احذروا حوار الحكومة مع الإسلاميين!!


الحوار مع الإسلاميين من حيث المبدأ فرصة حكومية يمكن استغلالها على أعلى المستويات وبأقصى الدرجات شريطة أن يكتنف الوضوح جميع مراحل الحوار من الألف إلى الياء أو بلغة الإسلاميين الجديدة في الحوار( from A TO Z)، وغاية العبارة هنا واضحة وجلية ولا تخفى على أحد وخصوصا بعد فضيحة العشاء الدبلوماسي الأمريكي مع صقور الإخوان المسلمين الذي جرى على سبيل الصدفة على حد زعم أبطال الرواية من الجانبين ولو أن عهد الكرامات قد انقطع و ولى ولكننا سندخرها في ذاكرة الشارع الأردني التي لم تكن في يوم من الأيام مثقوبة وتتقن فن حفظ إساءة المسيء ليعظ نواجذه ندما فيما بعد...
الإسلاميون ليسوا القوة الوحيدة السياسية في الشارع الأردني وليست دينامو الحراك الشعبي والإصلاحي كما يزعم الإسلاميون والإسلامويون، فقد أصبح المشهد واضحا جدا للعيان والرؤية جلية جلاء يخطف الأبصار بأن القوى الوطنية والحزبية والشبابية والشعبية باتت قوى شاملة الحراك في شوارعنا وردهاتنا السياسية ولا يمكن لأي غافل أو غر متحذلق في السياسة أن ينسب كل هذا الزخم المطالب بالإصلاح للإسلاميين وحدهم دون غيرهم مع أنهم أصبحوا يتقنون فن ركوب أمواج النجاح الإصلاحي الشعبي بعد دورات خاصة فيما يبدو على شواطئ هاواي رائعة الجمال لا بل والمكر والدهاء أيضا.
فمثلا الحركة الإسلامية ما تزال تعارض أهم أركان الإصلاح الاقتصادي من خصخصة وإعادة الهيكلة ورفع الدعم وغيرها من سياسات، وهذا الكلام غير منطقي أو واقعي على الأقل لعدم وجود بدائل منظورة أو قريبة الأفق والتطبيق، مع مراعاة أن خطاب الحركة الإسلامية السياسي أشد خطورة لأنها ما تزال تتبنى رؤى لا تعكس قراءة عقلانية لمصادر التهديد بشكل واضح، خاصة في مواضيع السياسة الخارجية، ولا تدرك التوازنات الدقيقة التي تترتب وفقها حسابات السياسة ، التي يشكل الخروج عليها رهانا في المجهول.
اتصالات بدأت خلال الأيام الأخيرة تلوح في الأفق بين مستويات متعددة في الدولة والحركة الإسلامية لكنها لم تصل بعد إلى مستوى الولوج في حوار يتناول القضايا السياسية وقضايا الإصلاح المختلفة المطروحة، الاتصالات وصفت (بالتمهيدية ) وتفضي إلى إشارات ايجابية من المؤمل أن تتوسع خلال الأيام القليلة المقبلة لحوار موسع يتم الاتفاق على أجندته إذا تم الاتفاق عليه.
الحوار المشار إليه حكوميا تنصلت منه الجماعات الإسلامية وحاولت الالتفاف عليه لا بل وكما هي العادة لم يتسن التأكد من مدى صحة الأنباء بحقيقة وجود مثل هذا الاتجاه من الحوار، الحكومة قد تكون في الرمق الأخير من مرحلة الوجود السياسي واستحقاقاته على الساحة الأردنية، لذا فيجب أن تأخذ جميع القوى الوطنية حذرها من أية اتفاقات جانبية يمكن أن تفاجئ الشارع الأردني وتجهض حراكه لمصلحة فئة أو تيار ثبتت لنا جميعا إمكانية مساومتها لا بل وقلب الطاولة على كل من يحيطون بها لأجل مصالح ليست إلا خاصة وفردية ويروجونها على أنها وطنية وعليا...
مؤسسة العرش هي وحدها القادرة والمستأمنة على رسم سياسة المرحلة القادمة بجميع تفاصيلها وكلنا ثقة وأمل عظيمين بصدق الرؤية وحرص التنفيذ لاجتثاث معطيات الفساد والفشل السياسي الذريع الذي نعيشه، بقي أن أقول فقط إن الحكومة بانتظار رصاصة الرحمة وأتمنى على الجميع أن ينتبه ويتنبه جيدا لإمكانية توزيع المكتسبات غير المشروعة وتسجيل المواقف والتي لن تكون إلا من باب: \" إن من لا يملك قد أعطى لمن لا يستحق \" !!!

H_jaghbeer@yahoo.com



تعليقات القراء

الفقرة الاخيرة
أن الولاء الحقيقي والصادق لا يعني الموافقة الدائمة والتأييد الدائم , ففي كثير من الأحيان يكون الاختلاف في الرأي أكثر إخلاصا, والمعارضة اشد ولاء, فالموافقة الدائمة والتأييد الدائم من سمات النفاق وهذا واضح بالفقرة الاخيرة.
10-10-2011 08:12 PM
احمد الازايده
شوف لك ......
11-10-2011 06:23 AM
هود القضاة
المثل بقول اسمع من مبكيك ولا تسمع من مضحكك

12-10-2011 11:25 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات