عام مضى


وعام يولد بالردى
عام 2011 يتسلل هاربا فارّا من غضبة البشر على ظهر البسيطة بسبب ماسببه للكثيرين من ويلات ومصائب أدّت إلى فقدانهم لأحبّائهم ومقدّراتهم وممتلكاتهم بل وسلبت البسمة من على شفاه الاطفال والعجائز والامهات المكلومات والصبايا المغتصبات وغيرهم كثير .
يهرب ذلك العام القاتم اللون تحت صخب الالعاب الناريّة إحتفالا بالعام 2012 الذي يأتي سريعا مع انّه يولد من حال الردى الذي يلفّ العالم اجمع وحال العام الجديد يبدأ بمخاضات تهزّه فهو ورث الازمة الماليّه العالميّة ممن خلفه والأعوام السابقة له وكذلك يحمل على كتفيه ربيعا عربيّا مثقلا بالدماء والشهداء والجرحى والمفقودين فهل يستطيع ان يُنهي هذا الملف ام سيورّث ذلك لسلفه .
وما زال تسونامي اليابان الذي خلّف اكثر من 16000 قتيل و3600 مفقود وشرّد سبعة الاف وخمسمائة شخص وبحاجة إلى 49 مليار دولار امريكي لإعادة إعمار اليابان وكانت خسائرالكوارث الطبيعيّة في العالم هذا العام كلّفت 310 مليار دولار امريكي .وكانت درجة حرارة الكون هذا العام هي عاشر اعلى درجة حرارة مسجّلة .
وشهد العام المنقضي مقتل زعيم القاعدة الشيخ اسامة بن لادن الذي قهر دولا عظمى لسنوات عديدة ولم تستطع امريكا قتله إلاّ بتعاون مع اخرين في باكستان .
بدأ هذا العام بموت محمّد البوعزيزي متأثرا بحروقه التي اشعلت ثورات التصحيح العربيّة والذي أُختير كأهمّ شخصيّة هذا العام .
كذلك شهد مقتل القذافي الذي حكم الليبيين إثنين واربعين عاما بالنار والحديد ورحل زين العابدين بعد سنوات من حكم التونسيين وكذلك تنحّى الطيار حسني مبارك بعد ان حكم المصريين ثلاثين عاما وكاد ان يورّث ابنائه من بعده وعلى الطريق علي عبدالله صالح بعد حكم اليمنيين اكثر من ثلاثين عاما ويُجابد الان بشّار الاسد الذي خلف والده في الحكم البعثي لسوريا وما زال الدم ينزف في اليمن وسوريا كذلك انتهى هذا العام بموت الامير سلطان بن عبد العزيز الذي شغل منصب ولي العهد السعودي رحمه الله كذلك توفّي مؤسس آبل ماكنتوش ستيف جويز .
هذا على الصعيد السياسي والكوارث الطبيعية امّا على الصعيد المجتمعي والاخلاقي فقد غابت القيم الاخلاقيّة والمبادئ العربيّة الاسلاميّة كالنخوة واختلطت مفاهيم الشرف والأمانه بالإنحلال والفساد والخيانة وعدم الوفاء بل والغدر والتفكك الاسري والتسابق على الافلام والاغاني الساقطة والتعرّي والتباهي بالفن المتردّي .
وأما عن ظاهرة الفساد فقد سرت في الدول خاصّة العالم الثالث سريان النار في الهشيم حتّى بات هؤلاء االفاسدين هم اصحاب القرار والحل والعقد في تلك الدول والمجتمعات وبذلك ساد الظلم وغابت العدالة وشاعت الضبابيّة وغابت الشفافيّة واستقرّت الخيانة بعد ان شدّت الأمانة رحالها عن تلك المجتمعات وبات الفساد سمة كبار الموظّفين والمسؤولين وباتوا آمنين من أي مُسائلة أو عقاب .
عام كرّس ضياع البوصلة وشرود الذهن وتعب الأنفس وغياب الضمائر فأصبحت الغالبيّة في توهان لا تدري ما هو الصواب من الخطأ ولا تدري ما هي سقف الحريّات المسموحة ولا تفهم معنى الفقر في ظلّ توافر الخيرات والموارد ولا تقتنع بالفوارق الطبقيّة كما هو واقع الحال .
وقد استعرضتُ فيما سبق عن بعض مآسي هذا العام المغادر بلا أسف عليه علما بأنه حدث على الجانب الايجابي ومهما كان قليل الاضائة وقد يكون متمثّلا بالتقدم الهائل في التكنولوجيا وعالم الفضاء وعالم الأسلحة وعالم الإختراعات والتقدّم في حقول الطب والعلاج والإختبارات المختلفة وفي ميادين الكيمياء والفيزياءوالجيولوجيا والبيولوجي .
وحيث ان هذه السنين هي ازمان من الله لخلقه حتى يرث الارض وما عليها فلا نقول إلاّ مرحبا بأيام الله وهدى الله الناس ليتعاملوا مع هذه الايام والآء الله بالصلاح وبخوف من الله وخشوع له جلّ جلاله.
(وتلك الايام نداولها بين الناس لعلهم يتفكرون )صدق الله العظيم



تعليقات القراء

هذلول
1.(عام 2011 يتسلل هاربا فارّا )السنين و الايام مقياس للوقت وهي لاتولي هاربه\مدبره او فاره وانما من يفعل ذلك هم البشر او الدواب.
2.(والتسابق على الافلام والاغاني الساقطة والتعرّي .....)انها ضريبه الحضاره, و لم تمنع الغرب من التقدم و الصناعه و غزو الفضاء.
مع احترامي و تقديري
02-01-2012 10:11 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات