مجرد رأي بمفهوم التنمية السياسية


يعد مفهوم التنمية السياسية من المواضيع الحديثة نسبياً ، برز استخدامه في عقد الخمسينيات والستينيات ، واقترن بدول العالم الثالث وبتطوير نظمها السياسية حيث ظهر موضوع التنمية السياسية كفرع حديث من علم السياسة يهتم بدراسة العلاقة بين المجتمع والنظام السياسي ، ورافق تطور هذا المفهوم العديد من المصطلحات السياسية في العالم ، تلتقي في الكثير من جوانبها بالتنمية السياسية ، مثل الإصلاح والتحديث السياسي والتحول الديمقراطي ، والتعددية وغير ذلك من المصطلحات المتداخلة في معانيها .

وهنا يرتكز تعريف التنمية السياسية على أن تتضمن التنمية تحديث للبنى الأساسية للدولة والمجتمع، وتشتمل على الإصلاح والتطوير في جانبين متساويين هما المؤسسات الحكومية والمجتمع بحد ذاته بما يفضي إلى تعزيز الاستقرار العام والسلم الاجتماعي وذلك عن طريق تطوير القوانين الناظمة
للشؤون العامة، و تحفيز المشاركة الشعبية، وإعادة تنظيم الهياكل المؤسسية العامة، والانتقال بمفاهيم التكيف والولاء والانتماء والمشاركة من مراحلها النظرية، إلى حيز التطبيق الذي ينظم العلاقة بين الأفراد والجماعات، وبين السلطات الحاكمة.

لذالك ينبغي أن تهتم التنمية السياسية بإشباع الحاجات الإنسانية لعموم لناس وإشراكه بشكل فعال في اتخاذ القرارات المؤثرة في حياتهم , فبذالك تكون التنمية مستمرة ومتواصلة , وتوفر للمجتمع فرص إعادة البناء وهذا لا يتحقق إلا من خلال تغيرات جوهرية في الهياكل الاقتصادية , والاجتماعية , والثقافية والسياسية للمجتمع .
وهنا لابد من البحث عن الأسس والمقومات التي تشرع العمل السياسي والتنشئة السياسية وصقلها و إدراجها للمجتمع لكي يحظى الجميع من الانخراط السياسي وإنجاح التنمية السياسية عبر الآليات المتبعة للتنمية السياسية مثل* إيجاد كيفية نقل الثقافة السياسية للمجتمع من جيل إلى جيل ( التنشئة السياسية) عبر التطوير والصياغة لتعميق القيم والتوجهات السياسية لتعزيز القدرات .

*الاتصال السياسي حيث يؤدي دورا هاما في عملية التنشئة السياسية والثقافية السياسية ممّا يؤثر تأثيرا بالغا في ممارسة حرية الرأي و التعبير، ويتيح فرصه للقائمين على التنمية السياسية للتعريف بالبرامج والخطط المتسلسلة والغير منقطعة ، وهذا ما يؤدي إلى إمكانية طرح بدائل, وإيجاد تعددية سياسية وفكرية ضمن الثوابت القائمة عليها ، قيام أحزاب وطنية قوية ، لديها القدرة على العمل في بيئة ملائمة بعيدا عن التحزب الأعمى، واحتكار الوطنية ومشاركة المواطنين
في صنع القرارات ديمقراطيا من خلال المؤسسات الدستورية.
وتفعيل دور المجتمع المدني بمجموعاته ومنظماته النقابية والحقوقية والإنسانية .
ومن ثم نخرج بتنمية سياسية ذات منظومة ونموذج مخطط له بخطة طويلة لكي نرتقي سويتا مجتمعين بمفهوم خاص لتعريف التنمية السياسية ذات طابع يليق بنا حتى ننهض سياسيا ونصبح قادرين على تنمية أنفسنا سياسيا لنمضي عبر طريق طويل دون التعثر والتخبط بأبسط الظروف المحيطة بنا .



تعليقات القراء

فخري من الطفيلة
اشكر الاخ الاستاذ هيثم على رايه الشبابي والمهم في هذه اللحظات .
لقد اصبت وانتقاء رائع لمثل هذه المواضيع التي تهم شباب البلد . اتمنى لك مزيد من التقدم والازدهار .
02-11-2011 12:12 AM
يحيى بريزات
رائع هيثم
02-11-2011 12:20 PM
الرفوع - الطفيلة
اشكرك اخي وصديقي هيثم على هذا المقال الرائع واهميته في هذه الفترة .
امنى لك المزيد من التقدم في الاعلام .
07-11-2011 08:15 PM
هديل من جرش
مقال مميز واختيار موفق للكاتب نعم هذا التحليل الصحيح وهذا هو المطلوب للنهض ونتثقف ساسيا .
08-11-2011 03:08 AM
مؤازر لكاتب المقال
اشكر الكاتب على هذا المقال الرائع .
لكن اتمنى انو ما تزعل منو وزارة التنميه السياسيه .
08-11-2011 03:22 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات