الزيتون العربي


الأشجار مخلوقات لها طابع خاص على سطح الأرض تبعث النشوة والراحة في النفوس وتعطي عندما تأخذ لكن هناك ظروف وتقلبات تعصف بها وتقسوا عليها وتنعشها وتداعبها سنوياً وذلك خارج عن إرادتها .
ففي الدورة السنوية للفصول تختلف معالمها بشكل كلي فتبدأ أوراقها بالسقوط في فصل الخريف وتتلاشى نهائياً في فصل الشتاء حتى تصبح عارية وتبدأ أوراقها وثمارها بالظهور مجدداً في فصل الربيع أجمل فصول السنة لكن يتبعه فصل الصيف والذي يقسى على الأشجار بشدة حره لكنها في هذا الفصل تقاوم وتتباهى بأوراقها التي أنجبتها في فصل الربيع .

وتلك الفصول لها تأثير على كافة المخلوقات الموجودة على الأرض ولكن التأثير الأكبر يقع على الأشجار لأنها ثابتة في مكانها لا تتحرك فتبقى عرضة للتغييرات المناخية التي تحصل سنوياً.

وعند الحديث عن مصطلح الربيع العربي والذي أصبح وأمسى متداولاً في وسائل الاعلام العربية وحتى الاجنبية والذي تم اقتباسه من فصل الربيع الذي يتسم بالحيوية والنشاط وعودة الحياة لكثير من المخلوقات فقد تجاهل من اطلقوا هذا المسمى على الثورات العربية ان هذا المسمى سيتبعه فصول اخرى وهي الصيف العربي والخريف العربي والشتاء العربي فأن تم تحديد مدة الربيع بفترة اقل من شهر ونصف في تونس ومصر ولم يتم تحديده في باقي الدول الاخرى فما مضمون ذلك المسمى ولماذا تم اختياره فأنه بحكم المؤكد ستتوالى الفصول على هذه الدول مجدداً لان هذه الفصول تعبر سطح الارض و تمر على المخلوقات من غير إرادتها .

فالذي اطلق مسمى الربيع على الاحداث التي حصلت مؤخراً فمن وجهة نظري البسيطة انه اخطأ وان لم يخطئ فان هذا المسمى لم يأتي عن عبث وهي رسالة للعرب بان الفصول الأخرى ستأتي بالجفاف وستعصف بكم وستكون حراً عليكم
فاليوم ربيع وغدا صيف وبعد غد خريف ثم يحين فصل الشتاء فهذا من أسلحة الإعلام والذي أصبح يلعب ادواراً كبيرة في صنع السياسة وكتابتها وتمثيلها وإخراجها .

فكان من الأجدر إطلاق اسم ثورات الزيتون او الزيتون العربي على تلك الأحداث التي مرت على البلدان العربية لأسباب عدة منها , ان هذه الشجرة مباركة عند المسلمين وذكرت في القران الكريم وفي التوارة والانجيل ولان شرارة تلك الأحداث بدأت من تونس ام الزيتون في الوطن العربي ولأن شجرة الزيتون ترمز للسلام فقد اتخذتها الأمم المتحدة شعار للمحبة والسلام واغلب الثورات العربية كانت سلمية ولان شجرة الزيتون تبقى على مدار العام خضراء لا يشوبها تغييرات ولا تتأثر بالدورة السنوية للفصول وتعيش تلك الشجرة لفترات طويلة جدا قد تصل إلى ألفي عام .

لكن الذي أطلق هذا المصطلح وبرفقته الإعلام الذي روج له فقد ارتأى غير ذلك فمن الذي أراد ذلك ؟ ومن الذي كتب ومثل واخرج ذلك؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات