نعيش في هذه ذكرى عطرة أحببت أن أضع بصمة، وأتمنى أن يضع هذه البصمة كل مَسْؤول في القطاع العام أو الخاص هذه البصمة حتى يكون له بيت في جنة عرضها السماوات والأرض .
ماذا يفعل المَسْؤول ؟
على كل مسؤول في القطاع العام أو الخاص أن يقوم بعمل بسيط وهو: أن يسعى لبناء مسجد في دائرته سواء بدعم من الدائرة التي يتولى قيادتها أو بجلب متبرع أو بإصدار قرار لمن هم دونه باتخاذ هذا الإجراء. إن الخير في امة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة ؛ فان انعدم ذلك فعليه أن يسعى إلى تفريغ غرفة ملائمة في كل طابق أو في كل مبنى فإن الله يعطيه مثل أجر كل من صلى فيها على أن يكون عمله هذا بعيداً عن الرياء، وبالتجربة ثبت أنها متنفس تزيد الإنتاج في هذه الدائرة.
ما هو الدليل على ذلك؟
1. وفي الحديث الذي صححه البعض العلماء وصحح إسناده غيرهم قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ لِبَيْضِهَا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ". وهوالموضع الذي تضع فيه القطا بيضها عشها (وهو طائر طوله حوالي 30 سم) وهو كحجم الحمامة تقريباً.
2. فمن بنى مسجد صغيراً أو كبيراً له بيت في الجنة،و في الحديث الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيمن يبني ابتغاء وجه الله قال « من بنى مسجدا لله بنى الله له فى الجنة مثله ».
3. لقد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببناء المساجد حتى في الدور وحث أن تنظف وتطيب وفي الحديث الذي صححه العلماء عن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أَمَرَ بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ". وأما إن أمكن الاستقلال ببناء المسجد فهو أولى وأفضل.
4. والدال على الخير كفاعله ؛ وفي الحديث الصحيح قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا" وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ".
5. قال تعالى:" فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ".[النور/36] وقال تعالى:" إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ" [التوبة/18]
ما هو الواقع المؤلم؟
لا يكترث المسؤول ببناء مسجد وان أقيم مصلى في دائرة جعله في بيت الدرج للدائرة أو سجادة في الممر أو مع التوليت وربما في منطقة ذات رائحة سيئة أو أو ..... ولا حول ولا قوة إلا بالله، الى الله نشكو هذا المسؤول الذي مكتبه يتسع لكذا وكذا ....ولا تتسع دائرته لبيت الله أو حتى مصلى في كل طابق.
فكل مسؤول يستطيع بناء بيت وربما بيوت في الجنة بعمل بسيط وربما بِجرَّت قلم ، ولا أنسى أجور من يصلون في هذا المسجد فهي في ميزان حسناته، وحتى بعد تقاعده وموته فهي تنزل إلى قبرة بعد موته فهذا أفضل استثمار لكل مسؤول مسلم ؛ فاترك يا مدير الدائرة بعد خروجك من منصبك باباً للحسنات لا يغلق، فضع بصمتك في دائرتك واجعل البداية هذه الذكرى العطرة.