ايها المعلمون، ايها المربون : اعتصمتم لابل اضربتم عن العمل وعن واجبكم المقدس وتركتم فلذات الاكباد وحوالي ثلث سكان الوطن في البيوت او الشوارع وعطلتم مسيرة العلم والتعليم ، وقتلتم تلك الفرحة الغامرة على وجوه طلبتنا الذين استعدوا وذويهم طيلة ايام خلت للفصل الدراسي الثاني وكلهم شوق لمدارسهم وصفوفهم ينتظرون بفارغ الصبر يوم الاثنين 6/2/2012 للعودة للدوام ، ولكنكم ذبحتم افراحهم وخيبتم امالهم واحلامهم، واعتديتم على حقهم المشروع في التعلم والتعليم.
ماذنب الاردن ومواطنيه وابنائه في تعطيل المسيرة المباركه ، مالذي يجري ، فمن ازمه الى ازمه واصبح شغلكم الشاغل هو الاعتصام والاضراب والاضرار، فما تنفس الوطن الصعداء من ازمة المراقبة والتصحيح لامتحان الثانوية العامة حتى ادخلتم البلد في ازمة الدوام، وضربتم عرض الحائط بكل مباديء الانتماء والولاء للمهنة والوطن.
هل ارتحتم الان ونفذتم مافي روؤسكم ، هل خربتموها وجلستم على تلها؟ وهل تتحملون مسؤلية وتبعات ذلك؟وهل ضمائركم مرتاحة لما جرى وما سيجري؟ وهل انتم مدركون لخطورة وحساسية تصرفاتكم؟
اين عهدكم وولائكم لرسالة الانبياء التي تحملون؟ اين النخوة الاردنية الشماء ؟ ام غابت عنا جميعا؟لقد قلت في مقالة سابقة : اليس من رجل رشيد؟ اليس من يقف ويحاسب نفسه وكما يقول المثل الشعبي \"يقيس قبل لايغيص\"؟، وهل الوطن بقرة حلوب تريدون ان تمصوا دماءها قبل حليبها ولاتتركون فيها بقية باقية لتعيش بكرامة ولاتتلوى من الالم والجراح؟الاتصدقون ان خزائن الوطن لاتلبي مطالبكم ، فقد افرغها الفاسدون والمفسدون الذين يتحصنون خلف اعتصامكم واضرابكم، وبدل ان تلفت الانظار لمحاسبتهم ، هاأنتم تقدمون لهم فرصة ذهبية للتملص والهروب من المحاسبة واخذ الجزاء العادل الذي يستحقون.
ماذا ابقيتم لكل قطاعات وموظفي المؤسسات العامة الذين ما ضغطوا على الجرح كما انتم، اليس من حق الوطن علينا جميعا ان نعطيه حقوقه كما نطلب حقوقنا ، اتقوا الله في البلد وفي ابنائه ومواطنيه ولاتكونوا شعلة فتنة لاقدر الله تحتاج لالف حكيم وحكيم لاطفائها ومعالجة تبعاتها.
ربنا احفظ على بلدنا وشعبنا ومليكنا امنه وادفع عنه كيد المعتدين وشرور الحاقدين.