كم من فرح تحول الى حزن !!!


كلنا نعشق الفرح ونستقبل الافراح بكل سرور وابتهاج ونعد له كل ما نستطيع من اجل الاستمتاع به ونسيان همومنا اليوميه وعيش ذلك اليوم او عدد من الساعات بعيدا عن الهموم والمشاكل , وياخذ التحضير له اياما كثيره وتعد قوائم عديده منها قوائم المعازيم وقوائم الطعام والحلويات وغيرها من اساسيات الفرح التي تدخل البهجه علينا .


ياتي يوم الفرح ودعني هنا ااخذ مثالا احتفالاتنا بالنجاح بالثانويه العامه ولا احد يستطيع ان ينكر بانها فرحه لا قبلها ولا بعدها فرحه فهي مرحلة تقرير مصير لفرد من افراد الاسره ونتاج جهد وعمل وتازم واضطراب في البيت والاسره على مدى 9 اشهر , تخرج النتيجه ونخرج معها بالسيارات اربعه اشخاص يجلسون على الشبابيك للسياره وقد يتبرع احدهم ليكون البطل للحفله ويجلس على مقدمة السياره او على سقفها تعبيرا عن شدة فرحه بهذه المناسبه . وتسير السياره باقصى سرعه مطلقه الزوامير العاليه وتناور في مسيرها وحركاتها ما بين السيارات ليظهر السائق براعته في القياده في هذا اليوم يوم الفرح العائلي . ولم يخطر على بال احدهم مخاطر ما يعملون ويقومون به , ولا يدركون حجم الفجيعه في يوم الفرح ان وقع حادث للمركبه او سقط احدهم من على السياره.


يصل موكب الفرح برحمة الله ولطفه وعنايته ومن غير حوادث , يصل الى البيت وهناك قد اعدوا الاسلحه الناريه والالعاب الناريه الكثيره وتبدأ ام المعارك باطلاق العيارات الناريه والفتيشات العالية الانصعاق . وقد يخطىء احدهم فيصيب الخريج او الخريجه ويرديها قتيله كما حصل ويحصل , او ان القدر يحمي من حول مطلق الرصاص من الاصابه وتذهب الرصاصه في الجو لتصل الى اقصى ارتفاع وتعود الى الارض بسرعه وقوه اكبر من سرعة اطلاقها , وقد لا تصل الارض هذه الرصاصه لانها تجد في طريقها شخص ماشي في الشارع او شخص مستلقي على سطح منزله في هذه الاجواء الحاره , تسقط عليه وترديه قتيلا وقد حصلت كثيرا .


تجارب عديده وكثيره جدا وحوادث نسمع فيها كل موسم فرح نسمعها ونتحدث فيها وندرك حجم خطر ما نقوم به خلال احتفالاتنا وكلنا متفقون انها افعالا غير مقبوله لخطورتها , ولكن نتناسى ذلك لحظة فرحتنا .


هل الفرح لا يكتمل الا في هذه الاعمال ؟؟ هل الفرح يكون ناقصا اذا لم يتخلله اطلاق العيارات الناريه ؟؟ وما هو شعور من تسبب في احداث كارثه لنفسه او لغيره ؟؟ ولماذا لا نتعض مما تسبب فيه البعض من تحويل افراح الى اتراح ؟؟؟


لقد شاهدت بام عيني موقف ماساوي جدا .. بالرغم من مرور اكثر من ثلاثون عاما عليه الا انني لا زلت اتذكره وبكل تفاصيله الاليمه.. في احد الاعراس القرويه حيث الشباب يدبكون ويرقصون واحد اقارب العريس مبتهجا يخرج مسدسه ويطلق الرصاص وهو يرقص دون ان يراقب اتجاه اطلاقه للرصاص . واذا باخت العريس تلك الطفله الصغيره البريئه ومن على سطح المنزل تشاهد دبكة الشباب فرحة بعرس اخيها . وتصيب راسها احد الرصاصات .. لم نسمع لها صوتا او صراخا .. وانما شاهدنا قطرات دمها تتساقط على الارض وعندما نظرنا للاعلى شاهدنا راسها متدلي من على السطح وقد لفظت انفاسها ... وتحول الفرح الى كارثه في البيت .. لم ارد تذكر ذلك الموقف الماساوي ولكن وددت ذكره لعل البعض يتعظ منه.


وسائل التعبير عن الفرح كثيره ومتعدده وتشعرنا بالبهجه والسرور بعيدا عن اطلاق الرصاص والالعاب الناريه شديدة الانفجار او هذه الممارسات خلال قيادة السيارات والخروج من الشبابيك وتعريض انفسنا وابناءنا وبناتنا للخطر . ولست مضطرين ان نجعل بعض الدول تحذر رعايها من الخروج بسبب احتفالاتنا بالثانويه العامه .


ادام الله الافراح علينا جميعا وابعد الاحزان عنا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات