خربه دريد مملؤه بالاسقاطات الكوميديه المعاصره
جراسا - حملت حلقة الثلاثاء من المسلسل التلفزيوني السوري "الخربة" عنوان "الشعب يريد"، فالمسلسل الذي صورت حلقاته بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات في سوريا لم يستطع على ما يبدو أن ينأى بنفسه عن تأثير الحدث السوري، فحفل بالإشارات التي تدل عليه، من دون أن يتطرق إليه مباشرة، إلى أن قدم أخيرا حلقة كاملة تحاكي بشكل كوميدي التظاهرات المطالبة بالتغيير.
الحلقة تبدأ بإعلان كبيري عائلتي قرية الخربة (يؤديهما دريد لحام ورشيد عساف)، وهما المتخاصمان دائما، انزعاجهما من تجاهل المحافظ الجديد لدعوة قريتهم إلى الحفل الذي أقامه أخيرا ودعا إليه كل القرية باستثناء الخربة.
يروح الرجلان يتدارسان الخطوات الممكنة للتعبير عن احتجاج القرية على سلوك المحافظ. يجري التفكير بتوقيع عريضة، ثم تتطور الفكرة إلى تظاهرة. وبالفعل يحشد زعيما العائلتين مجموعة من الأطفال (ولن ينسى أحد ابناء القرية التأكيد على حشد الأطفال)، "فهم أكثر ما ينفع" على حد قوله، في إشارة تهكمية واضحة إلى التأثير (أو الاستخدام) الذي يلعبه حضور الأطفال في التظاهرات.
في الطريق الطويل إلى حيث التظاهرة يعيد الرجلان التفكير مرارا.، تكون البداية مع "الشعب يريد تغيير المحافظ"، ولكن سرعان ما يجدان له العذر، فيمضيان إلى شعار "الشعب يريد تغيير رئيس البلدية" وصولا إلى "تغيير أبو طارق" أحد رجال البلدية الذي قد يكون صاحب الأمر والنهي فيها.
لكن مطلب المتظاهرين سرعان ما يختصر إلى هدف أكثر وضوحا "الشعب يريد ميكروفون"، فغياب ميكروفون في القرية، التي تعتمد عادة على ميكروفون قرية مجاورة، هو المسؤول عن عدم سماعهم الدعوة التي وجهت إليهم إلى وليمة المحافظ.
حين يصل الحشد الى ساحة التظاهر، يعدهم المسؤول بتشكيل لجنة تتابع الأمر، وبالفعل سنرى مكبرات الصوت وقد جرى تركيبها في قرية الخربة، لكن فوضى استخدام المذياع ستقلب الأمور على رأس زعيمي القرية.
ففي مشهد شبيه بمشهد في الفيلم المصري "الكيت كات" سيظل الميكروفون مفتوحا على الملأ، حين يروح أهل القرية يتهكمون على كبارهم. يقول الناشر عماد حورية "إن في الحلقة تسطيح فكري، وإساءة لأهل السويداء (حيث المسلسل يعبر عن مجتمع مدينة السويداء وبلهجتها)، وفيه تسطيح لما يجري في البلد، بل إن فيه إساءة للموالاة والمعارضة".
ويشرح "يكون ذلك حين يجري اختصار التظاهرة ب +شقفة كرتونة+، وحين تختصر المطالب الأساسية بدعوة إلى وليمة". وتؤكد الناقدة الفنية فاديا ابو زيد "رسالة المسلسل عموما الإشارة إلى غياب الدولة عن مجتمع يعيش في الفقر".
وتجد أبو زيد التقاطع الكبير للمسلسل مع الواقع الراهن "يتمثل بتصوير مجتمع تغيب عنه الأحزاب، وغياب الدولة، فالعشائرية والعائلية أقوى من الثقافة، وبغياب سلطة الدولة غير القادرة على حمايتهم يعود الأفراد إلى عشائريتهم".
الممثل منصور نصر يعتبر "أن اللهجة في المسلسل غير متقنة، وهناك مبالغة من أجل الكوميديا أخرجت اللهجة من عفويتها"، مضيفا "لكن معظم الشخصيات التي صورها المسلسل موجودة في الواقع بالفعل".
المسلسل كما يصفه كاتبه ممدوح حمادة هو عن "الولاءات العائلية الضيقة".
ويقول "الخربة قرية شبه مهجورة، مشاكلها تكاد تنحصر في بعض المناكفات بين سكانها الذين ينتمون لعائلتين متخاصمتين بدون سبب واضح منذ قديم الازل، وربما يكون هذا الخصام هو مصدر تسليتهم الوحيد. يتزعم كل عائلة رجل مسن هو عميد العائلة، وهما آل أبو مالحة وآل أبو قعقور".
ويشرح حمادة "بسبب الأزمة الاقتصادية يبدأ السكان المهاجرون بالعودة بعضهم من المدينة وبعضهم من المهجر، حيث تشرب كل منهم عادات وثقافة جديدة، فتبدأ بالظهور علاقات جديدة مضادة للحمة المبنية على أساس عائلي، ونرى تمردات على كبيري العائلتين اللذين كانت لهما الكلمة في ما مضى".
ويؤكد الكاتب "أن العمل يتحدث بشكل ما عن موضوع الولاء الضيق، وهو الولاء للعائلة، والذي يرمز لبقية الولاءات الضيقة، فخلافات العائلتين ليس لها سبب، وهو ما نراه في الكثير من المجتمعات القروية، فالهم الأساسي لكل عائلة إثبات أحقيتها بالمقدمة، ثم يأتي من المدينة آخرون اتسعت ولاءاتهم لتكون أيديولوجية، أو حتى إنسانية أو فنية أو غير ذلك، فلم تعد هذه الولاءات تقنعهم، كما أن القرية نفسها تولد نوعا جديدا متعلما يحاول الخروح من هذا الإطار".
ويختم الكاتب "لا أنظر إلى القرية كمجتمع مثالي أو نقي بحت، فهو وإن كان يحمل البساطة فيه الكثير من الرث، وفي الوقت نفسه فإنني لا أنظر إلى المدينة كمصدر للفساد والإفساد ففيها التحديث والتطور كما فيها من الزيف".
حملت حلقة الثلاثاء من المسلسل التلفزيوني السوري "الخربة" عنوان "الشعب يريد"، فالمسلسل الذي صورت حلقاته بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات في سوريا لم يستطع على ما يبدو أن ينأى بنفسه عن تأثير الحدث السوري، فحفل بالإشارات التي تدل عليه، من دون أن يتطرق إليه مباشرة، إلى أن قدم أخيرا حلقة كاملة تحاكي بشكل كوميدي التظاهرات المطالبة بالتغيير.
الحلقة تبدأ بإعلان كبيري عائلتي قرية الخربة (يؤديهما دريد لحام ورشيد عساف)، وهما المتخاصمان دائما، انزعاجهما من تجاهل المحافظ الجديد لدعوة قريتهم إلى الحفل الذي أقامه أخيرا ودعا إليه كل القرية باستثناء الخربة.
يروح الرجلان يتدارسان الخطوات الممكنة للتعبير عن احتجاج القرية على سلوك المحافظ. يجري التفكير بتوقيع عريضة، ثم تتطور الفكرة إلى تظاهرة. وبالفعل يحشد زعيما العائلتين مجموعة من الأطفال (ولن ينسى أحد ابناء القرية التأكيد على حشد الأطفال)، "فهم أكثر ما ينفع" على حد قوله، في إشارة تهكمية واضحة إلى التأثير (أو الاستخدام) الذي يلعبه حضور الأطفال في التظاهرات.
في الطريق الطويل إلى حيث التظاهرة يعيد الرجلان التفكير مرارا.، تكون البداية مع "الشعب يريد تغيير المحافظ"، ولكن سرعان ما يجدان له العذر، فيمضيان إلى شعار "الشعب يريد تغيير رئيس البلدية" وصولا إلى "تغيير أبو طارق" أحد رجال البلدية الذي قد يكون صاحب الأمر والنهي فيها.
لكن مطلب المتظاهرين سرعان ما يختصر إلى هدف أكثر وضوحا "الشعب يريد ميكروفون"، فغياب ميكروفون في القرية، التي تعتمد عادة على ميكروفون قرية مجاورة، هو المسؤول عن عدم سماعهم الدعوة التي وجهت إليهم إلى وليمة المحافظ.
حين يصل الحشد الى ساحة التظاهر، يعدهم المسؤول بتشكيل لجنة تتابع الأمر، وبالفعل سنرى مكبرات الصوت وقد جرى تركيبها في قرية الخربة، لكن فوضى استخدام المذياع ستقلب الأمور على رأس زعيمي القرية.
ففي مشهد شبيه بمشهد في الفيلم المصري "الكيت كات" سيظل الميكروفون مفتوحا على الملأ، حين يروح أهل القرية يتهكمون على كبارهم. يقول الناشر عماد حورية "إن في الحلقة تسطيح فكري، وإساءة لأهل السويداء (حيث المسلسل يعبر عن مجتمع مدينة السويداء وبلهجتها)، وفيه تسطيح لما يجري في البلد، بل إن فيه إساءة للموالاة والمعارضة".
ويشرح "يكون ذلك حين يجري اختصار التظاهرة ب +شقفة كرتونة+، وحين تختصر المطالب الأساسية بدعوة إلى وليمة". وتؤكد الناقدة الفنية فاديا ابو زيد "رسالة المسلسل عموما الإشارة إلى غياب الدولة عن مجتمع يعيش في الفقر".
وتجد أبو زيد التقاطع الكبير للمسلسل مع الواقع الراهن "يتمثل بتصوير مجتمع تغيب عنه الأحزاب، وغياب الدولة، فالعشائرية والعائلية أقوى من الثقافة، وبغياب سلطة الدولة غير القادرة على حمايتهم يعود الأفراد إلى عشائريتهم".
الممثل منصور نصر يعتبر "أن اللهجة في المسلسل غير متقنة، وهناك مبالغة من أجل الكوميديا أخرجت اللهجة من عفويتها"، مضيفا "لكن معظم الشخصيات التي صورها المسلسل موجودة في الواقع بالفعل".
المسلسل كما يصفه كاتبه ممدوح حمادة هو عن "الولاءات العائلية الضيقة".
ويقول "الخربة قرية شبه مهجورة، مشاكلها تكاد تنحصر في بعض المناكفات بين سكانها الذين ينتمون لعائلتين متخاصمتين بدون سبب واضح منذ قديم الازل، وربما يكون هذا الخصام هو مصدر تسليتهم الوحيد. يتزعم كل عائلة رجل مسن هو عميد العائلة، وهما آل أبو مالحة وآل أبو قعقور".
ويشرح حمادة "بسبب الأزمة الاقتصادية يبدأ السكان المهاجرون بالعودة بعضهم من المدينة وبعضهم من المهجر، حيث تشرب كل منهم عادات وثقافة جديدة، فتبدأ بالظهور علاقات جديدة مضادة للحمة المبنية على أساس عائلي، ونرى تمردات على كبيري العائلتين اللذين كانت لهما الكلمة في ما مضى".
ويؤكد الكاتب "أن العمل يتحدث بشكل ما عن موضوع الولاء الضيق، وهو الولاء للعائلة، والذي يرمز لبقية الولاءات الضيقة، فخلافات العائلتين ليس لها سبب، وهو ما نراه في الكثير من المجتمعات القروية، فالهم الأساسي لكل عائلة إثبات أحقيتها بالمقدمة، ثم يأتي من المدينة آخرون اتسعت ولاءاتهم لتكون أيديولوجية، أو حتى إنسانية أو فنية أو غير ذلك، فلم تعد هذه الولاءات تقنعهم، كما أن القرية نفسها تولد نوعا جديدا متعلما يحاول الخروح من هذا الإطار".
ويختم الكاتب "لا أنظر إلى القرية كمجتمع مثالي أو نقي بحت، فهو وإن كان يحمل البساطة فيه الكثير من الرث، وفي الوقت نفسه فإنني لا أنظر إلى المدينة كمصدر للفساد والإفساد ففيها التحديث والتطور كما فيها من الزيف".
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
ينشف ولا يزال على حد السيف رطبا نديا
بس شوف ترا مؤسس البلاي بوي تدمر عاطفياً بعد ما تركته ابنة العشرين عاماً يقصف عمره !!!!
وما بحب المسلسلات
اصبحت المسلسات متشابهه والافكار مكررة ونسبة الابداع تكاد تكون معدومه
اوف..........