدأت الحركات الإصلاحية اعتماد أسلوب " الاتبوري " من خلال رفع سقف الشعارات، وجر الامن إلى نتاج الفوضى والمشاركة فيها، للإنتقال من أساليب الإعتصام والتظاهر السلمي إلى أساليب الإعتصام المفتوح، ومن ثم العصيان المدني وتشكيل أحزاب جديدة إسلامية ووطنية وقومية وحتى صهيونية، لهو أمراً صار يطرح في الشارع الأردني خلال الآونة الأخيرة، وبقوة.
هذا الإستخدام إما ناتج عن جهل، أو عن علم آيدلوجي مدروس ممنهج، يحمل في قلبه خطرا حقيقيا، جزء منه مرتبط بأجندات ذات إمتداد خارجي، عربيا و إقليميا و دوليا، لا علاقة لها بالاردن اللهم إلا باعتباره مكانا لتطبيق أفكارهم.
إن انتشار الحركات المطالبة بالإصلاح، وزيادة جرعات الإثارة المجتمعيه، ورفع سقف الشعارات، والإنتقال من مرحلة التظاهر الشعبي إلى الحزبي السياسي، كل هذه الأمور وجدت لتوفير مضلة للصدام مع الأجهزة الأمنية، كمقدمة للصدام مع النظام بغية الإجهاز عليه.
ملامح المرحلة خطرة جدا، تدعوا إلى الخوف، خصوصا بعدما تم فتح ملفات فساد متورط بها بعض قادة الأجهزة الأمنية، التي شكلت بمثابة حجة قوية للحركات الإصلاحية، وزادت من صدقيتها.
الحقيقة تجعلنا نقر بوجد فساد في الأجهزة الأمنية، لكن هذا لا يعني بالضرورة فساد الأجهزة بعمومها، سواء اختلفنا معها أم اتفقنا.
إن اعتبار الأجهزة الأمينة بمثابة عدو للحركات المطالبة بالإصلاح يعني إنهاء دورها الحمائي للدولة، هذا سيقود إلى إسقاطها، وفتح الدولة لكل من هب ودب، لنشر الفوضى والكراهية والحقد بما يخدم مصالحه.
لا يستطيع أي عاقل إنكار وجود أخطاء في الأجهزة الأمنية، لكن هذه الأخطاء لا يمكن علاجها بأخطاء أكبر وأشد خطورة منها.
اللحظة الراهنة جد خطيرة وتحتاج إلى تكاتف الجميع، خصوصا وأن ثمة عدو متحفز إسرائيلي، لم يتخلى عن مشاريعه.
نعم، نستطيع المطالبة بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين وإسترداد أموال الدولة ومواردها، لكن دون اللجوء إلى ضرب أمن الدولة واستقراراها، ودون اللجوء إلى إتهام أجهزتنا الأمنية وإسقاط دورها، لأننا في هذه الحاله نتشابه مع الفاسدين، ولا نختلف عنهم حتى وإن إختلفت الطرق والأساليب.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com



تعليقات القراء

ابو كريم العتوم
أبدعت استاذ خالد كلامك بالصميم ولا أحد يستطيع أن يشكك بوطنيتك وإخلاصك للبلد ، وقد أطلقت سهامك وأصابت قلب الهدف ، وأرجو أن تصل رسالتك إلى العامة الذين يجرون وراء هتافات زائفة ظاهرا صالح وباطنها باطل ، حماك الله وأكثر من أمثالك من الشباب الوطني الواعي والغيور على أهله ووطنه
26-02-2012 02:01 AM
د.ابراهيم الريموني
كلام منطقي وسليم بكل حذافيره ويعبر عن موقف كل وطني وأردني شريف ولا يقبل بالتجزئه بابعاد الشريان الرئيسي لدولتنا عن دوره الرئيسي فيها.
26-02-2012 02:42 AM
اصبت كبد الحقيقه يا عياصره. الحذر من العابثين.
الله بالخير يا اجاويد. سمو باسم الله وصلو على النبي.
في مدينة عمان وحدها يوجد 1560 جامع. اللهم زد وبارك.
لو كل الناس يلي بصلو في الجوامع يطلعو مضاهرات في ايام الجمع رايه يكون عندنا في عمان وحدها 1560 مسيره سموها كما تريدون ويحلو لكم.

الم ترو معي انها اصبحت في منتهى البذائه استغلال المصلون في ايام الجمع لتعملو منهم طوابير تسير في الشوارع معضمهم لا يعلم ما يدور في خاطر القائمون واهدافهم الغير معلنه في الزعيق والخطب عليها ؟.

الم يكفي كل يوم جمعه اعلن الحي الفلاني والجبل الفلاني ومن الجامع الفلاني ؟.
والله ارهقتم الناس وقتلتم التجاره والسياحه في اردن الصمود. وفي اردن الوحده
وفي اردن الهاشميون.
والله ليعجز القلم والفكر ليأتي للتعبير لما يجول في خاطري من الحزن والاسى .

اصبت كبد الحقيقه يا عياصره. الحذر من العابثين.
26-02-2012 06:23 AM
انتا
(وأن ثمة عدو متحفز إسرائيلي، )!!!!!!!!!

انتا متأكد؟؟

من اللي بتقوله(بتفخيم اللام عدة مرات)
27-02-2012 09:30 AM
صقر1
لقد اسمعت لو ناديت حيا.... كلامك صحيح ..بس بده مين يفهم معناه..لولا الاجهزه الامنية كان زمان رحنا بشربة ميه ..بس ربك بستر..
28-02-2012 04:05 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات