واحد جديد على قائمة الإنكسارات


أنفاس قادمة من ذا المكان , وعيون حالمةٌ ودخان أخير , ونبضة تعدل في مكنونها طبول الحرب عند المسير , وقوالب وغايات ورايات وانكسارات وخيبات, وجنون أخير و إفلاس الضمير لنلمح من طرف عينها إبتسامة , ولتتبعها دمعة تسقط من القمة الى أسفل بحركة عشوائية ,وابتسامة نادرة كما الوردة المتفتحة عند الذبول , وعيون تخاطبني دوما بكل الكلام الحاضر والمستحيل, وانكسار وجرح لا يندمل..انه الوجع الداخلي الروحي الذي لا يعدله اي وجع جسدي مهما عظم, انه السواد الذي خلعتهُ منذ حين, وعاد لي بطريقة جديدة غير تلك السابقة ,لتكون تلك البداية ألاخيرة لشيء يقلب الموازين , ويصنع المستحيل لنوقد النار من كومة رماد , دموع كالمسك تعزف لحن على ضريح الشهيد المتيم حباً ,المقتول عشقاً , تذبحه الدنيا على مقربة من خضوعه الأخير .

عندما تاخذنا الحياة بعيداً جداً , ونطلب الرجوع عن استحقاق وعشق وتيتم, عندها نرسم بانسياب وبتدفق, لننزع من داخلنا أخر علامات الحياة من أرواحنا من أوجاع آهاتنا, لنقاوم المرض, ونتحدى الموت في لحظة سكون ..لنتحدى كل ذلك في غابة الحياة القاتلة الخانقة المفلسة من روح الحقيقة , عندها فقط تتوارد الخواطر كأنها شيء بحجم الفراغ , او ذبول لموعد أخير , تنقشه كذبة لا يعدلها الكلام المنمق المصنوع ,وتتوارى الحكاية عن الانظار على خجل واستحياء ,كمن ليس له أيُّ ذنب بما كان , وتتساوى الحكاية وترمز في داخلها أو مكنونها او ضميرها إلى شيء مستحيل , حينها فقط تجتاحني تفاصيل تلك القصة منذ بدايتها بأنطلاقتها وحماستها , تنطق الرواية , لتستقر عيني في عينها لمدة ثانية واحده تعدل تحليلا سنوات قادمة , لا تنتهي نقداً ولا نثراً ولا حتى شعراً .

إنها النفس المجروحة المكلومة , التي عانت أوجاع لم يذقها أحد من قبلها وما زالت معاناتها قائمة الى هذا الوقت واعتقد ان معاناتها مستمرة إلى أن يشاء الله لها أن تستمر , لتنطق الرواية إذاً كما الموسيقى الصاخبة التي لا يسمعها إلى أصحاب العقول المبتورة المهمشة العشوائية , لتنطلق الرواية بعكس تلك الحدة الى اللين والهدوء , لتعزف سيمفونية هادئة تشفي القلوب العليلة من أمراض الحياة الدخيله, لنتذوق جمال الموسيقى بصخبها وهدوئها عن جوع طويل يحتاج الى الإشباع , عن غرائز تحتاج لحساب لا ينضب من تنظيم دقيق حتى لا تفسد الحياة , لتنطق الرواية بنشاط لا يعدله نشاط وتفاصيل دقيقة ترسم الحال بدون تكلف أو تصنع , لتتوحد الرواية بكل عناصرها كأرجوزة مكتملة البناء والنطق والأنغام , لتعجز كل القلوب عن الفهم الا قلوب العاشقين هي وحدها من تفهم سر الرواية التي تشابكت خيوطها , وما عاد هناك نهاية سعيدة كما تعودنا من أدبنا العريق .

تتساوى الأنفس , لكن بعد حين .. انها الحقيقة , وتنطق بلسان الضمير , دون خوف او خجل , او حتى خنوع او ابداء اعجاب أو تقدير , ويحق الله الحق, وتزول أثار ألامراض ويشفى الجسد من طول الحمى التي عذبته طويلا وما استطاع الراحة يوماً , وقد حان الموعد للحن أخير , يوحد كل شي ...فالنغم والصخب والهدوء متناسق بشكل فريد يطرب السامعين .

اسقطي عليَّ كما المطر بعد انحباسه الأخير , اسقطي دخاناً وغباراً وسكوناً برائحة حباة المطر المجبولة بتراب الأرض , لتشفي تلك الرائحة آلام القلوب , وتمسح الدموع , ونصل الى الصفاء والمصالحة مع دواخلنا على الملأ, اذاً أنت ألان واحد على قائمة الأنكسارات , وأنا ما زلت منتظرأ أن تمطر حتى يشفى القلب من أخر أنكسارات الحياة , فالتمطر السماء بكل أحلامنا بكل أمالنا ,ولنستنشق بعد ذلك رائحة الحياة من جديد .



تعليقات القراء

ابتسامة من وراء الشفاه
كلام اكثر من رائع ولكن هل يفقه الاناس ذلك الى الامام اخي وبارك الله فيك
04-11-2011 09:02 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات