عسكر الأمس نجوم تتهاوى


حالة من الإحباط واليأس والعتب مشوبةُ أحيانا بالنقمة تجيش في صدور ونفوس المتقاعدين العسكريين الذين قدموا للوطن زهرة شبابهم وخدموا خدمة قاسية لم يخدمها أي من خدم هذا البلد الطيب ، لقد كانوا يتنقلون من ثغرة إلى أخرى في إرجاء الوطن لحمايته والذود عنه يدرؤون الخطر بصد ورهم ، وسالت دماءهم فامتزجت مع تراب هذا الوطن ،ومنهم من قدم روحه أضحية للوطن وللإحياء الذين يتمتعون ألآن بخيراته، ومنهم من أصيب بجراح أثخنته وإعاقته من الاستمرار في الحياة بطريقة سويه ، أماالقسم الأخر مجروح مكلوم من شظف العيش ..... إن الظلال الامنه والاستقرار الذي يتفيأه أبناء هذا البلد كان نتيجة لما قدم عسكر الأمس الذين بدت نجومهم تتهاوى بعدما كانت تتلأ لأ بالعزة والأنفة والكبرياء . إن الانحدار في مستوى المعيشة والعوز والحاجة وعدم كفاية الرواتب التقاعدية أدى بهؤلاء أن يكونوا غريبين في وطنهم الذي حرثوه من شماله إلى جنوبه ومن نهره وأرضة المقدسة إلى فيا في صحراءه. لقد نفر قسم منهم إلى خارج الوطن وارتضوا حالة المهانة والذل لكي يوفروا عيشاً كريماً لأبناءهم وقبلوا بما لم يفكروا في يوم من الأيام بقبوله . لقد اصبح اللواء أو العميد قابلاً بأقل القليل وعرض نفسه برتبة متد نيه في دول الخليج أو ذهبوا لأقاصي الدنيا وعمل سائقاً لسيارة أجره أو عارضاً لباقة ورد أو عاملاً في محطة محروقات أو متجر كل ذلك بسبب ضغط المعيشة وعدم كفاية الراتب التقاعدي ..... لا نلوم هؤلاء فلكل ظرف والجوع كافر ... لقد تزوج المتقاعدون العسكريون الفقر على كبر ،وقبلوا بمقولة الفرنسية التي ردت على الإمام علي وقالت لو أن الفقر رجلاً لتزوجته ، لقد تزوجوا الفقروهم ليسوا أهلاً له وبدل أن يعيش من هو في رتبة جنرال معززاً مكرماً في بلده يرتاح في نهاية المشوار أصبح يتمنى أن يكون كخيل الانجليز .... لقد طالب المتقاعدون العسكريون في اجتماعات متعددة رد مظلمتهم ووصل صوتهم إلى أصحاب القرار وناشدوا كافة المسؤولين لتصحيح أوضاعهم وأن يكون العدل والمساواة ديدن الحكومة وأن يتساوى الراتب التقاعدي للمتساويين أصلا وهذا من ابسط الحقوق في دولة ديمقراطية ترعى حقوق الإنسان وتنادي بالرفاة لابناءها ... أنا لا اعرف ولم أسمع في أي دولة من الدول أن يتقاضى عميد مثلاً راتباً تقاعدياً ثلاثة إضعاف عميد أخر خدم نفس المدة أو أكثر بقليل .... لقد كنت أرى الحسد والألم يعتصر القلوب في كل الاجتماعات التي عقدت للمتقاعدين وتذكرت قول الشاعر .

ناقة أش كثر للناس درت ثداياي وتاليها للقصاب ودتني رجـــــــــــــــــلاي

أنا ماهمي القصاب إللي قطع جلاي أنا همي الصديق إللي قال عير لي من هاي

نعم لقد أهملت كل المناشدات بتصحيح الأوضاع وبقاء الامل ما زال يلوح بالافق وخاصة بعد اللقاء الاخير للمتقاعدين في الديوان الملكي والذي لا يخرج عن المطالبة بتحقيق العدالة النسبية في الرواتب بين مختلف الرتب ، ينظر المتقاعدون الى حكومة صاحب الجلالة أن تنظر بعين العطف الى المناشدة المشروعة لثلة من ابناء الوطن أعتقد وليس كل الاعتقاد صحيح بانه يمكن ان ينطبق عليهم قول الحق " والسابقون السابقون اولئك المقربون..." وعطفا على الاعتقاد السابق اعتقد ان حكومة جلالة الملك ستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لا يرتجى ان تمس الحقوق المكتسبة والمشروعة للعاملين او المتقاعدين حديثا أو من يتبوأ مواقع المسؤولية الآن والذين يمطرون زملاءهم بوابل من النكران للجميل الذي بنوه بسواعدهم للمحافظة على الوطن ونظامه .



تعليقات القراء

سامي مهيار
أخي زيد..لا فض فوك لفد أجدت الوصف..نعم فان أوضاع المتقاعدين مؤلمة وأحوالهم محزنة ولكننا استبشرنا خيرا عندما تشرفت ثلة من المتقاعدين بمقابلة جلالة الملك حفظه الله ورعاه وبثوا أمام جلالته همومهم وأوجاعهم بكل صراحة وقد أوعز جلالته باجراءات فورية لتحسين أوضاعهم المعيشية الصعبة ونحن نعول خيرا على هذااللقاء الهام جدا مع جلالته الذي جاء بعد أن سدت كل السبل أمام المتقاعدين فاستقبلهم رفيق السلاح وهو خير من يقدر همومهم..حفظ الله جلالةالملك وحمى الله الوطن.
27-10-2011 08:14 AM
عقله
مالك يا زلمه كل الناس حاطه صورها الا انتا

حاطلي قلم
27-10-2011 08:58 AM
عقيد متقاعد
كلام جميل وفي مكانه وزمانه
نرجو من الاخوة المتقاعدين الذين تشرفوا بلقاء القائد الاعلى ان يبينوا لنا ماذا تم في هذا الاجتماع لأن كل ما قرأناه ما هو الا كلام جرايد (الكترونية)
مع خالص الشكر والتقدير
والله الموفق
27-10-2011 01:06 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات